مبدأ قيام الامام المهدي ( عليه السلام ) ونهضته المباركة يكون من بيت الله العتيق ، بعد أن يحضر في المسجد الحرام في يوم عاشوراء (۱) ، ويصلّي ركعات عند مقام ابراهيم ( عليه السلام ).
فانّه بعد ظهوره يجمع الله تعالى له أصحابه ، ويُسند ظهره إلى الكعبة المعظّمة ، مستجيراً بربّ العظمة ، فيُلقى خطبته العصماء ، ثم تتمّ له البيعة الكريمة ، بيعة جنود الرحمن لصاحب الزمان ، ثم يكون القيام بالسيف ، بالقوّة الالهيّة القاهرة لاستئصال شأفة المعاندين والمنافقين والمستكبرين الضالّين.
فلنشرح هذه المراحل التمهيديّة الهامة في سبيل تحقّق الدولة المؤمّلة ، والحكومة العالميّة المفضّلة.
تَجمُّع الأصحاب
أصحاب الامام المهدي ( عليه السلام ) ثُلّة طيّبة ، وصفوة مهذبّة ، من خيرة الخلق ذوى الكفاءة التامّة ، واللياقة الكاملة ، لصحبة الامام ، وتدبير المهام ، وإدارة الكرة ۱ ـ كما في حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) في البحار ، ج ٥۲ ، ص ۲۹۰ ، باب ۲٦ ، حديث ۳۰ ، وسُمّي يوم قيامه ( عليه السلام ) بيوم الخلاص كما في حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في البحار ، ج ٥۱ ، ص ۸۱ ، باب ۱ ، حديث ۳۷.
(۳٤)
الأرضيّة ، والدولة العالميّة.
وقد وردت أحاديث متظافرة من الفريقين في بيان مدحهم وعظيم مقامهم.
وتفيد أنهم تُطوى لهم الأرض ، ويُذلّل لهم كلُّ صعب ، وأنّهم جيش الغضب لله تعالى.
وأنهم خيار الأمّة مع أبرار العترة ، والفقهاء القضاة ، وأنهم أفضل من أصحاب الأنبياء.
وأنهم أولوا البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلّطهم على اليهود في قوله تعالى :
( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد ) (۱).
وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى :
( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ) (۲).
(۳)
وفي الحديث :
« ينهض ( عليه السلام ) في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في البلاد » (٤).
وقد سمّاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باخوانه مصابيح الدجى (٥).
وفي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) : ۱ ـ سورة الإسراء ، الاية ٥.
۲ ـ سورة هود ، الاية ۸.
۳ ـ عصر الظهور ، ص ۲۱۰.
٤ ـ الارشاد ، ج ۱ ، ص ۳۸۰.
٥ ـ بصائر الدرجات ، ۱۰٤.
(۳٥)
ويكون قيامه مع عمامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودرعه ، وسيف ذي الفقار ، مع اصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها ، كأنَّ على خيولهم العقبان ، يتمسّحون بسرج الامام ( عليه السلام ) يطلبون بذلك البركة ، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل ، لهم دويُّ في صلاتهم كدويِّ النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، هم أطوع له من الأمة لسيّدها ، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل ، وهم من خشية الله مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله ، شعارهم : « يا لثارات الحسين » (۱).
وفي حديث أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في جيش الغضب :
« اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان ، فزع كقزع الخريف ، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قبيلة حتى يبلغ تسعة.
أما والله إنّي لأعرف أميرهم واسمه ، ومناخ ركابهم » (۲).
وفي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« إِذَا أُذِنَ الاِْمَامُ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيِّ ، فَأُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاَثُمِائَةِ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ ، قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ ، فَهُمْ أَصْحَابُ الاُْلْوِيَةِ.
مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ ۱ ـ البحار ، ج ٥۲ ، ص ۳۰۸ ، ب ۲٦ ، ح ۸۱ ـ ۸۲.
۲ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ۳۱۲ ، ب ۲۰ ، ح ۱.
(۳٦)
بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ.
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً ؟
قَالَ : الَّذِي يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً ، وَهُمُ الْمَفْقُودُونَ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) (۱).
(۲)
وقد جاء مدحهم وذكر عددهم وأسمائهم في خطبة البيان الشريفة التي ورد فيها :
« ألا وإنّ المهدي أحسن الناس خُلقاً وخلقةً ، ثم إذا قام يجتمع إليه أصحابه على عدّة أهل بدر وأصحاب طالوت ، وهم ثلاثماءة وثلاثة عشر رجلاً.
كلّهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم ، مثل زُبُر الحديد ، لو أنّهم همّوا بازالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها.
فهم الذين وحّدوا الله تعالى حقّ توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى.
قُوّام الليل ، صُوّام النهار ، كأنما ربّاهم أبٌ واحد وأمّ واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبّة والنصيحة.
ألا وانّي لأعرف أسمائهم وأمصارهم.
فقام إليه جماعة من الأصحاب ، وقالوا : نسألك بالله وبابن عمّك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن تسمّيهم بأسمائهم وأمصارهم ، فلقد ذابت قلوبنا من كلامك ؟
فقال ( عليه السلام ) : اسمعوا أُبيّن لكم أسماء أنصار القائم ، إنّ أولهم من أهل البصرة ، وآخرهم من الأبدال .
.
.
».
ثمّ عدّهم ، وذكر بلادهم ثمّ قال ( عليه السلام ) : ۱ ـ سورة البقرة ، الآية ۱٤۸.
۲ ـ الغيبة الشيخ النعماني ، ص ۳۱۳ ، ب ۲۰ ، ح ۳.
(۳۷)
« هؤلاء يجتمعون كلّهم من مطلع الشمس ومغربها ، وسهلها وجبلها.
يجمعهم الله تعالى في أقلّ من نصف ليلة ، فيأتون إلى مكّة ».
ولقد أجاد في ترتيب ذكر هؤلاء الأصحاب الطيّبين مع ذكر بلادهم وقبائلهم وتوضيح ذلك في كتاب الامام المهدي من المهد إلى الظهور في الجدول التالي :
بيّن فيه عدد الأفراد من كلّ بلد أو قبيلة.
مع أسماء البلاد أو القبائل.
مع أسماء اولئك الأصحاب.
بشرح وتوضيح ننقله نصّاً بكمّه وكيفه :
عدد أسماء البلاد أسماء الأفراد
الأفراد أو القبائل
۲ أرمينية (۱) أحمد وحسين
٤ الإسكندرية حسن ومحسن وشبيل وشيبان
۱ اصفهان يونس
۲ الإفرنج (۲) علي وأحمد
۱ ألومة (۳) معشر
۱ الأنبار (٤) علوان ۱ ـ أرمينيَّة : إسم منطقة واسعة جداً ، تشمل مُدن كثيرة ، قسمٌ منها في ايران ، وقسم منها في تركيا.
۲ ـ الإفرنج : هم الفرنسيون بصورة خاصَّة ، أو الأوروبيون بصورة عامة.
۳ ـ ألُومة ـ على وزْن اكولة ـ : بلد في دِيار هذيل ، كما في ( معجم البلدان ).
٤ ـ الأنبار : بلدة في العراق ، تقع بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية ، وتعرف أيضاً بـ ( الرطبة ).
(۳۸)
۱ أنطاكية (۱) عبدالرحمن
٥ أوال (۲) عامر وجعفر ونصير وبكير وليث
۱ أوس (۳) محمد
۱ بالس (٤) نصير
۳ بدو اعقيلمنبه وضابط وغربان (٥)
۱ بدو اغيرعمرو (٦)
۱ بدو شيباننهراش
۱ بدو قسينجابر
۱ بدو كلابمطر
۲ بدو مصرعجلان ودراج
۳ برعة (۷) يوسف و داود وعبدالله
۲ البصرة علي ومحارب
۱ بَلخ (۸) حسن ۱ ـ أنطاكية : مدينة في سوريا.
۲ ـ أُوال : هو الاسم السابق للبحرين ، وقد ذُكر في نصِّ الخطبة : « جزيرة أُوال ، وهي البحرين ».
۳ ـ الأوس : إسم قبيلة عربيَّة مِن الأزد ، يَمانيّة ، إرتحلتْ وأُختها الخزرج فنزلوا المدينه المنوَّرة ولمّا بُعث النبي وهاجر الى المدينة إلتفّوا حوله واعتنقوا دين الإسلام ، وكانت هجرة النبي والمسلمين اليهم في المدينة ، وسُمِّي الجميع ـ بعد ذلك ـ بالأنصار.
٤ ـ بالس : قرية في سوريا ، بين حَلَب والرِقَّة ، وتعرَف اليوم باسم ( إسكي مَسكَنَة ).
