بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أعظم داء يصاب به الإنسان هو داء الذنوب، فكلُّ داء يهون مع هذا الداء، ولا دواء له إلاّ الاستغفار، ورد في الحديث عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (ألا أنبّئكم بدائكم من دوائكم"، قلنا: بلى يا رسول الله. قال: "داؤكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار)[1].
وفي رواية أخرى عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ وَ دَوَاءُ اَلذُّنُوبِ اَلاِسْتِغْفَارُ دواء، ودواء الذنوب الاستغفار)[2].
وعن الإمام أمير المؤمنين قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (اَلذُّنُوبُ اَلدَّاءُ وَ اَلدَّوَاءُ اَلاِسْتِغْفَارُ وَ اَلشِّفَاءُ أَنْ لاَ تَعُودَ)[3].
إنّ البعض يرى أنّه ما دام باب الاستغفار والتوبة مفتوحاً فلا داعي للعجلة والإسراع إليهما، وما دام في العمر متسعٌ فله أن يأخذ نصيبه من متع الدنيا وزينتها، ويعمل على إشباع غرائزه وشهواته من الطرق المشروعة وغير المشروعة، ثم عندما يتقدم به العمر ويصل إلى مرحلة الشيخوخة سيرجع إلى ربّه مستغفراً تائباً، طالباً منه العفو والصفح، فنقول لمثل هذا الساذج من يضمن لك أن تعيش إلى أن تصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمر؟!
ومن يضمن لك أن تُوفق للتوبة إذا ما سوّفتها؟
خصوصاً وأن من آثار الذنوب -إذا ارتكبت بشكل واسع وكبير- أنّها تشكل حاجزاً ومانعاً عن الرجوع إلى خطِّ الاستقامة، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾[4]،
فمن المعاني التي ذكرها بعضُ المفسرين لهذه الآية الكريمة هو هذا المعنى: أنّ تكذيبهم بآيات الله كان عاقبة لما عملوه من معاصي، أي أنّهم تدرجوا في فعل السيئات والمعاصي شيئاً فشيئاً إلى أن وصل الحال بهم أنّهم كذبوا بآيات الله، فأعمتهم الذنوبُ عن طريق الحق.
ولهذا حريٌّ بالمذنب والعاصي أن يبادر إلى الاستغفار والتوبة طمعاً في غفران الله وستره، فإن تمادى وسوّف التوبة فإنّ ذلك له آثار غير محمودة على سيرته وسريرته.
ورُوي عن مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلرَّضِيُّ فِي نَهْجِ اَلْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ :
(أَنَّ قَائِلاً قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ فَقَالَ:
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارُ
اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ:
أَوَّلُهَا اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى
وَاَلثَّانِي اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً
وَاَلثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ
وَاَلرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا
وَاَلْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى يَلْصَقَ اَلْجِلْدُ بِالْعَظْمِ وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ
وَاَلسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ)[5].
--------------------------------------------
1- بحار الأنوار، ج 90، ص 283.
2- وسائل الشیعة، ج16، ص68 .
3- مستدرك الوسائل، ج12، ص129 .
4- سورة الروم، الآية: 10.
5- وسائل الشیعة، ج16، ص77.
اللهم صل على محمد وآل محمد
أعظم داء يصاب به الإنسان هو داء الذنوب، فكلُّ داء يهون مع هذا الداء، ولا دواء له إلاّ الاستغفار، ورد في الحديث عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (ألا أنبّئكم بدائكم من دوائكم"، قلنا: بلى يا رسول الله. قال: "داؤكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار)[1].
وفي رواية أخرى عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ وَ دَوَاءُ اَلذُّنُوبِ اَلاِسْتِغْفَارُ دواء، ودواء الذنوب الاستغفار)[2].
وعن الإمام أمير المؤمنين قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (اَلذُّنُوبُ اَلدَّاءُ وَ اَلدَّوَاءُ اَلاِسْتِغْفَارُ وَ اَلشِّفَاءُ أَنْ لاَ تَعُودَ)[3].
إنّ البعض يرى أنّه ما دام باب الاستغفار والتوبة مفتوحاً فلا داعي للعجلة والإسراع إليهما، وما دام في العمر متسعٌ فله أن يأخذ نصيبه من متع الدنيا وزينتها، ويعمل على إشباع غرائزه وشهواته من الطرق المشروعة وغير المشروعة، ثم عندما يتقدم به العمر ويصل إلى مرحلة الشيخوخة سيرجع إلى ربّه مستغفراً تائباً، طالباً منه العفو والصفح، فنقول لمثل هذا الساذج من يضمن لك أن تعيش إلى أن تصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمر؟!
ومن يضمن لك أن تُوفق للتوبة إذا ما سوّفتها؟
خصوصاً وأن من آثار الذنوب -إذا ارتكبت بشكل واسع وكبير- أنّها تشكل حاجزاً ومانعاً عن الرجوع إلى خطِّ الاستقامة، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾[4]،
فمن المعاني التي ذكرها بعضُ المفسرين لهذه الآية الكريمة هو هذا المعنى: أنّ تكذيبهم بآيات الله كان عاقبة لما عملوه من معاصي، أي أنّهم تدرجوا في فعل السيئات والمعاصي شيئاً فشيئاً إلى أن وصل الحال بهم أنّهم كذبوا بآيات الله، فأعمتهم الذنوبُ عن طريق الحق.
ولهذا حريٌّ بالمذنب والعاصي أن يبادر إلى الاستغفار والتوبة طمعاً في غفران الله وستره، فإن تمادى وسوّف التوبة فإنّ ذلك له آثار غير محمودة على سيرته وسريرته.
ورُوي عن مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ اَلرَّضِيُّ فِي نَهْجِ اَلْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ :
(أَنَّ قَائِلاً قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ فَقَالَ:
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَتَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارُ
اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ اَلْعِلِّيِّينَ وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ:
أَوَّلُهَا اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى
وَاَلثَّانِي اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً
وَاَلثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ
وَاَلرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا
وَاَلْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى يَلْصَقَ اَلْجِلْدُ بِالْعَظْمِ وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ
وَاَلسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ)[5].
--------------------------------------------
1- بحار الأنوار، ج 90، ص 283.
2- وسائل الشیعة، ج16، ص68 .
3- مستدرك الوسائل، ج12، ص129 .
4- سورة الروم، الآية: 10.
5- وسائل الشیعة، ج16، ص77.
تعليق