بين دمعةٍ حُسينيّةٍ ونُدبةٍ مهدويّة تُختصَرُ مشاعِرُ العِيدِ في زمانِ الغيبة!
(مِن آدابِ أهلِ البيتِ: استحبابُ استشعارِ الحُزنِ في الأعياد)
:
مِن العاداتِ الشائعةِ في ثقافةِ المسلمينَ عموماً وثقافتِنا الشيعيّةِ على وجهِ الخصوص: أنّنا نعيشُ البهجةَ والسرورَ في أيّامِ الأعياد
ولكن إذا رجعنا لثقافةِ أهلِ البيتِ نجد الأمرَ يختلِفُ تماماً،
فمِن آدابِ الأعياد (عيدي الفِطر والأضحى) ومِن مُستحبّاتِ الأعيادِ في ثقافةِ العترة: استحبابُ استشعارِ الحزنِ في الأعيادِ بخلافِ المشهورِ والمُتعارفِ بين الناسِ وهو إبداءُ البهجةِ والفَرَح، والسبب:
لأنّ حُزنَ آلِ محمّدٍ لم ينقضِ،
حُزنُهم مُستمِرٌّ "صلواتُ الله عليهم"
ويتجدّدُ هذا الحُزنُ عليهم في الأعياد! لأنَّ إمامَ زمانِنا مُغيّب، وحقُّ آلِ محمّدٍ ليس في أيديهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(ما مِن عيدٍ للمسلمينَ أضحى ولا فِطر إلّا وهو يتجدّدُ فيه لآلِ محمّدٍ حُزن،
قيل: ولِمَ ذلك؟ قال: لأنّهم يرونَ حَقّهم في يدِ غيرِهم)
[الكافي: ج٤]
فبحسَبِ هذا الحديثِ فإنّ هذه الأعياد حين تمرُّ على إمامِ زمانِنا.. فإنّ الأحزانَ تتجدّدُ على قلبِهِ الشريفِ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
ويُؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا السجّادُ في هذه الأبياتِ المُؤلمةِ التي قالها في أيّامِ العِيد، يقولُ فيها:
نحنُ بنو المصطفى ذَوو غُصَصٍ
يَجرَعُهــــــا في الأنـــامِ قائمُنــا
عظيمـــــةٌ في الأنــــامِ مِحْنتُنـا
أوّلُـنــــا مُبتلـــىً وآخِــرُنـــــــــا
يفـــــــرحُ هذا الـورى بعِيدِهُــمُ
ونحنُ أعيادُنـــــــا مآتِمُنــــــا..!
؛
فأحزانُ إمامِ زمانِنا مُستمرٌّةٌ وتتجدّدُ عليه هذه الأحزانُ في الأعياد، خُصوصاً بعد قتلِ الحسين!
لأنَّ الحسينَ هو العنوانُ المركزيُّ لظُلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً.. ولم يُؤخَذ بثأرِهِ بعد، كما يقولُ إمامُنا الصادقُ:
(لمّا ضُرِبَ الحسينُ بن عليٍّ بالسيفِ فسَقَط، ثمّ ابتُدِرَ ليُقطعَ رأسُهُ، نادى مُنادٍ مِن بطنانِ العرش -أي مِن مركز العرش-:
ألا أيّتُها الأمّةُ المُتحيّرةُ الضالّةُ بعد نبيّها لا وفّقَكُم اللهُ لأضحى ولا فِطر،
ثمّ قال الإمام: فلا جرَمَ واللهِ ما وُفِّقُوا ولا يُوفَّقون حتّى يثورَ ثائرُ الحسين)
[الكافي: ج٤]
الإمامُ ذكَرَ الفِطرَ والأضحى باعتبارِ أنَّ الفِطرَ مُقترنٌ بالصومِ فهي إشارةٌ إلى بُطلانِ الصوم،
والأضحى مُقترنٌ بالحجِّ وهي إشارةٌ أيضاً إلى بُطلان الحجّ،
يعني لا تُقبَل أعمالُكم!
فالأضحى والفِطرُ عناوينُ لأهمِّ رُموزِ هذه الأمّةِ وعباداتِها،
فالفِطرُ عنوانٌ للصومِ والأضحى عنوانٌ للحجِّ، والصومُ والصلاةُ يلازمانِ بقيّةَ العبادات،
فالإمامُ يُشيرُ إلى أنّه لن يحصلَ توفيقٌ لهذه الأمّةِ التي قتلتْ الحسينَ بالأيدي والألسُن.. لن يحصلَ لها توفيقٌ في عباداتِها (في صومِها وصلاتِها وحجِّها وسائرِ عباداتِها)
وإنّما ستبقى هذه الأُمّةُ مخذولةً ومسلوبةَ التوفيقِ، وعباداتُها باطلةٌ حتّى يُثأرَ بثأرِ الحسينِ على يدِ إمامِ زمانِنا
إذ كيف تُقبَلُ العباداتُ (التي هي فُروع) وقد قتلوا الأصل!
