بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أن تعرف الجميل، هذا شيءٌ جميل، وأن تردّ الجميل بمثله هذا شيءٌ أجمل، وأن تُبادر إلى الجميل فتصنعهُ مع الآخرين.. فهو أجملُ الجمال.المعروف ومنه صنعُ الجميل يربّي فينا (روحية العطاء) ويمكننا من امتلاك (اليد العليا) المعطاءة، المتفضّلة، والمبادرة، وهي بلا أدنى شكّ أفضل من (اليد السفلى) المستعطية والمستجدية والممدودة للأخذ فقط.تأمّل في هذا النص المليء:"احتج إلى مَنْ شئت تكن أسيره..واستغن عمّن شئت تكن نظيره..وتفضّل على مَن شئت تكن أميره"[1].الأُمراء ليسوا الذين فتحوا أعينهم فوجدوا ملاعق الذهب في أفواههم، ولا الذين يتوارثون الأمارة أباً عن جدّ، ولا الذين نصّبتهم ظروفٌ معيّنة أمراء على الناس، الأمراءُ أمراءُ القلوب، أنت الفقير، الأعزل، المستضعف الذي لا تملك الثروة والجاه والسلطان، يمكن أن تكون، من جهة نظر إسلامية، أميراً كذلك.تأمّل في هذا النصّ الموحي أيضاً: "طلبتُ الرئاسة فوجدتها في النصيحة لعباد الله"[2].والنصيحة هي الإخلاص في الخدمة، فإذا أردتَ عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج – كما في الحديث – من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته، هناك تجدُ إمارةً غير قابلة للخلع والإقالة والتنحية، اللهمّ إلّا إذا قررت بنفسك الاستغناء عنها بعزوفك عن خدمة الناس، وإلّا فليس هناك قوّة على وجه الأرض بقادرة على أن تطيح بإمارتك.وإذاً فالتسلسل الترتيبي المتصاعد للجميل، هو:1- اعرف الجميل.2- رُدّ الجميل.3- اصنع الجميل.كيف أعرفهُ؟ أحبُّ للناس ما أحبّه لنفسي.كيف أردّه؟ بمثله.. أو بأحسن منه.كيف أصنعه؟ بالمبادرة إليه.تأمّل كذلك في هذا النصّ الحافل بالأريحية من نصوص آداب السلوك الإسلامي الإنساني (الأتيكيت): "إذا حُييت بتحية فحيّي بأحسنَ منها[3]، وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يُربي عليها، والفضلُ مع ذلك للبادئ"[4]!تحليل النصّ:في النصّ (إحسانان): معنوي وهو (التحيّة)، وماديّ وهو (اليد).(التحية) رمز أو تعبير لكلّ إحسان معنوي، أي قابلْ كلَّ إحسانٍ معنوي بأحسن منه، كما تفعل ذلك في التحية تماماً.(اليد) رمز تعبير لكلّ عطاء أو إحسان ماديّ، وهو أيضاً يجب أن يُقابل بمكافأة مجزية.ورغم أنّ (الردّ) أكبر؛ لكنّ الأفضلية للبادئ، لأنّه صاحب المبادرة!وإذاً فالجميل الإسلامي – وهو إنسانيٌّ بالطبع – لا يساوي الجميل بالجميل مثقالاً بمثقال، بل يربو ويرجح ويزيد عليه لتكون المكافأة أجزل وأكبر، ويبقى الفضلُ بين (البادئ) و(المكافئ) للبادئ لأنّه المبادرُ والسبّاق والمحرّك لعملية الإحسان
--------------------------
[1]- الإمام عليّ بن أبي طالب (ع).
[2]- الإمام جعفر الصادق (ع).
[3]- هذا هو قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) (النساء/ 86).
[4]- الإمام عليّ بن أبي طالب (ع).