إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صور العدل برأي العلماء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صور العدل برأي العلماء

    للعدل هذا صورٌ عديدة أفادها العلماء تتلخّص فيما يلي : ـ
    ١) عدل الإنسان مع الله تعالى ..
    وذلك بالإيمان به ، وتوحيده وعدم الشرك به ، والإخلاص له ، وتصديقه ، وإطاعته ، وتصديق أنبيائه ، وأوصياء أنبيائه الحجج على خلقه
    (1) .
    ٢) عدل الإنسان مع والديه ..
    بأن يطيعهم ويحسن إليهم ، ولا يقول لهم أفٍّ ولا ينهرهما ، ولا يكلّفهما أن يسألاه شيئاً ممّا يحتاجان إليه ، ولا يسمّيهما باسمهما ، ولا يمشي أمامهما ، ولا يجلس قبلهما ، ولا يستسبّ لهما ، ويصوم ويصلّي ويحجّ عنهما ، ويقضي دينهما ، ويستغفر لهما ، ويبرّهما حيّين وميّتين
    (2) .
    ٣) عدل الإنسان مع ولده ..
    وذلك بأن يُحسن اسمه وتربيته ، ويرىٰ نفسه مسؤولاً عن حُسن أدبه ، والدلالة على ربّه ، والمعونة له على الطاعة ، ويعمل معه عمل من يعلم أنّه مُثاب على الإحسان إليه ، ومعاقب على الإساءة إليه
    (3) .
    ٤) عدل الإنسان مع زوجته ..
    بأن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها له سَكَناً واُنساً ونعمةً ، فيكرمها ، ويُرفق بها ، ويُنفق عليها ، ويطعمها ، ويكسوها ، ويعاشرها بالمعروف
    (4) .
    ) عدل الإنسان مع نفسه ..
    ويكون ذلك بتهيئة الفوز والنجاة لنفسه ، وسوقها إلى الكمالات ، وهدايتها إلى الطاعات ، وصونها عن الذنوب والمعاصي ، وتزكيتها بالعمل الإلهي .
    وطريق ذلك الفوز والنجاة الالتزام بالاُمور التالية : ـ
    الأوّل : معرفة اُصول الدِّين وفروعه ، والعلم بالتكاليف : الحلال والحرام
    (5) .
    الثاني : العمل بالواجبات وترك المحرّمات ليحصل على التقوى
    (6) .
    الثالث : الاتّصاف بصفات المؤمنين المبشّرين في كتاب الله تعالى في سورة المؤمنين بالفلاح
    (7) .
    فإذا عمل الإنسان مع نفسه بهذه المفاصل كان عادلاً مع نفسه ، هادياً لها إلى سعادته ، متحليّاً بحلية الصالحين وزينة المتّقين ، وممّن بشّره الله تعالى بالفوز والفلاح بقوله عزّ اسمه في القرآن الكريم : ـ
    ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    (8)
    ٦) عدل الإنسان مع المجتمع والآخرين ..
    ويكون ذلك برعاية حقوقهم ، وكفّ الأذىٰ عنهم ، وحسن الأخلاق معهم ،
    ومداراتهم ، والعطف عليهم ، وسائر الحقوق الاُخرى التي تلاحظها في رسالة الحقوق الجامعة لسيّد الساجدين الإمام عليّ بن الحسين عليهما‌السلام
    (9) .
    ٧) عدل الحكّام في أحكامهم ..
    وذلك برعاية الحدود التي عيّنها الله تعالى ، ورسوله ، وخلفاؤه .. ممّا قرّره الشارع المقدّس في الحكومة والقضاء .
    والنموذج المثالي منه هو ما عيّنه وطبّقه أقضى الاُمّة وأعدلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأمر به في عهده الشريف الجامع إلى الأشتر النخعي رضوان الله تعالى عليه حين ولّاه مصر
    (10) الذي هو أرقىٰ دستور سامي ، وأوفىٰ منشورٍ عالمي في الحكومة والقضاء ، والضامن للحياة العادلة والمدنيّة الفاضلة ، لجميع الشعوب وكلّ الطبقات .
