بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤال:
--------
الخيطُ الرّفيعُ الذي يربطُ كثيراً منَ المُسلمين بدينِهم هوَ الخوفُ.
فهُم لا يُحافظونَ على إيمانِهم مِن أجلِ محاسنِ الدينِ ومُميّزاتِه، بل يبقونَ مؤمنينَ خوفاً مِن عقابِ الإلهِ المُتربّصِ بهم بعدَ الموت! هل هذا صحيح؟
الجوابُ:
---------
أوّلاً: يجبُ عدمُ الخلطِ بينَ الخوفِ السلبيّ والخوفِ الإيجابيّ، فالخوفُ السلبيّ ينطوي على الشعورِ بالضّعفِ والتراجعِ أمامَ العقوبة، بينَما الخوفُ الإيجابيّ ينطوي على الشعورِ بالتواضعِ والتقديرِ للهِ والتفكّرِ في كمالاتِه، ويدفعُ المُسلمينَ للتحرّكِ والتقدّم.
ثانياً: إنَّ الخوفَ مِن معصيةِ الله وغضبِه والتعرّضِ لعقابِه منَ العناصرِ المُهمّةِ لتحقيقِ الإيمان، إلّا أنَّ ذلكَ لا يعني أنَّ الإيمانَ يتقوّى على الخوفِ فقط، بل هناكَ العديدُ منَ العواملِ الأخرى التي تدفعُ المُسلمينَ للإيمانِ بالله، مثلَ المحبّةِ والأملِ والرّجاءِ في رحمةِ الله. وعليهِ يجبُ أن نفهمَ أنَّ الخوفَ منَ الله ليسَ خوفاً منَ العقابِ فحسب، بل هوَ خوفٌ مِن فقدانِ الحبِّ والقربِ منَ الله، وهذا يعني أنَّ المؤمنينَ يحبّونَ اللهَ ويريدونَ البقاءَ بقُربِه.
ثالثاً: ممّا لا شكَّ فيه أنَّ الخوفَ منَ العقاب مِن أهمِّ المُحفّزاتِ لعملِ الصالحاتِ والابتعادِ عن السيّئات، إلّا أنَّ ذلكَ لا يعني عدمَ وجودِ حوافزَ أخرى مثلَ الحُسنِ والقُبح الذي تشتملُ عليهِ نفسُ الأعمال، فالقلوبُ الصّالحةُ تنجذبُ بطبعِها للصّالحاتِ وتنفرُ منَ السيّئات.
رابعاً: الإيمانُ الحقيقيّ يعملُ على تحقيقِ السعادةِ والطمأنينةِ الداخليّة، ولا يمكنُ تحقيقُ ذلك إلّا بالاعتمادِ على الحبِّ والرجاءِ في رحمةِ اللهِ بالإضافةِ إلى الخوفِ مِن إغضابِه ومُخالفته.
خامساً: القرآنُ الكريم يشجّعُ المسلمينَ على الخوفِ منَ الله والتفكّرِ في قُدرتِه وعظمتِه، وذلكَ مِن خلالِ ذكرِ العذابِ الذي سينالُ المُجرمينَ في الدّنيا والآخرة، ولكِن في الوقتِ نفسِه يشجّعُ على التوبةِ والاستغفارِ والتقرّبِ إلى اللهِ بالأعمالِ الصّالحة، وهذا يعني أنَّ الإيمانَ الحقيقيَّ يتضمّنُ التوازنَ بينَ الخوفِ والمحبّةِ والرجاءِ والثقة.
وفي النهاية، يمكنُ القولُ أنَّ الإيمانَ الحقيقيَّ يحتاجُ إلى العديدِ منَ العواملِ المُتداخلة، بما في ذلكَ الخوفُ والمحبّةُ والأملُ والرّجاءُ في رحمةِ الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤال:
--------
الخيطُ الرّفيعُ الذي يربطُ كثيراً منَ المُسلمين بدينِهم هوَ الخوفُ.
فهُم لا يُحافظونَ على إيمانِهم مِن أجلِ محاسنِ الدينِ ومُميّزاتِه، بل يبقونَ مؤمنينَ خوفاً مِن عقابِ الإلهِ المُتربّصِ بهم بعدَ الموت! هل هذا صحيح؟
الجوابُ:
---------
أوّلاً: يجبُ عدمُ الخلطِ بينَ الخوفِ السلبيّ والخوفِ الإيجابيّ، فالخوفُ السلبيّ ينطوي على الشعورِ بالضّعفِ والتراجعِ أمامَ العقوبة، بينَما الخوفُ الإيجابيّ ينطوي على الشعورِ بالتواضعِ والتقديرِ للهِ والتفكّرِ في كمالاتِه، ويدفعُ المُسلمينَ للتحرّكِ والتقدّم.
ثانياً: إنَّ الخوفَ مِن معصيةِ الله وغضبِه والتعرّضِ لعقابِه منَ العناصرِ المُهمّةِ لتحقيقِ الإيمان، إلّا أنَّ ذلكَ لا يعني أنَّ الإيمانَ يتقوّى على الخوفِ فقط، بل هناكَ العديدُ منَ العواملِ الأخرى التي تدفعُ المُسلمينَ للإيمانِ بالله، مثلَ المحبّةِ والأملِ والرّجاءِ في رحمةِ الله. وعليهِ يجبُ أن نفهمَ أنَّ الخوفَ منَ الله ليسَ خوفاً منَ العقابِ فحسب، بل هوَ خوفٌ مِن فقدانِ الحبِّ والقربِ منَ الله، وهذا يعني أنَّ المؤمنينَ يحبّونَ اللهَ ويريدونَ البقاءَ بقُربِه.
ثالثاً: ممّا لا شكَّ فيه أنَّ الخوفَ منَ العقاب مِن أهمِّ المُحفّزاتِ لعملِ الصالحاتِ والابتعادِ عن السيّئات، إلّا أنَّ ذلكَ لا يعني عدمَ وجودِ حوافزَ أخرى مثلَ الحُسنِ والقُبح الذي تشتملُ عليهِ نفسُ الأعمال، فالقلوبُ الصّالحةُ تنجذبُ بطبعِها للصّالحاتِ وتنفرُ منَ السيّئات.
رابعاً: الإيمانُ الحقيقيّ يعملُ على تحقيقِ السعادةِ والطمأنينةِ الداخليّة، ولا يمكنُ تحقيقُ ذلك إلّا بالاعتمادِ على الحبِّ والرجاءِ في رحمةِ اللهِ بالإضافةِ إلى الخوفِ مِن إغضابِه ومُخالفته.
خامساً: القرآنُ الكريم يشجّعُ المسلمينَ على الخوفِ منَ الله والتفكّرِ في قُدرتِه وعظمتِه، وذلكَ مِن خلالِ ذكرِ العذابِ الذي سينالُ المُجرمينَ في الدّنيا والآخرة، ولكِن في الوقتِ نفسِه يشجّعُ على التوبةِ والاستغفارِ والتقرّبِ إلى اللهِ بالأعمالِ الصّالحة، وهذا يعني أنَّ الإيمانَ الحقيقيَّ يتضمّنُ التوازنَ بينَ الخوفِ والمحبّةِ والرجاءِ والثقة.
وفي النهاية، يمكنُ القولُ أنَّ الإيمانَ الحقيقيَّ يحتاجُ إلى العديدِ منَ العواملِ المُتداخلة، بما في ذلكَ الخوفُ والمحبّةُ والأملُ والرّجاءُ في رحمةِ الله.
تعليق