اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ [1] مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ [2] (86) رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ [3] وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ التوبة / 86 - 87.
أشارت هذه الآية إلى أولئك الذين لم يستعدوا لتنفيذ الأوامر الإلهيّة في مجال الجهاد، فبالرغم من اقتدارهم الجسمي والمالي للحضور في ساحات القتال لكنهم انضموا إلى صفوف القاعدين وغير القادرين على الجهاد، وقد ألحوا على الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن يذرهم ويجعلهم مع القاعدين والخوالف.
وعلى أيّة حال، فإنّ محبي الرفاه وطلاب العافية غير مستعدين للإيثار والتضحية عند الأزمات والكوارث الاجتماعية، وهم مستعدون لأنّ يُجعلوا في صفوف الأطفال والمرضى دون أن يلتحقوا بصفوف المجاهدين، ويقول القرآن فيهم في نهاية الآية الثانية: «وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ».
-------------------------------
[1] أُوْلُواْ الطَّوْلِ: أصحاب المال والقدرة.
[2] الْقَاعِدِينَ: النساء والصبيان والمرضى.
[3] الْخَوَالِفِ: المتخلفون عن القتال كرها للقتال.
نفحات القرآن: ج 1 ص 277.
تعليق