العدوى الاجتماعية… ..

[التقي]

بسمه تعالى وله الحمد

اللهم صل على محمد وآل محمد

من الرزيا التي تُصيب المجتمعات وتنحدر بسلوكها الى هاوية التسافل وضياع الهوية

هي ( العدوى الاجتماعية )

او ما يعرّفه علماء الاجتماع ( السلوك الجمعي السلبي )

وهي حالة من حالات التأثر السلبي الذي يسلكه مجتمع ما يُفقده هويته وانتمائه

لانه يُحاكي ويساوق التصرفات الغير محموده تتحول فيه من نغمة نشاز غير مرغوب فيها الى سلوك جمعي متبع يراه مريدوه امراً اعتيادياً بل وصحيحاً

ينطوي تحت مظلة الحريات الشخصية او المقبولية العامة .

وهذه كما الامراض المعدية التي تُصيب البدن كذلك تصيب الارواح وتبعدها عن سليم فطرتها .

ولا تجلس إلى أهل الدنايا ــــ فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي

وهنا تبرز اهمية تحصين النفس والحذر في التعامل وكسب المعرفة الحقة
ومجالسة الصحبة الصالحة التي تُنجيك من الهلكة .

قال تعالى (( وإصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)) الكهف /28

ولكن السؤال الذي يحتاج الى إجابة :

كيف بك اذا بقيت وحيداً وقد سلك الاخرون طريقاً غير طريقك ؟

كيف تقنع الاخرين ان ما تُؤمن به هو الصحيح ؟

كيف تحصن نفسك ومن حولك وانت مضطر للتعامل من الغالبية من هؤلاء ؟

اسئلة تحتاج الى اجابة ومواقف تحتاج الى تأمل

عافانا الله وإياك ورزقنا حسن العاقبة .

[امال الفتلاوي]

اللهم صل على محمد وال محمد

مشرفنا الفاضل

نستطيع اقناع الاخرين بصحة ما نؤمن به عن طريق

سلوكنا الذي سيجعلهم مجبورين ان يصدقونا

( هذا الاجبارفي النفوس اي اجبار معنوي وليس مادي)

علينا ان نحتل قلوبهم تمهيدا للدخول الى عقولهم

[التقي]

اللهم صل على محمد وال محمد

مشرفنا الفاضل

نستطيع اقناع الاخرين بصحة ما نؤمن به عن طريق

سلوكنا الذي سيجعلهم مجبورين ان يصدقونا

( هذا الاجبارفي النفوس اي اجبار معنوي وليس مادي)

علينا ان نحتل قلوبهم تمهيدا للدخول الى عقولهم

اللهم صل على محمد وآل محمد

جميلٌ ان تتكلم افعالك بدلا عنك تحكي ما تؤمن به عبر سلوك واعي ومعبر .

الاخت الفاضل

رزقكم الله خير الدنيا ونعيم الاخرة .

[صادقة]

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

وهي حالة من حالات التأثر السلبي الذي يسلكه مجتمع ما يُفقده هويته وانتمائه
لانه يُحاكي ويساوق التصرفات الغير محموده تتحول فيه من نغمة نشاز غير مرغوب فيها الى سلوك جمعي متبع يراه مريدوه امراً اعتيادياً بل وصحيحاً
ينطوي تحت مظلة الحريات الشخصية او المقبولية العامة .
وهذه كما الامراض المعدية التي تُصيب البدن كذلك تصيب الارواح وتبعدها عن سليم فطرتها .

في الغالب المرض عندما ينتشر بواسطة العدى ويتحول إلى وباء يشكل حالة استنفار لانتشار أمر غير مرغوب فيه ويتم محاربة انتقاله ومنع انتشاره
فإن لم يكن السلوك السلبي المتحول إلى عادة أو عرف اجتماعي مقبول التبعية ويساير هوى ورغبة مقلديه ومتبعيه فالعدى ستكون قهرية متبعيها مجبرين عليها وعليه لن تدوم آثاره طويلا وربما مع محاربته يحال مجراه إلى سلوك إيجابي
فالتبعية عن رغبة (أو التبعية اللاشعورية) إن حدثت أحالت المجتمع إلى قطيع عقله الجمعي فعال في التقليد والأمعية ومعطل عن التحليل والتفكير في العواقب وكأنه مستعبد لهوى غيره
فمعرفة العاقبة غالبا ما تشكل في النفس إشارة تنبيه للخطر الذي يجرف أصاحبه إلى التهلكة أو الكثير من الويلات التي يصعب تداركها أو علاجها إن وقعت

