اللهم صل على محمد وآل محمد
المسألة: هل خلق العالم في ستّة أيّام كما ورد في القرآن الكريم؟ والعلم يقول: لقد استغرق تكوّن الأرض والسماء حتى وصل الى الواضع الحالي ملياردات من السنوات والأعوام؟
الجواب: نظراً إلى المفهوم الواسع للفظة "يوم" وما يعادلها في مختلف اللغات، يكون جواب هذا السؤال واضحاً، لأنّه كثيراً ما يستعمل اليوم بمعنى الدورة، سواء استغرقت مدة سنة، أو مائة سنة، أو مليون سنة أو مليارات السنين، والشواهد التي تثبت هذه الحقيقة، وتفيد أنّ أحد معاني اليوم هو الدورة، كثيرة:
1 - لقد استعملت لفظة اليوم والأيّام في القرآن الكريم مئات المرات، وفي كثير من الموارد لم تكن بمعنى الليل والنهار، مثلا يعبر عن عالم البعث بيوم القيامة، وهذا يشهد بأنّ مجموع عملية القيامة التي هي دورة طويلة الأمد والمدّة، تسمى يوم القيامة.
ويستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ يوم القيامة ومحاسبة أعمال الناس يستغرق خمسين ألف سنة (سورة المعارج الآية: 4).
2 - نقرأ في كتب اللغة أيضاً أنّ اليوم ربّما يطلق على الزمن بين طلوع الشمس وغروبها، وربّما على مقدار من الزمان مهما كان قدره.
3 - جاء في روايات أئمّة الدين وأحاديثهم - كذلك - استعمال اليوم بمعنى الدهر، كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة أنّه قال: "الدّهر يومان: يوم لك، ويوم عليك".
ونقرأ في تفسير البرهان في تفسير هذه الآية، عن تفسير علي بن إبراهيم الإمام (عليه السلام) قال: "في ستة أيّام، أي في ستة أوقات"، أي في ست دورات.
من مجموع الحديث السابق نستنتج أنّ الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ست دورات متوالية، وإن استغرقت كل دورة من هذه الدورات ملايين أو مليارات السنين، والعلم الحديث لم يبيّن أي أمر يخالف هذا الموضوع.
--------------------------------
المصدر: تفسير الامثل بتصرف
تعليق