٥ ـ وفي نسخة : عريان ، أو عزبان.
٦ ـ وفي نسخة : عمر.
۷ ـ برعة : قرية في ضواحي الطائف.
۸ ـ بلْخ : مدينة في أفغانستان.
(۳۹)
۱ بلست (۱) عبدالوارث
۱ البلقاء (۲) صادق
۳ بيت المقدس بشر وداود وعمران
۲ البيضاء (۳) سعد وسعيد
۲ تُستَر (٤) أحمد وهلال
۱ تفليس (٥) محمد
۱ تميم (٦) ريان
۱ الثقب (۷) هارون
٥ جَبَل اللُكام (۸) عبدالله وعبيدالله وقادم ويحيى وطالوت
۱ جدّة ابراهيم
۲ جعارة (۹) يحيى وأحمد
٤ الحبشة (۱۰) ابراهيم وعيسى ومحمد وحمدان ۱ ـ بلست : قرية من قرى الاسكندرية.
۲ ـ البلقاء : مدينة في الأردن.
۳ ـ البيضاء : اسم لعدة مدن وقرى ، منها : مدينة في ايران ، ومدينة في بلاد المغرب الأقصى ، ومدينة في ليبيا ، ومدينة في جنوب اليمن ، والله العالم بالمقصود.
٤ ـ تُسْتر ـ معرّب شوشتر ـ مدينة في منطقة خوزستان ، جنوب ايران.
٥ ـ تفليس ـ وتُعرب أيضاً بـ ( تبيليسي ) ـ : مدينة في جنوب غربي روسية ، وهي ـ اليوم ـ عاصمة جمهورية جورجيا.
٦ ـ تميم : قبيلة عربية ، ينتهي نسبها إلى تميم بن مر بن الياس بن مُضر.
۷ ـ الثقب : قرية من قرى اليمامة في منطقة نجد ، في شبه الجزيرة العربية.
۸ ـ جبل اللُكام : هو الجبل المشرف على أنطاكيّة ، وبالقرب منها مدينة كما في ( معجم البلدان ).
۹ ـ جعارة : قيل : هي بلدة في ضواحي مدينة النجف الأشرف ، في العراق.
۱۰ ـ الحبشة ـ وتُعرف اليوم بـ ( إثيوبيا ) ـ : هي دولة في الشرق الشمالي من افريقيا.
(٤۰)
فانّه بعد ظهوره يجمع الله تعالى له أصحابه ، ويُسند ظهره إلى الكعبة المعظّمة ، مستجيراً بربّ العظمة ، فيُلقى خطبته العصماء ، ثم تتمّ له البيعة الكريمة ، بيعة جنود الرحمن لصاحب الزمان ، ثم يكون القيام بالسيف ، بالقوّة الالهيّة القاهرة لاستئصال شأفة المعاندين والمنافقين والمستكبرين الضالّين.
فلنشرح هذه المراحل التمهيديّة الهامة في سبيل تحقّق الدولة المؤمّلة ، والحكومة العالميّة المفضّلة.
تَجمُّع الأصحاب
أصحاب الامام المهدي ( عليه السلام ) ثُلّة طيّبة ، وصفوة مهذبّة ، من خيرة الخلق ذوى الكفاءة التامّة ، واللياقة الكاملة ، لصحبة الامام ، وتدبير المهام ، وإدارة الكرة ۱ ـ كما في حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) في البحار ، ج ٥۲ ، ص ۲۹۰ ، باب ۲٦ ، حديث ۳۰ ، وسُمّي يوم قيامه ( عليه السلام ) بيوم الخلاص كما في حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في البحار ، ج ٥۱ ، ص ۸۱ ، باب ۱ ، حديث ۳۷.
(۳٤)
الأرضيّة ، والدولة العالميّة.
وقد وردت أحاديث متظافرة من الفريقين في بيان مدحهم وعظيم مقامهم.
وتفيد أنهم تُطوى لهم الأرض ، ويُذلّل لهم كلُّ صعب ، وأنّهم جيش الغضب لله تعالى.
وأنهم خيار الأمّة مع أبرار العترة ، والفقهاء القضاة ، وأنهم أفضل من أصحاب الأنبياء.
وأنهم أولوا البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلّطهم على اليهود في قوله تعالى :
( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد ) (۱).
وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى :
( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ) (۲).
(۳)
وفي الحديث :
« ينهض ( عليه السلام ) في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في البلاد » (٤).
