اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى:
﴿وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ۞ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ [ق:9-10]
(نزلنا):
قال علماء اللغة: هناك فرق بين أنزلنا ونزَّلنا، وإن كان بعضهما قد يستعمل في مكان الآخر، لكن الفرق الأول أو الأصل:
أن التنزيل يكون شيئاً فشيئاً.
والإنزال: يكون دفعة واحدة.
المطر ينزل من السماء شيئاً فشيئاً: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً﴾ [ق:9]، والسماء هنا بمعنى العلو، وليس المراد السماء التي هي السقف المحفوظ الذي فوق الأرض، بل المراد به العلو؛ لأن المطر ينزل من السحاب، والسحاب ليس السماء بل السحاب في العلو، والدليل على أن الماء ينزل من السحاب قوله تعالى:
﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ﴾ [الروم:48] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ [البقرة:164].
قد يفهم بعض الناس أن المطر ينزل من السماء العليا على السحاب، ثم من السحاب على الأرض، وليس الأمر كذلك، المطر من السحاب نفسه، قال الله تعالى:
﴿وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً﴾ [النبأ:14]، المعصرات هي السحاب فكأنها تعصر الماء كما تعصر الثوب، فيتساقط المطر منها، فهنا يقول: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ﴾ [ق:9] أي: من السحاب الذي هو في
تعليق