تجدد دموع وأحزان الشيعة ببقيع الغرقد بعد إنطفاء دموع وأحزان فاطمة الزهراء (ع) فيها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بفاجعة تهديم قبور أئمة البقيع (ع) .
لا يستبعد أن تكون مولاتنا فاطمة الزهراء (ع) قد علمت بما سيحصل ويحل بقبور أولادها الأئمة المعصومين الطاهرين (ع) في بقيع الغرقد من تهديم وإعتداء عليها فكانت تذهب كل يوم وهي تبكي وتنوح في هذا المكان الطاهر على مظلوميتها ومظلومية أولادها أئمة البقيع (ع) . وبعد لحاق فاطمة الزهراء (ع) بأبيها المصطفى (ص) انقطع البكاء عن بقيع الغرقد ، ولكن تتجدد الأحزان فيه بين مدة وأخرى حتى وصلت النوبة إلى الحزن الأخير بتجدد الإعتداء بتهديم وتخريب أضرحة الأئمة المعصومين (ع) في بقيع الغرقد .
ثمّ رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة ، وأقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا له : يا أبا الحسن ، إنّ فاطمة تبكي بالليل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فرشنا ! ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ! وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً !! فقال (عليه السلام) : حبّاً وكرامة . فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى دخل على فاطمة "صلوات الله عليها " وهي لا تفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء ، فلمّا رأته سكنت هنيئة له . فقال لها : يا بنت رسول الله ، إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً . فقالت : يا أبا الحسن ، ما أقلّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله ، لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . فقال لها عليّ (عليه السلام) : إفعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك . ثمّ إنّه (عليه السلام) بنى لها بيتاً في البقيع ، نازحاً عن المدينة ، يسمّى بيت الأحزان . وكانت (عليها السلام) إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين (عليهما السلام) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) إليها ، وساقها بين يديه إلى منزله .
ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوما، واعتلت العلة التي توفيت فيها فبقيت إلى يوم الأربعين ، ... ) - 1 -
**********************
الهوامش :
1 - جواهر التاريخ ، الشيخ علي الكوراني العاملي ، ج 1 ، ص 134 *** اللمعة البيضاء ، التبريزي الأنصاري ، ص 858 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بفاجعة تهديم قبور أئمة البقيع (ع) .
لا يستبعد أن تكون مولاتنا فاطمة الزهراء (ع) قد علمت بما سيحصل ويحل بقبور أولادها الأئمة المعصومين الطاهرين (ع) في بقيع الغرقد من تهديم وإعتداء عليها فكانت تذهب كل يوم وهي تبكي وتنوح في هذا المكان الطاهر على مظلوميتها ومظلومية أولادها أئمة البقيع (ع) . وبعد لحاق فاطمة الزهراء (ع) بأبيها المصطفى (ص) انقطع البكاء عن بقيع الغرقد ، ولكن تتجدد الأحزان فيه بين مدة وأخرى حتى وصلت النوبة إلى الحزن الأخير بتجدد الإعتداء بتهديم وتخريب أضرحة الأئمة المعصومين (ع) في بقيع الغرقد .
ثمّ رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة ، وأقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا له : يا أبا الحسن ، إنّ فاطمة تبكي بالليل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فرشنا ! ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ! وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً !! فقال (عليه السلام) : حبّاً وكرامة . فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى دخل على فاطمة "صلوات الله عليها " وهي لا تفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء ، فلمّا رأته سكنت هنيئة له . فقال لها : يا بنت رسول الله ، إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً . فقالت : يا أبا الحسن ، ما أقلّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله ، لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . فقال لها عليّ (عليه السلام) : إفعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك . ثمّ إنّه (عليه السلام) بنى لها بيتاً في البقيع ، نازحاً عن المدينة ، يسمّى بيت الأحزان . وكانت (عليها السلام) إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين (عليهما السلام) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) إليها ، وساقها بين يديه إلى منزله .
ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوما، واعتلت العلة التي توفيت فيها فبقيت إلى يوم الأربعين ، ... ) - 1 -
**********************
الهوامش :
1 - جواهر التاريخ ، الشيخ علي الكوراني العاملي ، ج 1 ، ص 134 *** اللمعة البيضاء ، التبريزي الأنصاري ، ص 858 .
تعليق