    هذه أنواع العدل التي برعاياتها تسعد الحياة ، ويحصل الفوز بعد الممات ، ويسود السلام ، ويشيع الرخاء في الأنام .
    هذا .. والمثل الأعلى الأوفى لبسط العدل هم أهل البيت عليهم‌السلام ، حيث كان ملأ حياتهم ، وفي جميع اُمورهم على أقصى العدل ، وأوفى القسط .
    ومن ذلك ما في حديث المناقب عن عدل أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه : ـ
    (قَدِمَ عليه عقيل فقال للحسن : ـ اكسُ عمّك ، فكساه قميصاً من قميصه ورداءً من أرديته .​
    فلمّا حضر العشاء فإذا هو خبزٌ وملح ، فقال عقيل : ليس إلّا ما أرىٰ ؟
    فقال : أوليسَ هذا من نعمة الله ، وله الحمد كثيراً .
    فقال : أعطني ما أقضي به ديني ، وعجّل سراحي ، حتّى أرحل عنك .​
    قال : فكم دَينُك يا أبا يزيد ؟
    قال : مائة ألف درهم .
    فقال : لا والله ما هي عندي ولا أملكها ، ولكن اصبر حتّى يخرج عطائي فأواسيكه ، ولولا أنّه لابدّ للعيال من شيء لأعطيتُك كلّه .
    فقال عقيل : بيت المال في يدك ، وأنت تسوّفني إلى عطاءك ؟
    فقال : وما أنا وأنت فيه إلّا بمنزلة رجلٍ من المسلمين ، وكانا يتكلّمان فوق قصر الإمارة ، مشرفين على صناديق أهل السوق ، فقال له عليّ عليه‌السلام : إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول فانزل إلى بعض هذه الصناديق فاكسر أقفاله وخُذ ما فيه .
    فقال : وما في هذه الصناديق ؟
    قال : فيما أموال التجّار .
    قال : أتأمرني أن أكسر صناديق قوم قد توكّلوا على الله وجعلوا فيها أموالهم ؟
    فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين ، وأعطيك أموالهم ... ؟
    وزاد في حديث الصواعق المحرقة أنّه ثمّ قال عقيل : لآتينّ معاوية .
    فقال عليّ عليه‌السلام : أنت وذاك .
    فأتى عقيل معاوية فسأله فأعطاه مائة ألف ، ثمّ قال له : إصعد المنبر فاذكر ما أولاك به عليّ وما أوليتك .
    فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : ـ
    أيّها الناس إنّي اُخبركم إني أردتُ عليّاً عليه علىٰ دينه فاختار دينه ، وإنّي أردتُ معاوية علىٰ دينه فاختارني على دينه
    (11) .
    وعدل أمير المؤمنين عليه‌ السلام في جميع حياته ومجالاته ممّا لا يختلف فيه إثنان .
    وهو القائل : ( وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ​ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ ... )
    (12) .

    __________________________________
    (1) لاحظ حديث الحقوق من البحار، ج 74، ص 3 .
    (2) لاحظ سفينة البحار، ج 8، ص 585 .
    (3) لاحظ حديث الحقوق من البحار، ج 74، ص 15 .
    (4) لاحظ أمالي الشيخ الصدوق، المجلس 95، ص 370 .
    (5) ينابيع الحكمة، ج 4، ص 191 .
    (6) بحار الأنوار، ج 69، ص 277، ح 12 .
    (7) كنز الدقائق، ج9، ص 157 .
    (8) سورة المؤمنون، الآيات: 1 ـ 11 .
    (9) بحار الأنوار، ج 74، ص 2 ـ 21 .
    (10) نهج البلاغة، الكتاب رقم 53، الطبعة المصريّة .​
    (11) فضائل الخمسة من الصحاح الستّة، ج 3، ص 22 .
    (12) نهج البلاغة، الخطبة 224 .



    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X