بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى : ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾، سورة آل عمران، الآية: ١٥٩ .
واحدة من المزايا الأخلاقية لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا وهي اللين مع الناس والرحمة بهم، وخلوه من الفظاظة والخشونة.
" الفظ " - في اللغة - هو الغليظ الجافي الخشن الكلام.
و" غليظ القلب " هو قاسي الفؤاد الذي لا تلمس منه رحمة، ولا يحس منه لين .
وهاتان الكلمتان وان كانتا بمعنى واحد هو الخشونة، إلا أن الغالب استعمال الأولى في الخشونة الكلامية، واستعمال الثانية في الخشونة العملية والسلوكية، وبهذا يشير سبحانه إلى ما كان يتحلى به الرسول الأعظم من لين ولطف تجاه المذنبين والجاهلين .
ثم إنه سبحانه يأمر نبيه بأن يعفو عنهم إذ يقول: فاعف عنهم واستغفر لهم.
وهذا الكلام يعني أنه سبحانه يطلب منه (صلى الله عليه وآله) أن يتنازل عن حقه لهم إذ تفرقوا عنه في أحلك الظروف، وسببوا له تلك المصائب والمتاعب في تلك المعركة، وأنه يشفع لهم لدى نبيه بأن يتجاوز عنهم، وأن يشفع هو بدوره لهم عند الله تعالى ويطلب المغفرة لهم منه سبحانه .
وبتعبير آخر أنه سبحانه يطلب من نبيه أن يعفو عنهم فيما بينه وبينهم، وأما ما بين الله وبينهم فهو سبحانه يغفر لهم ذلك. وقد فعل الرسول الكريم ما أمره به ربه وعفى عنهم جميعا.
ومن الواضح أن هذا المقام كان من الموارد التي تتطلب حتما العفو والمغفرة، واللطف واللين، ولو أن النبي (صلى الله عليه وآله) فعل غير ذلك لكان يؤدي ذلك إلى انفضاض الناس من حوله، وتفرقهم عنه، إذ أن الجماعة رغم أنها أصيبت بالهزيمة النكراء، وتحملت ما تحملت من القتلى والجرحى، وكانوا هم السبب في ذلك، إلا أنهم أحوج ما يكونون إلى العطف واللطف وإلى اللين والعفو، وإلى البلاسم التي تبل جراحاتهم، وإلى المراهم التي تهدئ خواطرهم، حتى يتهيؤوا بعد شفائها واستعادة معنوياتهم إلى مواجهة أحداث المستقبل، وتحمل المسؤوليات القادمة .
إن في هذه الآية إشارة صريحة إلى إحدى أهم الصفات التي يجب توفرها في أية قيادة، ألا وهي العفو واللين تجاه المتخلفين التائبين، والعصاة النادمين، والمتمردين العائدين، ومن البديهي أن الذي يتصدى للقيادة لو خلى عن هذه الخصلة الهامة، وافتقر إلى روح السماحة، وافتقد صفة اللين، وعامل من حوله بالخشونة والعنف والفظاظة فسرعان ما يواجه الهزيمة، وسرعان ما تصاب مشاريعه وبرامجه بنكسات ماحقة، تبدد جهوده، وتذري مساعيه أدراج الرياح، إذ يتفرق الناس من حوله، فلا يمكنه القيام بمهام القيادة ومسؤولياتها الجسيمة، ولهذا قال الإمام أمير المؤمنين مشيرا إلى هذه الخصلة القيادية الحساسة: ( آلَةُ الرئاسة سَعَةُ اَلصَّدْرِ)، نهج البلاغة، ج1، ص501 .
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى : ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾، سورة آل عمران، الآية: ١٥٩ .
واحدة من المزايا الأخلاقية لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا وهي اللين مع الناس والرحمة بهم، وخلوه من الفظاظة والخشونة.
" الفظ " - في اللغة - هو الغليظ الجافي الخشن الكلام.
و" غليظ القلب " هو قاسي الفؤاد الذي لا تلمس منه رحمة، ولا يحس منه لين .
وهاتان الكلمتان وان كانتا بمعنى واحد هو الخشونة، إلا أن الغالب استعمال الأولى في الخشونة الكلامية، واستعمال الثانية في الخشونة العملية والسلوكية، وبهذا يشير سبحانه إلى ما كان يتحلى به الرسول الأعظم من لين ولطف تجاه المذنبين والجاهلين .
ثم إنه سبحانه يأمر نبيه بأن يعفو عنهم إذ يقول: فاعف عنهم واستغفر لهم.
وهذا الكلام يعني أنه سبحانه يطلب منه (صلى الله عليه وآله) أن يتنازل عن حقه لهم إذ تفرقوا عنه في أحلك الظروف، وسببوا له تلك المصائب والمتاعب في تلك المعركة، وأنه يشفع لهم لدى نبيه بأن يتجاوز عنهم، وأن يشفع هو بدوره لهم عند الله تعالى ويطلب المغفرة لهم منه سبحانه .
وبتعبير آخر أنه سبحانه يطلب من نبيه أن يعفو عنهم فيما بينه وبينهم، وأما ما بين الله وبينهم فهو سبحانه يغفر لهم ذلك. وقد فعل الرسول الكريم ما أمره به ربه وعفى عنهم جميعا.
ومن الواضح أن هذا المقام كان من الموارد التي تتطلب حتما العفو والمغفرة، واللطف واللين، ولو أن النبي (صلى الله عليه وآله) فعل غير ذلك لكان يؤدي ذلك إلى انفضاض الناس من حوله، وتفرقهم عنه، إذ أن الجماعة رغم أنها أصيبت بالهزيمة النكراء، وتحملت ما تحملت من القتلى والجرحى، وكانوا هم السبب في ذلك، إلا أنهم أحوج ما يكونون إلى العطف واللطف وإلى اللين والعفو، وإلى البلاسم التي تبل جراحاتهم، وإلى المراهم التي تهدئ خواطرهم، حتى يتهيؤوا بعد شفائها واستعادة معنوياتهم إلى مواجهة أحداث المستقبل، وتحمل المسؤوليات القادمة .
إن في هذه الآية إشارة صريحة إلى إحدى أهم الصفات التي يجب توفرها في أية قيادة، ألا وهي العفو واللين تجاه المتخلفين التائبين، والعصاة النادمين، والمتمردين العائدين، ومن البديهي أن الذي يتصدى للقيادة لو خلى عن هذه الخصلة الهامة، وافتقر إلى روح السماحة، وافتقد صفة اللين، وعامل من حوله بالخشونة والعنف والفظاظة فسرعان ما يواجه الهزيمة، وسرعان ما تصاب مشاريعه وبرامجه بنكسات ماحقة، تبدد جهوده، وتذري مساعيه أدراج الرياح، إذ يتفرق الناس من حوله، فلا يمكنه القيام بمهام القيادة ومسؤولياتها الجسيمة، ولهذا قال الإمام أمير المؤمنين مشيرا إلى هذه الخصلة القيادية الحساسة: ( آلَةُ الرئاسة سَعَةُ اَلصَّدْرِ)، نهج البلاغة، ج1، ص501 .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج 2، ص 748.
تعليق