قتلوا أصلَ الأصولِ في دِيننا وهو الإمامُ المعصومُ الذي هو وجهُ اللهِ ورفعوا رأسهُ الشريف على الرمح!
ما قيمةُ العباداتِ إذا ضيّعَ الناسُ أصلَ الأصولِ في دينهم؟
فالعيدُ بعد قتلِ آلِ الرسولِ لاسيّما بعد قتلِ الحسينِ صار مِيعاداً تتجدّدُ فيه الأحزانُ على آلِ محمّد!
ولذا نجد أنّ أهمَّ الأعمالِ المستحبّةِ في الأعياد (في عيدي الفِطر والأضحى، وعيدِ الغدير، وكذلك في يومِ الجمعة "فهو في ثقافةِ العترةِ عيدٌ أيضاً")
مِن أهمّ الأعمال المُستحبّة في هذه الأعياد الأعمال التالية:
✦ زيارةُ الحسين (مِن قريبٍ أو مِن بعيد) وزيارةُ الحسينِ تشتملُ على معنى الظُلامةِ ومعنى المُصاب ومعنى الحُزن، وهي قرينةٌ للدموع
✦ أيضاً مِن مُستحبّاتِ الأعيادِ دعاءُ الندبة،
وهذا الدعاء مِن اسمِهِ هو دعاءُ ندبةٍ ولوعةٍ وحُزنٍ على الحسينِ وآلِ الحسين، ودعاءُ شوقٍ وانتظارٍ للطالبِ بثأرِ الحسين،
فهو دعاءٌ يمزجُ بين هاتين الحقيقتين:
بين المشروعِ الحسينيّ والمشروع المهدوي،
لأنّ الحسين هو القضيّةُ المركزيّة في ثقافةِ أهلِ البيتِ، وهو عنوانٌ مركزي لظلامةِ العترة كما مرّ،
ولذا نجد الأئمة في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة يُوجّهونَنا نحو الحسين ويربِطونَنا بالحسين
فبرغم أنّها أعياد، وأجواءُ الأعيادِ أجواءُ فرحٍ وسرور.. إلّا أنّ أهل البيتِ يربطُوننا فيها بالدمعةِ على الحسينِ والندبةِ والجَزَع والبكاء بين يدي إمامِ زمانِنا......
منقول
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
(مِن آدابِ أهلِ البيتِ: استحبابُ استشعارِ الحُزنِ في الأعياد)
:
مِن العاداتِ الشائعةِ في ثقافةِ المسلمينَ عموماً وثقافتِنا الشيعيّةِ على وجهِ الخصوص: أنّنا نعيشُ البهجةَ والسرورَ في أيّامِ الأعياد
ولكن إذا رجعنا لثقافةِ أهلِ البيتِ نجد الأمرَ يختلِفُ تماماً،
فمِن آدابِ الأعياد (عيدي الفِطر والأضحى) ومِن مُستحبّاتِ الأعيادِ في ثقافةِ العترة: استحبابُ استشعارِ الحزنِ في الأعيادِ بخلافِ المشهورِ والمُتعارفِ بين الناسِ وهو إبداءُ البهجةِ والفَرَح، والسبب:
لأنّ حُزنَ آلِ محمّدٍ لم ينقضِ،
حُزنُهم مُستمِرٌّ "صلواتُ الله عليهم"
ويتجدّدُ هذا الحُزنُ عليهم في الأعياد! لأنَّ إمامَ زمانِنا مُغيّب، وحقُّ آلِ محمّدٍ ليس في أيديهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(ما مِن عيدٍ للمسلمينَ أضحى ولا فِطر إلّا وهو يتجدّدُ فيه لآلِ محمّدٍ حُزن،
قيل: ولِمَ ذلك؟ قال: لأنّهم يرونَ حَقّهم في يدِ غيرِهم)
[الكافي: ج٤]
فبحسَبِ هذا الحديثِ فإنّ هذه الأعياد حين تمرُّ على إمامِ زمانِنا.. فإنّ الأحزانَ تتجدّدُ على قلبِهِ الشريفِ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
ويُؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا السجّادُ في هذه الأبياتِ المُؤلمةِ التي قالها في أيّامِ العِيد، يقولُ فيها:
نحنُ بنو المصطفى ذَوو غُصَصٍ
يَجرَعُهــــــا في الأنـــامِ قائمُنــا
عظيمـــــةٌ في الأنــــامِ مِحْنتُنـا
أوّلُـنــــا مُبتلـــىً وآخِــرُنـــــــــا
يفـــــــرحُ هذا الـورى بعِيدِهُــمُ
ونحنُ أعيادُنـــــــا مآتِمُنــــــا..!
