الهجر الجميل
هذه هي كلمة إبراهيم لأبيه (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ) فلقد كلم أباه بالمنطق وبحنان البنوة أمام الأبوة وبكل إنسانيته لكن الأب تحدث بلغة الأب المسيطر والإنسان الذي أغلق عقله من الهدى ن وعن الانفتاح على كلمات الحق ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) أي أخرج من بيتي ( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ) وهذه كلمات الأنبياء ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) ومن الطبيعي أن لا يستغفر له وهو مشرك ولكن يطلب من الله أن يغفر له بأن يهيئ وسائل المغفرة ، وبأن يهديه إلى سواء السبيل وهكذا أعطاه الله من لطفه ومن رحمته بعد أن أدى رسالته ( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) وهكذا انطلقت الصلاة الإبراهيمية كما نقول دائماً (( اللهم صل وسلم وبارك وترحم وتحنن على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين )) فلا زال المسلمون يرددون هذه الصلاة عندما ينطلقون في أي موقع من مواقع الإخلاص لله سبحانه وتعالى.