تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندَ مُطالعةِ تاريخِ الوهابيّةِ لا نجدُ غيرَ الغزوِ لبُلدانِ الإسلام، وتكفيرِ المُسلمين، واحتلالِ أراضي المُسلمين، وإراقةِ دمائهم المعصومةِ، وأوّلُ همّهم هوَ الإغارةُ على قبورِ المُسلمين والقبابِ التي بُنيَت عليها، فيقومونَ بهدمِها وتدميرِها، فنجدُ أوّلَ قبّةٍ قد هُدمَت هيَ القبّةُ الموضوعةُ على قبرِ زيدٍ بنِ الخطّاب، في اليمامةِ، بمقبرةِ الجبيلةِ، حيثُ قامَ محمّدٌ بنُ عبدِ الوهابِ بنفسِه بهدمِها، بمعونةِ حاكمِ العيينةِ عثمانَ بنِ حمدٍ بنِ معمر. [1].
وقد اعترفَ ابنُ عبدِ الوهابِ في رسالتِه لأهلِ مكّةَ التي أرسلَها سنةَ 1204 هـ أنّ ممّا نقمَ عليهِ المُسلمونَ وثارَت الفتُن لأجلِها هدمُه لقبورِ الصالحينَ.[2].
وقد دوّنَ مؤرّخُهم الكبيرُ عُثمانُ بنُ عبدِ الله بنِ بشر[3] كتابَ عنوانِ المجدِ في تاريخِ نجد، وكانَ مُعاصراً لظهورِ هذهِ الدّعوة، وأرّخَ لها مِن بدايةِ ظهورِها، إلى سنةِ 1268 هـ .
يقولُ عن هذهِ الدعوة: وسارَت عمّالُهم إلى جميعِ الأعراقِ في الشام، والعراقِ واليمنِ وأقصى الحجاز، إلى ما وراء الينبع، إلى دونَ مصرَ إلى عدن، وما دونَ البصرة، والبحرين وأقصى عُمان، وكذا ما احتوَت عليه هذه الجزيرةُ منَ العربان، فيقبضونَ منهم الزكاةَ بالكمالِ، ويضربونَ مَن تعدّى، أو تخلّفَ عن الجهادِ، ويأخذونَ مِن مالِه النكال، وهدموا القبابَ والمواضعَ الشركيّة في تلكَ الأقطار.[4].
فمِن أوجبِ الواجباتِ وأهمِّ الأعمالِ عندَهم هدمُ القبابِ التي على القبور.
وقالَ عن سنةِ وفاةِ محمّدٍ بنِ عبدِ الوهاب ( 1206 هـ ) مُترجِماً له: وهدمَ المُسلمونَ ببركةِ علمِه جميعَ القبابِ والمشاهدِ التي بُنيَت على القبور، وغيرِها مِن جميعِ المواضعِ المُضاهيةِ لأوثانِ المُشركينَ في أقاصي الأقطارِ منَ الحرمينِ وتُهامة واليمنِ وعُمان والإحساءِ وقُرى نجد، وغيرِ ذلكَ منَ البلاد.[5].
وفي هذا النصِّ نلاحظُ أنّه إلى زمانِ تأليفِ كتابِ عنوانِ المجدِ قد قامَ الوهابيّةُ بهدمِ القبابِ والقبورِ في جميعِ الأقطارِ الإسلاميّة التي كانَت تحتَ سيطرتِهم أو التي غزوها، حتّى القبابَ التي في مكّةَ والمدينةِ المنوّرة.
وفي سنةِ 1207 هـ: هجموا على الإحساءِ وهدموا جميعَ ما فيها منَ القبابِ، والمشاهدِ التي على القبور.[6].
وفي سنةِ 1216 هـ: هجموا على كربلاءَ المُقدّسةَ عنوةً وقتلوا أغلبَ أهلِها في الأسواقِ وهدموا القبّةَ التي على قبرِ الإمامِ الحُسين (ع) وسرقوا ونهبوا جميعَ ما فيها، وسرقوا النصيبةَ التي على القبرِ وكانَت مرصوفةً بالزمرّدِ والياقوتِ والجواهر، وسرقوا ونهبوا كربلاء.[7].
