من مستحبّات يوم العيد:
قال الشيخ المفيد (رحمه الله):
يستحبّ أن يبتلع شيئاً من تربة الحسين (عليه السلام) فإنَّها شفاء من كلّ داء.
إن حديث إتيان جبرئيل لرسول الله « صلى الله عليه وآله » بتربة من كربلاء قد رواه السنة والشيعة . .
وهذا من الأسرار وقد ثبت من خلال كلام رسول الله والأئمة الأطهار « صلوات الله عليهم أجمعين » والعلماء الأعلام .
قال العلامة الأحمدي « رحمه الله » :
« قد استفاض فيها أن جبرائيل « عليه السلام » لما نزل على رسول الله « صلى الله عليه وآله » بخبر قتل الحسين « عليه السلام » أتى بقبضة من تربة مصرعه صلوات الله عليه ، وكذا غير جبرائيل « عليه السلام » من الملائكة أيضاً لما جاء إلى الرسول « صلى الله عليه وآله » بهذا الخبر المؤلم أتى إليه بقبضة من تربة كربلاء »[1] .
فيرى الشيعي الإمامي : أن تربة أهداها الجليل إلى رسوله الأقدس « صلى الله عليه وآله » هدية غالية عالية ثمينة لجديرة بأن يحترمها ويكرمها اتباعاً لسنة الله تعالى .
ويرى الشيعي : أن الرسول « صلى الله عليه وآله » لما تسلمها من جبرائيل « عليه السلام » قبلها فيقبلها .
قالت أم سلمة أم المؤمنين « رضي الله عنها » : (ثم اضطجع ـ رسول الله « صلى الله عليه وآله » ـ فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟!
قال : أخبرني جبرائيل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق ـ يعني الحسين « عليه السلام » ـ فقلت لجبرائيل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها . فهذه تربتها )[2] .
فالشيعة يقبلونها عملاً بسنة رسول الله « صلى الله عليه وآله » في التربة الشريفة في تقبيلها وتكريمها . كما أنهم يدَّخرونها ويحتفظون بها تأسيا برسول الله « صلى الله عليه وآله » حيث يرون أنه « صلى الله عليه وآله » يجعلها في قارورة ، ويعطيها أم سلمة ويأمرها بحفظها قائلاً : (هذه التربة التي يقتل عليها ـ يعني الحسين « عليه السلام » ـ ضعيها عندك ، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي ـ الحسين « عليه السلام » ـ ) [3] .
ويرى الشيعة : أن الرسول « صلى الله عليه وآله » يشم التربة كما يشم الرياحين العطرة ، والمسك الطيب [4]، فيعتقد أن شمها قبل أن يهراق فيها دم الحبيب ابن الحبيب إنما هو لعطور معنوية وعلاقات ربانية وعناية إلهية بالنسبة إليها إما في نفسها ، أو لما مضى عليها ، أو لما يأتي في مستقبلها فعمل الرسول « صلى الله عليه وآله » يوجد لكل مسلم حالة خاص ة بالنسبة إليها ، فلتسمها أنت بما شئت من العناوين .
ولعله « صلى الله عليه وآله » يشم منها ما يأتي عليها من الحوادث المؤلمة على أهل البيت « عليهم السلام » ، من اهراق دمائهم ، وسلب أموالهم ، وضرب متونهم وأسرهم ، ولعله يشم منها ما يأتي عليها من اختلاف أولياء الله إليها ، وسكونهم ، وعبادتهم ، ومناجاتهم ، وبكائهم فيها ، ولعل . . ولعل . .
ولما شمها رسول الله « صلى الله عليه وآله » لم يملك عينيه أن فاضتا .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب « عليه السلام » : (دخلت على النبي « صلى الله عليه وآله » ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟! ما شأن عينيك تفيضان ؟!
قال : بل قام عندي جبرائيل قبل ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات .
قال : فقال : هل أشمك من تربته ؟!
قال : قلت : نعم . . فمد يده فقبض قبضة من تراب ، فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا) [5] .
فالشيعة يقبلونها كما قبلها النبي الكريم « صلى الله عليه وآله » ، ويشمونها كما شمها كأغلى العطور وأثمنها ، ويدخرونها كما ادخرها ، ويسكبون عليها الدموع كما سكب عليها دمعه ، اقتفاء لأثره « صلى الله عليه وآله » واتباعا لسنة الله وسنة رسوله ، ولكل مسلم في رسول الله « صلى الله عليه وآله » أسوة حسنة .
واهاً لها من تربة سكب عليها رسول الله « صلى الله عليه وآله » دمعه قبل أن يهراق فيها دم مهج ته وحبيبه [6].
-------------------------------------------------------------
[1] كامل الزيارات لابن قولويه وج 101 ص 118 و 127 و 135.
[2] المستدرك للحاكم ج 4 ص 398 قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
[3] بحار الأنوار ج 44 ص 241.
[4] قالت أم سلمة رضي الله عنها : « ثم قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : وديعة عندك هذه ، فشمها رسول الله « صلى الله عليه وآله » وقال : ويح كرب وبلا .
[5] مسند أحمد ج 1 ص 85.
[6] السجود على الأرض للشيخ علي الأحمدي 116 ـ 119.