وقد سمّاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باخوانه مصابيح الدجى (٥).
وفي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) : ۱ ـ سورة الإسراء ، الاية ٥.
۲ ـ سورة هود ، الاية ۸.
۳ ـ عصر الظهور ، ص ۲۱۰.
٤ ـ الارشاد ، ج ۱ ، ص ۳۸۰.
٥ ـ بصائر الدرجات ، ۱۰٤.
(۳٥)
ويكون قيامه مع عمامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودرعه ، وسيف ذي الفقار ، مع اصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها ، كأنَّ على خيولهم العقبان ، يتمسّحون بسرج الامام ( عليه السلام ) يطلبون بذلك البركة ، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل ، لهم دويُّ في صلاتهم كدويِّ النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، هم أطوع له من الأمة لسيّدها ، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل ، وهم من خشية الله مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله ، شعارهم : « يا لثارات الحسين » (۱).
وفي حديث أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في جيش الغضب :
« اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان ، فزع كقزع الخريف ، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قبيلة حتى يبلغ تسعة.
أما والله إنّي لأعرف أميرهم واسمه ، ومناخ ركابهم » (۲).
وفي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« إِذَا أُذِنَ الاِْمَامُ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيِّ ، فَأُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاَثُمِائَةِ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ ، قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ ، فَهُمْ أَصْحَابُ الاُْلْوِيَةِ.
مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ ۱ ـ البحار ، ج ٥۲ ، ص ۳۰۸ ، ب ۲٦ ، ح ۸۱ ـ ۸۲.
۲ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ۳۱۲ ، ب ۲۰ ، ح ۱.
(۳٦)
بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ.
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً ؟
قَالَ : الَّذِي يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً ، وَهُمُ الْمَفْقُودُونَ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) (۱).
(۲)
وقد جاء مدحهم وذكر عددهم وأسمائهم في خطبة البيان الشريفة التي ورد فيها :
« ألا وإنّ المهدي أحسن الناس خُلقاً وخلقةً ، ثم إذا قام يجتمع إليه أصحابه على عدّة أهل بدر وأصحاب طالوت ، وهم ثلاثماءة وثلاثة عشر رجلاً.
كلّهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم ، مثل زُبُر الحديد ، لو أنّهم همّوا بازالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها.
فهم الذين وحّدوا الله تعالى حقّ توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى.
قُوّام الليل ، صُوّام النهار ، كأنما ربّاهم أبٌ واحد وأمّ واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبّة والنصيحة.
ألا وانّي لأعرف أسمائهم وأمصارهم.
فقام إليه جماعة من الأصحاب ، وقالوا : نسألك بالله وبابن عمّك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن تسمّيهم بأسمائهم وأمصارهم ، فلقد ذابت قلوبنا من كلامك ؟
فقال ( عليه السلام ) : اسمعوا أُبيّن لكم أسماء أنصار القائم ، إنّ أولهم من أهل البصرة ، وآخرهم من الأبدال .
.
.
».
ثمّ عدّهم ، وذكر بلادهم ثمّ قال ( عليه السلام ) : ۱ ـ سورة البقرة ، الآية ۱٤۸.
۲ ـ الغيبة الشيخ النعماني ، ص ۳۱۳ ، ب ۲۰ ، ح ۳.
(۳۷)
« هؤلاء يجتمعون كلّهم من مطلع الشمس ومغربها ، وسهلها وجبلها.
يجمعهم الله تعالى في أقلّ من نصف ليلة ، فيأتون إلى مكّة ».
ولقد أجاد في ترتيب ذكر هؤلاء الأصحاب الطيّبين مع ذكر بلادهم وقبائلهم وتوضيح ذلك في كتاب الامام المهدي من المهد إلى الظهور في الجدول التالي :
بيّن فيه عدد الأفراد من كلّ بلد أو قبيلة.
مع أسماء البلاد أو القبائل.
مع أسماء اولئك الأصحاب.
بشرح وتوضيح ننقله نصّاً بكمّه وكيفه :
عدد أسماء البلاد أسماء الأفراد
الأفراد أو القبائل
۲ أرمينية (۱) أحمد وحسين
٤ الإسكندرية حسن ومحسن وشبيل وشيبان
۱ اصفهان يونس
۲ الإفرنج (۲) علي وأحمد
۱ ألومة (۳) معشر
۱ الأنبار (٤) علوان ۱ ـ أرمينيَّة : إسم منطقة واسعة جداً ، تشمل مُدن كثيرة ، قسمٌ منها في ايران ، وقسم منها في تركيا.