وفي سنةِ 1217 هـ: هدموا جميعَ القبابِ التي بُنيَت على القبورِ والمشاهدِ في مكّةَ المُكرّمة، وكانَت مكّةُ مليئةً بالقبابِ والمشاهدِ المُشرّفة، بحيثُ استغرقَت مُدّةُ الهدمِ بضعةَ عشرَ يوماً، يباكرُ الوهابيّةُ منَ الصباحِ في هدمِها إلى الليل.[8].
وقالَ الجبرتي: إنَّ عبدَ العزيزِ بنَ مسعودٍ الوهابي دخلَ إلى مكّةَ مِن غيرِ حربٍ ... وأنّه هدمَ قبّةَ زمزمَ والقبابَ التي حولَ الكعبةِ والأبنيةَ التي أعلى منَ الكعبة.[9].
وفي سنةِ 1218 هـ: هجموا على مدينةِ البصرة، وهدموا جميعَ القبورِ والقبابِ التي في الزبير، ومِنها القبّةُ التي على قبرِ الحسنِ البصري، وطلحةَ بنِ عُبيدِ الله.[10].
-----------------------------------------------
[1] عنوانُ المجدِ في تاريخِ نجد، للمؤرّخِ الوهابيّ ابنِ بشر، ج 1، ص 39.
[2] عنوانُ المجد، ج 1، ص 171.
[3] المولودُ سنةَ 1210 هـ ، والمتوفّى سنةَ 1290 هـ.
[4] عنوانُ المجد، ج 1، ص 28.
[5] نفس المصدر، ص 182 – 183.
[6] نفس المصدر، ص 202.
[7] نفس المصدر، ص 257.
[8] نفس المصدر، ص 263.
[9] عجائبُ الآثارِ للجبرتي، ج 2، ص 585.
[10] عنوانُ المجد، ج 1، ص 280.
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندَ مُطالعةِ تاريخِ الوهابيّةِ لا نجدُ غيرَ الغزوِ لبُلدانِ الإسلام، وتكفيرِ المُسلمين، واحتلالِ أراضي المُسلمين، وإراقةِ دمائهم المعصومةِ، وأوّلُ همّهم هوَ الإغارةُ على قبورِ المُسلمين والقبابِ التي بُنيَت عليها، فيقومونَ بهدمِها وتدميرِها، فنجدُ أوّلَ قبّةٍ قد هُدمَت هيَ القبّةُ الموضوعةُ على قبرِ زيدٍ بنِ الخطّاب، في اليمامةِ، بمقبرةِ الجبيلةِ، حيثُ قامَ محمّدٌ بنُ عبدِ الوهابِ بنفسِه بهدمِها، بمعونةِ حاكمِ العيينةِ عثمانَ بنِ حمدٍ بنِ معمر. [1].
وقد اعترفَ ابنُ عبدِ الوهابِ في رسالتِه لأهلِ مكّةَ التي أرسلَها سنةَ 1204 هـ أنّ ممّا نقمَ عليهِ المُسلمونَ وثارَت الفتُن لأجلِها هدمُه لقبورِ الصالحينَ.[2].
وقد دوّنَ مؤرّخُهم الكبيرُ عُثمانُ بنُ عبدِ الله بنِ بشر[3] كتابَ عنوانِ المجدِ في تاريخِ نجد، وكانَ مُعاصراً لظهورِ هذهِ الدّعوة، وأرّخَ لها مِن بدايةِ ظهورِها، إلى سنةِ 1268 هـ .
يقولُ عن هذهِ الدعوة: وسارَت عمّالُهم إلى جميعِ الأعراقِ في الشام، والعراقِ واليمنِ وأقصى الحجاز، إلى ما وراء الينبع، إلى دونَ مصرَ إلى عدن، وما دونَ البصرة، والبحرين وأقصى عُمان، وكذا ما احتوَت عليه هذه الجزيرةُ منَ العربان، فيقبضونَ منهم الزكاةَ بالكمالِ، ويضربونَ مَن تعدّى، أو تخلّفَ عن الجهادِ، ويأخذونَ مِن مالِه النكال، وهدموا القبابَ والمواضعَ الشركيّة في تلكَ الأقطار.[4].