قال الشيخ المفيد (رحمه الله):
يستحبّ أن يبتلع شيئاً من تربة الحسين (عليه السلام) فإنَّها شفاء من كلّ داء.
إن حديث إتيان جبرئيل لرسول الله « صلى الله عليه وآله » بتربة من كربلاء قد رواه السنة والشيعة . .
وهذا من الأسرار وقد ثبت من خلال كلام رسول الله والأئمة الأطهار « صلوات الله عليهم أجمعين » والعلماء الأعلام .
قال العلامة الأحمدي « رحمه الله » :
« قد استفاض فيها أن جبرائيل « عليه السلام » لما نزل على رسول الله « صلى الله عليه وآله » بخبر قتل الحسين « عليه السلام » أتى بقبضة من تربة مصرعه صلوات الله عليه ، وكذا غير جبرائيل « عليه السلام » من الملائكة أيضاً لما جاء إلى الرسول « صلى الله عليه وآله » بهذا الخبر المؤلم أتى إليه بقبضة من تربة كربلاء »[1] .
فيرى الشيعي الإمامي : أن تربة أهداها الجليل إلى رسوله الأقدس « صلى الله عليه وآله » هدية غالية عالية ثمينة لجديرة بأن يحترمها ويكرمها اتباعاً لسنة الله تعالى .
ويرى الشيعي : أن الرسول « صلى الله عليه وآله » لما تسلمها من جبرائيل « عليه السلام » قبلها فيقبلها .
قالت أم سلمة أم المؤمنين « رضي الله عنها » : (ثم اضطجع ـ رسول الله « صلى الله عليه وآله » ـ فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟!
قال : أخبرني جبرائيل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق ـ يعني الحسين « عليه السلام » ـ فقلت لجبرائيل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها . فهذه تربتها )[2] .
فالشيعة يقبلونها عملاً بسنة رسول الله « صلى الله عليه وآله » في التربة الشريفة في تقبيلها وتكريمها . كما أنهم يدَّخرونها ويحتفظون بها تأسيا برسول الله « صلى الله عليه وآله » حيث يرون أنه « صلى الله عليه وآله » يجعلها في قارورة ، ويعطيها أم سلمة ويأمرها بحفظها قائلاً : (هذه التربة التي يقتل عليها ـ يعني الحسين « عليه السلام » ـ ضعيها عندك ، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي ـ الحسين « عليه السلام » ـ ) [3] .
ويرى الشيعة : أن الرسول « صلى الله عليه وآله » يشم التربة كما يشم الرياحين العطرة ، والمسك الطيب [4]، فيعتقد أن شمها قبل أن يهراق فيها دم الحبيب ابن الحبيب إنما هو لعطور معنوية وعلاقات ربانية وعناية إلهية بالنسبة إليها إما في نفسها ، أو لما مضى عليها ، أو لما يأتي في مستقبلها فعمل الرسول « صلى الله عليه وآله » يوجد لكل مسلم حالة خاص ة بالنسبة إليها ، فلتسمها أنت بما شئت من العناوين .
ولعله « صلى الله عليه وآله » يشم منها ما يأتي عليها من الحوادث المؤلمة على أهل البيت « عليهم السلام » ، من اهراق دمائهم ، وسلب أموالهم ، وضرب متونهم وأسرهم ، ولعله يشم منها ما يأتي عليها من اختلاف أولياء الله إليها ، وسكونهم ، وعبادتهم ، ومناجاتهم ، وبكائهم فيها ، ولعل . . ولعل . .
ولما شمها رسول الله « صلى الله عليه وآله » لم يملك عينيه أن فاضتا .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب « عليه السلام » : (دخلت على النبي « صلى الله عليه وآله » ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟! ما شأن عينيك تفيضان ؟!
قال : بل قام عندي جبرائيل قبل ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات .
قال : فقال : هل أشمك من تربته ؟!
قال : قلت : نعم . . فمد يده فقبض قبضة من تراب ، فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا) [5] .
فالشيعة يقبلونها كما قبلها النبي الكريم « صلى الله عليه وآله » ، ويشمونها كما شمها كأغلى العطور وأثمنها ، ويدخرونها كما ادخرها ، ويسكبون عليها الدموع كما سكب عليها دمعه ، اقتفاء لأثره « صلى الله عليه وآله » واتباعا لسنة الله وسنة رسوله ، ولكل مسلم في رسول الله « صلى الله عليه وآله » أسوة حسنة .
واهاً لها من تربة سكب عليها رسول الله « صلى الله عليه وآله » دمعه قبل أن يهراق فيها دم مهج ته وحبيبه [6].
-------------------------------------------------------------
[1] كامل الزيارات لابن قولويه وج 101 ص 118 و 127 و 135.
[2] المستدرك للحاكم ج 4 ص 398 قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
[3] بحار الأنوار ج 44 ص 241.
[4] قالت أم سلمة رضي الله عنها : « ثم قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : وديعة عندك هذه ، فشمها رسول الله « صلى الله عليه وآله » وقال : ويح كرب وبلا .
[5] مسند أحمد ج 1 ص 85.
[6] السجود على الأرض للشيخ علي الأحمدي 116 ـ 119.
تعليق