عن بعض الواصلين أتحدث، عن أولئك الذين امتلكوا حضوراًأكاديمياً وثقافياً متميزاً شكل حضوراً يكاد يحضر مع كل سعته بأفق رؤيوي ضيّق يقود المثالب النفسية ورؤى لا تخلو من طائفية، تكون في عقلية عجزت عن النهوض بمسؤولية أمة، ثقافة بلا روح، صرت وانا اقرأ لهؤلاء وفق كل العناوين أسأل نفسي ومنذ السطر الأول: متى سينجرف ليغرق من طائفيته المقيتة بمنطق تطرفه المقيت، وإلا كان يكفيه روح الانتماء للدين دون النظر الى الانتماء الى المذهبية، كلنا ابناء دين واحد ورب واحد ونتبع نبي واحد.
والتمنطق الملتوي عند هؤلاء يمتلك الاغراء، هؤلاء هم مثقفو العمى الذي سيجعل مدارج ثقافتهم لا تبصر إلا ما درجوا عليه،فهم حين يكتبون في موضوع مهم يستدرجونه الى غايات سياسية مؤدلجة، والحديث عن انكسار علاقة النسب بين النبي (ص) وقومه قد حدث منجهتهم؛بسبب عدم التزامه بالنسق القبلي والتقليد الديني المتوارث، فكانت سورة (أبي لهب) في لعن العلاقة النسبية او الاقتصادية حينما تكون على حساب قانون الحق، ولعن اليد الكاسبة للمال، مادامت يداً باغية ظالمة.
جبروت فكرة واشتغالات مخفية، يسعى لها وليس من أجل أن يقول:إن همجية الدين أكبر من كل معطياتالتواشح، وانما هناك نوايا زاحفة يحبو لها فما جاء في سورة (المسد) لم يجيء انتقاماً ولا تشفياً رخيصاً، فمحمد عليه وعلى اهل بيته أفضل الصلاة والسلام) قد عفا عن قريش كافة يوم الفتح، وقد ناله من عمه (ابي لهب) وعمته (ام جميل)ولكن للتعبير عن القطيعة الجذرية مع ثقافة الماضي،يعدّها الكاتب اجتثاثاً للمحسوبيات، وفكرة العائليات والقرابات والعمومة، فما يقول ولم يضعها من منطق الاستحقاقات مثلما استحق هذا العمل المستهين من قرب الناس اليه اللعنة هناك استحقاقات أخرى أعلن عنها، ولا هذا التشخيص المريض سينهي لنا مفهوم ((وَآتَى المالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكِينَ)).
هل سننكر حق ذي القربى من الإسلام؟ نعم، لقد كان محمد (ص) مخلصاً للفكرة، ولمن يخلص للفكرة،ألم يروي جميع المسلمين أنه كان يحب أهل بيته ويوصي بهم بالثقلين (كتاب الله واهل بيتي).
كل هذه الفبركة ليصل الى نتيجة انه (ص) لم يوصِ بحاكم من بعده، يعني كله اجتياز، وشطب لنا غدير خم، ووصية النبي (ص) وقفز على جميع هذه الشواهد الحية،عجباً كيف يكتبون..!!