؛
فأحزانُ إمامِ زمانِنا مُستمرٌّةٌ وتتجدّدُ عليه هذه الأحزانُ في الأعياد، خُصوصاً بعد قتلِ الحسين!
لأنَّ الحسينَ هو العنوانُ المركزيُّ لظُلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً.. ولم يُؤخَذ بثأرِهِ بعد، كما يقولُ إمامُنا الصادقُ:
(لمّا ضُرِبَ الحسينُ بن عليٍّ بالسيفِ فسَقَط، ثمّ ابتُدِرَ ليُقطعَ رأسُهُ، نادى مُنادٍ مِن بطنانِ العرش -أي مِن مركز العرش-:
ألا أيّتُها الأمّةُ المُتحيّرةُ الضالّةُ بعد نبيّها لا وفّقَكُم اللهُ لأضحى ولا فِطر،
ثمّ قال الإمام: فلا جرَمَ واللهِ ما وُفِّقُوا ولا يُوفَّقون حتّى يثورَ ثائرُ الحسين)
[الكافي: ج٤]
الإمامُ ذكَرَ الفِطرَ والأضحى باعتبارِ أنَّ الفِطرَ مُقترنٌ بالصومِ فهي إشارةٌ إلى بُطلانِ الصوم،
والأضحى مُقترنٌ بالحجِّ وهي إشارةٌ أيضاً إلى بُطلان الحجّ،
يعني لا تُقبَل أعمالُكم!
فالأضحى والفِطرُ عناوينُ لأهمِّ رُموزِ هذه الأمّةِ وعباداتِها،
فالفِطرُ عنوانٌ للصومِ والأضحى عنوانٌ للحجِّ، والصومُ والصلاةُ يلازمانِ بقيّةَ العبادات،
فالإمامُ يُشيرُ إلى أنّه لن يحصلَ توفيقٌ لهذه الأمّةِ التي قتلتْ الحسينَ بالأيدي والألسُن.. لن يحصلَ لها توفيقٌ في عباداتِها (في صومِها وصلاتِها وحجِّها وسائرِ عباداتِها)
وإنّما ستبقى هذه الأُمّةُ مخذولةً ومسلوبةَ التوفيقِ، وعباداتُها باطلةٌ حتّى يُثأرَ بثأرِ الحسينِ على يدِ إمامِ زمانِنا
إذ كيف تُقبَلُ العباداتُ (التي هي فُروع) وقد قتلوا الأصل!
قتلوا أصلَ الأصولِ في دِيننا وهو الإمامُ المعصومُ الذي هو وجهُ اللهِ ورفعوا رأسهُ الشريف على الرمح!
ما قيمةُ العباداتِ إذا ضيّعَ الناسُ أصلَ الأصولِ في دينهم؟
فالعيدُ بعد قتلِ آلِ الرسولِ لاسيّما بعد قتلِ الحسينِ صار مِيعاداً تتجدّدُ فيه الأحزانُ على آلِ محمّد!
ولذا نجد أنّ أهمَّ الأعمالِ المستحبّةِ في الأعياد (في عيدي الفِطر والأضحى، وعيدِ الغدير، وكذلك في يومِ الجمعة "فهو في ثقافةِ العترةِ عيدٌ أيضاً")
مِن أهمّ الأعمال المُستحبّة في هذه الأعياد الأعمال التالية:
✦ زيارةُ الحسين (مِن قريبٍ أو مِن بعيد) وزيارةُ الحسينِ تشتملُ على معنى الظُلامةِ ومعنى المُصاب ومعنى الحُزن، وهي قرينةٌ للدموع
✦ أيضاً مِن مُستحبّاتِ الأعيادِ دعاءُ الندبة،
وهذا الدعاء مِن اسمِهِ هو دعاءُ ندبةٍ ولوعةٍ وحُزنٍ على الحسينِ وآلِ الحسين، ودعاءُ شوقٍ وانتظارٍ للطالبِ بثأرِ الحسين،
فهو دعاءٌ يمزجُ بين هاتين الحقيقتين:
بين المشروعِ الحسينيّ والمشروع المهدوي،
لأنّ الحسين هو القضيّةُ المركزيّة في ثقافةِ أهلِ البيتِ، وهو عنوانٌ مركزي لظلامةِ العترة كما مرّ،
ولذا نجد الأئمة في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة يُوجّهونَنا نحو الحسين ويربِطونَنا بالحسين
فبرغم أنّها أعياد، وأجواءُ الأعيادِ أجواءُ فرحٍ وسرور.. إلّا أنّ أهل البيتِ يربطُوننا فيها بالدمعةِ على الحسينِ والندبةِ والجَزَع والبكاء بين يدي إمامِ زمانِنا......
منقول
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
تعليق