فمِن أوجبِ الواجباتِ وأهمِّ الأعمالِ عندَهم هدمُ القبابِ التي على القبور.
وقالَ عن سنةِ وفاةِ محمّدٍ بنِ عبدِ الوهاب ( 1206 هـ ) مُترجِماً له: وهدمَ المُسلمونَ ببركةِ علمِه جميعَ القبابِ والمشاهدِ التي بُنيَت على القبور، وغيرِها مِن جميعِ المواضعِ المُضاهيةِ لأوثانِ المُشركينَ في أقاصي الأقطارِ منَ الحرمينِ وتُهامة واليمنِ وعُمان والإحساءِ وقُرى نجد، وغيرِ ذلكَ منَ البلاد.[5].
وفي هذا النصِّ نلاحظُ أنّه إلى زمانِ تأليفِ كتابِ عنوانِ المجدِ قد قامَ الوهابيّةُ بهدمِ القبابِ والقبورِ في جميعِ الأقطارِ الإسلاميّة التي كانَت تحتَ سيطرتِهم أو التي غزوها، حتّى القبابَ التي في مكّةَ والمدينةِ المنوّرة.
وفي سنةِ 1207 هـ: هجموا على الإحساءِ وهدموا جميعَ ما فيها منَ القبابِ، والمشاهدِ التي على القبور.[6].
وفي سنةِ 1216 هـ: هجموا على كربلاءَ المُقدّسةَ عنوةً وقتلوا أغلبَ أهلِها في الأسواقِ وهدموا القبّةَ التي على قبرِ الإمامِ الحُسين (ع) وسرقوا ونهبوا جميعَ ما فيها، وسرقوا النصيبةَ التي على القبرِ وكانَت مرصوفةً بالزمرّدِ والياقوتِ والجواهر، وسرقوا ونهبوا كربلاء.[7].
وفي سنةِ 1217 هـ: هدموا جميعَ القبابِ التي بُنيَت على القبورِ والمشاهدِ في مكّةَ المُكرّمة، وكانَت مكّةُ مليئةً بالقبابِ والمشاهدِ المُشرّفة، بحيثُ استغرقَت مُدّةُ الهدمِ بضعةَ عشرَ يوماً، يباكرُ الوهابيّةُ منَ الصباحِ في هدمِها إلى الليل.[8].
وقالَ الجبرتي: إنَّ عبدَ العزيزِ بنَ مسعودٍ الوهابي دخلَ إلى مكّةَ مِن غيرِ حربٍ ... وأنّه هدمَ قبّةَ زمزمَ والقبابَ التي حولَ الكعبةِ والأبنيةَ التي أعلى منَ الكعبة.[9].
وفي سنةِ 1218 هـ: هجموا على مدينةِ البصرة، وهدموا جميعَ القبورِ والقبابِ التي في الزبير، ومِنها القبّةُ التي على قبرِ الحسنِ البصري، وطلحةَ بنِ عُبيدِ الله.[10].
-----------------------------------------------
[1] عنوانُ المجدِ في تاريخِ نجد، للمؤرّخِ الوهابيّ ابنِ بشر، ج 1، ص 39.
[2] عنوانُ المجد، ج 1، ص 171.
[3] المولودُ سنةَ 1210 هـ ، والمتوفّى سنةَ 1290 هـ.
[4] عنوانُ المجد، ج 1، ص 28.
[5] نفس المصدر، ص 182 – 183.
[6] نفس المصدر، ص 202.
[7] نفس المصدر، ص 257.
[8] نفس المصدر، ص 263.
[9] عجائبُ الآثارِ للجبرتي، ج 2، ص 585.
[10] عنوانُ المجد، ج 1، ص 280.
تعليق