بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كيف يهتدي الإنسان ويستنير بقراءة القرآن؟
عليه أولًا: أن يستحضر في نفسه، أنّ ما يقرؤه خطابٌ من الله تعالى إليه، وليس كما يقرأ كتابًا تاريخيًّا أو لأحد المؤلفين، بل كما يقرأ الرسالة أو الخطاب الذي يأتيه من مقام يحترمه ويجلّه، ويرى نفسه في حاجة لإرشاده، وملزمًا بتوجيهه، كما إذا جاءت الموظف رسالة أو تعليمات من إدارته، أو جاءت رسالة إلى خادم من مخدومه، أو من حبيب إلى حبيبه، فإنه يتعامل معها باهتمام.
إنّ استحضار هذا المعنى هو ما تشير إليه بعض النصوص الدينية، فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (مَنْ قَرَأَ اَلْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا أُدْرِجَتِ اَلنُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ) .
وعنه : (لَقَدْ تَجَلَّى اللّهُ لِخَلْقِهِ في كَلامِهِ وَلكِنَّهُمْ لا يُبْصِروُنَ).
ثانيًا: أن يتأمّل ما يقرأ، ويحاول فهمه والتدبّر فيه، ليعرف ما تقوله الآيات القرآنية، ويتفاعل مع مضمونها.
ورد عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء، الآية: 41]، قَالَ: «حَسْبُكَ الْآنَ»، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ).
وعن زر بن حبيش قال: (قَرَأتُ القُرآنَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ فِي المَسجِدِ الجامِعِ بِالكوفَةِ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ - إلى أن قال - فَلَمّا بَلَغتُ رَأسَ العِشرينَ مِن حم عسق: ﴿وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [سورة الشورى، الآية: 22] بَكى حَتَّى ارتَفَعَ نَحيبُهُ) .
وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (يَنْبَغِي لِمَنْ قَرَأَ القرآن إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ مِنَ القرآن فِيهَا مَسْأَلَةٌ أَوْ تَخْوِيفٌ أَنْ يَسْأَلَ عِنْدَ ذَلِكَ خَيْرَ مَا يَرْجُو، وَيَسْأَلَهُ الْعَافِيَةَ مِنَ النَّارِ وَمِنَ الْعَذَابِ) .
الالتزام بتطبيق القرآن
ثالثًا: أن يقرأ مع الاستعداد للاستجابة والتفاعل مع أوامر القرآن وتوجيهاته، وهذا ما تؤكّد عليه النصوص الدينية حول قراءة القرآن.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: (اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ، فَإِنْ لَمْ يُنْهِكْ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ) .
وورد عنه: (رُبَّ تَالٍ لِلْقُرْآنِ وَالقرآن يَلْعَنُهُ).
وجاء عن الإمام محمد الباقر : (وَرَجُلٌ قَرَأَ القرآن، فَحَفِظَ حُرُوفَهُ، وَضَيَّعَ حُدُودَهُ، وَأَقَامَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، فَلَا كَثَّرَ اللهُ هؤُلَاءِ مِنْ حَمَلَةِ القرآن) .
يقول الشيخ محمد الغزالي: (قد تكون مشكلتنا اليوم في التعامل مع القرآن كالعاصي من البشر الذي يسمع آيات تدعو إلى التوبة فلا يدرك أبعاد معصيته، وضرورة الالتفات إلى التوبة المودعة في الآيات، وإنما يلتفت إلى موسيقى القراءة ونغم التالي، فيقول: "الله.. الله" للنغمة التي يسمعها) .
إنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾. [سورة الإسراء، الآية: 36] عليه أن يتحقّق من أيّ فكرة ترد إلى ذهنه، ومن أيّ معلومة تصله، ولا يحقّ له أن يتبع الظّنون والأقاويل.
وأنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. [سورة البقرة، الآية: 83]، وقوله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾. [سورة الإسراء، الآية: 53]، عليه أن يحرص على حفظ لسانه من أيّ كلمة بذيئة أو مسيئة.
وأنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. [سورة النور، الآية: 22] عليه أن يتحلّى بالحلم والصّفح والعفو عمّن أخطأ بحقّه أو أساء إليه.