كيف بك اذا بقيت وحيداً وقد سلك الاخرون طريقاً غير طريقك ؟

غالبا الإنسان يستوحش حينما يتملكه شعورا بالوحدة إلى درجة الاقتناع حد اليقين بتمكن الوحدة منه
فماذا لو امتلك هذا الإنسان يقينا بأن ملك عظيم بكل لطفه ورحمته معه هذا سيشكل داخله قنديل يضيء كل ظلمة موحشة يخلقها الوسواس في داخله فيجعله يثبت على الطريق الذي يسير فيه و هو مُغلب رضا الله قبل رضاه وإن كان وحيدا أو حتى منتقدا
فاليقين بسلوك طريق الحق كفيل بجعل الماضي فيه يثبت عليه ويستأنس به ولا يستوحش السير فيه وإن كان موحشا حقا وسالكيه قليلون ومحاربيه كثيرون
ووصف أمير المؤمنين عليه السلام السالك الطريق إلى الله سبحانه كما القنديل الآخر الذي يدعو للثبات على هذا الطريق حيث قال عليه السلام:
قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ وَأَمَاتَ نَفْسَهُ حَتَّى دَقَّ جَلِيلُهُ وَلَطُفَ غَلِيظُهُ وَبَرَقَ لَهُ لَامِعٌ كَثِيرُ الْبَرْقِ فَأَبَانَ لَهُ الطَّرِيقَ وَسَلَكَ بِهِ السَّبِيلَ وَتَدَافَعَتْهُ الْأَبْوَابُ إِلَى بَابِ السَّلَامَةِ وَدَارِ الْإِقَامَةِ وَثَبَتَتْ رِجْلَاهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ الْأَمْنِ وَالرَّاحَةِ بِمَا اسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ وَأَرْضَى رَبَّهُ

كيف تقنع الاخرين ان ما تُؤمن به هو الصحيح ؟

اتفق مع أختي العزيزة مديرة تحرير رياض الزهراء عليها السلام
في أن أفضل وسيلة للإقناع السلوك الحي الذي انتهجه بالأقوال الصادق والأفعال التي توكد تلك الأقوال
فالتناصح لا يكون باللسان فقط فكم من نصيحة بالفعل كان لها وقع أقوى وأبلغ في نفوس الآخرين

قد ينتابني شعور بأني عاجزة عن عمل شيء حيال ما هو منتشر في بيئتي أو مجتمعي ويكون مخالفا لرضا الله سبحانه ولكن مهما كانت سطوة هذا الاحساس لا يجب أن أتوانى عن العمل بقول الله تعالى في سورة العصر التي تصف ما آل إليه حالنا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح بالحق
قال تعالى: وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}
فالتقاعس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أشد الأسباب التي لا تساعد في نشر الفتن فقط بل تزيد من تأثيرها في الناس وهيمنة سطوتها على سلوكهم

كيف تحصن نفسك ومن حولك وانت مضطر للتعامل من الغالبية من هؤلاء ؟

هنالك حبل أمرنا الله التمسك به وصراط أمرنا أن نسلكه ونثبت عليه فإن تمسكنا به حق التمسك كان لنا حصنا منيعا وسببا للنجاة من كل تهلكة والتوفيق إلى كل خير يرضاه الله سبحانه وتعالى
قال تعالى: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الملك22

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له في نهج البلاغة: فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ مِفْتَاحُ سَدَادٍ وَذَخِيرَةُ مَعَادٍ وَعِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ بِهَا يَنْجَحُ الطَّالِبُ وَيَنْجُو الْهَارِبُ وَتُنَالُ الرَّغَائِبُ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ أَوْ أَنْ نُفْتَتَنَ عَنْ دِينِكَ أَوْ تَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا دُونَ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ

أخي الكريم التقي
أثابك الله وجزاك جزاء المحسنين ورفع شأنك واعلى مقامك في الدنيا والآخرة
وحصنك وإياك نحن من فتنهما وثبتنا وإياكم على الحق والصراط المستقيم

وشكرا جزيلا للموضوع الحيوي القيم الذي اخترته للنقاش
فهو يعد عصب مجتمعي يحكي بصدق ما آل إليه واقع مجتمعاتنا كمسلمين مهما ابتعدت بنا المسافات فنحن نتقاسم نقاط تقاطع نلتقي عندها كأمة واحدة تدين بدين يسعى الشيطان لقهره باستخدامنا كوسيلة يحاربه بها من خلال تشويه سلوكنا وتحطيم قيمنا والاطاحة بمبادئنا السامية

حفظك الله ورعاك وحشرك مع محمد وآله ورزقك شفاعتهم إنه سميع مجيب
ودمت بخير وعافية ومعافاة في الدين والدنيا والآخرة


احترامي وتقديري

[التقي]

اللهم صل على محمد وآل محمد

الاخت الفاضلة صادقة

ما تفضلتم به هو الحق وما جدتم به هو الصدق

مجتمع تقوده الاهواء ويستهويه التقليد بلا تفكر او تدبر , تتحكم فيه عواطفه وغرائزه

وكأنه خُلق لهذه السفاسف والتفاهات

لا يجعل من نفسه رقيباً او ضميراً او صوتاً يوقض فيه الطريق الحق ويرشده سواء السبيل .

شكرنا وتقديرنا وخالص دعواتنا لكم اختنا الفاضلة .