۲ ـ الإفرنج : هم الفرنسيون بصورة خاصَّة ، أو الأوروبيون بصورة عامة.
۳ ـ ألُومة ـ على وزْن اكولة ـ : بلد في دِيار هذيل ، كما في ( معجم البلدان ).
٤ ـ الأنبار : بلدة في العراق ، تقع بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية ، وتعرف أيضاً بـ ( الرطبة ).
(۳۸)
۱ أنطاكية (۱) عبدالرحمن
٥ أوال (۲) عامر وجعفر ونصير وبكير وليث
۱ أوس (۳) محمد
۱ بالس (٤) نصير
۳ بدو اعقيلمنبه وضابط وغربان (٥)
۱ بدو اغيرعمرو (٦)
۱ بدو شيباننهراش
۱ بدو قسينجابر
۱ بدو كلابمطر
۲ بدو مصرعجلان ودراج
۳ برعة (۷) يوسف و داود وعبدالله
۲ البصرة علي ومحارب
۱ بَلخ (۸) حسن ۱ ـ أنطاكية : مدينة في سوريا.
۲ ـ أُوال : هو الاسم السابق للبحرين ، وقد ذُكر في نصِّ الخطبة : « جزيرة أُوال ، وهي البحرين ».
۳ ـ الأوس : إسم قبيلة عربيَّة مِن الأزد ، يَمانيّة ، إرتحلتْ وأُختها الخزرج فنزلوا المدينه المنوَّرة ولمّا بُعث النبي وهاجر الى المدينة إلتفّوا حوله واعتنقوا دين الإسلام ، وكانت هجرة النبي والمسلمين اليهم في المدينة ، وسُمِّي الجميع ـ بعد ذلك ـ بالأنصار.
٤ ـ بالس : قرية في سوريا ، بين حَلَب والرِقَّة ، وتعرَف اليوم باسم ( إسكي مَسكَنَة ).
٥ ـ وفي نسخة : عريان ، أو عزبان.
٦ ـ وفي نسخة : عمر.
۷ ـ برعة : قرية في ضواحي الطائف.
۸ ـ بلْخ : مدينة في أفغانستان.
(۳۹)
۱ بلست (۱) عبدالوارث
۱ البلقاء (۲) صادق
۳ بيت المقدس بشر وداود وعمران
۲ البيضاء (۳) سعد وسعيد
۲ تُستَر (٤) أحمد وهلال
۱ تفليس (٥) محمد
۱ تميم (٦) ريان
۱ الثقب (۷) هارون
٥ جَبَل اللُكام (۸) عبدالله وعبيدالله وقادم ويحيى وطالوت
۱ جدّة ابراهيم
۲ جعارة (۹) يحيى وأحمد
٤ الحبشة (۱۰) ابراهيم وعيسى ومحمد وحمدان ۱ ـ بلست : قرية من قرى الاسكندرية.
۲ ـ البلقاء : مدينة في الأردن.
۳ ـ البيضاء : اسم لعدة مدن وقرى ، منها : مدينة في ايران ، ومدينة في بلاد المغرب الأقصى ، ومدينة في ليبيا ، ومدينة في جنوب اليمن ، والله العالم بالمقصود.
٤ ـ تُسْتر ـ معرّب شوشتر ـ مدينة في منطقة خوزستان ، جنوب ايران.
٥ ـ تفليس ـ وتُعرب أيضاً بـ ( تبيليسي ) ـ : مدينة في جنوب غربي روسية ، وهي ـ اليوم ـ عاصمة جمهورية جورجيا.
٦ ـ تميم : قبيلة عربية ، ينتهي نسبها إلى تميم بن مر بن الياس بن مُضر.
۷ ـ الثقب : قرية من قرى اليمامة في منطقة نجد ، في شبه الجزيرة العربية.
۸ ـ جبل اللُكام : هو الجبل المشرف على أنطاكيّة ، وبالقرب منها مدينة كما في ( معجم البلدان ).
۹ ـ جعارة : قيل : هي بلدة في ضواحي مدينة النجف الأشرف ، في العراق.
۱۰ ـ الحبشة ـ وتُعرف اليوم بـ ( إثيوبيا ) ـ : هي دولة في الشرق الشمالي من افريقيا.
(٤۰)
تعليق