إنّ القرآن كتاب هداية وحياة، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. [سورة الأنفال، الآية: 24]
اللهم صل على محمد وآل محمد
كيف يهتدي الإنسان ويستنير بقراءة القرآن؟
عليه أولًا: أن يستحضر في نفسه، أنّ ما يقرؤه خطابٌ من الله تعالى إليه، وليس كما يقرأ كتابًا تاريخيًّا أو لأحد المؤلفين، بل كما يقرأ الرسالة أو الخطاب الذي يأتيه من مقام يحترمه ويجلّه، ويرى نفسه في حاجة لإرشاده، وملزمًا بتوجيهه، كما إذا جاءت الموظف رسالة أو تعليمات من إدارته، أو جاءت رسالة إلى خادم من مخدومه، أو من حبيب إلى حبيبه، فإنه يتعامل معها باهتمام.
إنّ استحضار هذا المعنى هو ما تشير إليه بعض النصوص الدينية، فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (مَنْ قَرَأَ اَلْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا أُدْرِجَتِ اَلنُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ) .
وعنه : (لَقَدْ تَجَلَّى اللّهُ لِخَلْقِهِ في كَلامِهِ وَلكِنَّهُمْ لا يُبْصِروُنَ).
ثانيًا: أن يتأمّل ما يقرأ، ويحاول فهمه والتدبّر فيه، ليعرف ما تقوله الآيات القرآنية، ويتفاعل مع مضمونها.
ورد عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء، الآية: 41]، قَالَ: «حَسْبُكَ الْآنَ»، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ).
وعن زر بن حبيش قال: (قَرَأتُ القُرآنَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ فِي المَسجِدِ الجامِعِ بِالكوفَةِ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ - إلى أن قال - فَلَمّا بَلَغتُ رَأسَ العِشرينَ مِن حم عسق: ﴿وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [سورة الشورى، الآية: 22] بَكى حَتَّى ارتَفَعَ نَحيبُهُ) .
وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (يَنْبَغِي لِمَنْ قَرَأَ القرآن إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ مِنَ القرآن فِيهَا مَسْأَلَةٌ أَوْ تَخْوِيفٌ أَنْ يَسْأَلَ عِنْدَ ذَلِكَ خَيْرَ مَا يَرْجُو، وَيَسْأَلَهُ الْعَافِيَةَ مِنَ النَّارِ وَمِنَ الْعَذَابِ) .
الالتزام بتطبيق القرآن
ثالثًا: أن يقرأ مع الاستعداد للاستجابة والتفاعل مع أوامر القرآن وتوجيهاته، وهذا ما تؤكّد عليه النصوص الدينية حول قراءة القرآن.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: (اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ، فَإِنْ لَمْ يُنْهِكْ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ) .
وورد عنه: (رُبَّ تَالٍ لِلْقُرْآنِ وَالقرآن يَلْعَنُهُ).
وجاء عن الإمام محمد الباقر : (وَرَجُلٌ قَرَأَ القرآن، فَحَفِظَ حُرُوفَهُ، وَضَيَّعَ حُدُودَهُ، وَأَقَامَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، فَلَا كَثَّرَ اللهُ هؤُلَاءِ مِنْ حَمَلَةِ القرآن) .
يقول الشيخ محمد الغزالي: (قد تكون مشكلتنا اليوم في التعامل مع القرآن كالعاصي من البشر الذي يسمع آيات تدعو إلى التوبة فلا يدرك أبعاد معصيته، وضرورة الالتفات إلى التوبة المودعة في الآيات، وإنما يلتفت إلى موسيقى القراءة ونغم التالي، فيقول: "الله.. الله" للنغمة التي يسمعها) .
إنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾. [سورة الإسراء، الآية: 36] عليه أن يتحقّق من أيّ فكرة ترد إلى ذهنه، ومن أيّ معلومة تصله، ولا يحقّ له أن يتبع الظّنون والأقاويل.
وأنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. [سورة البقرة، الآية: 83]، وقوله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾. [سورة الإسراء، الآية: 53]، عليه أن يحرص على حفظ لسانه من أيّ كلمة بذيئة أو مسيئة.
وأنّ من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. [سورة النور، الآية: 22] عليه أن يتحلّى بالحلم والصّفح والعفو عمّن أخطأ بحقّه أو أساء إليه.
إنّ القرآن كتاب هداية وحياة، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. [سورة الأنفال، الآية: 24]
تعليق