بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سؤال: هل يصاب الإنسان في دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالحزن والكآبة، وهل له إمكانية السفر عبر الكون إلى الكواكب الأخرى؟
والجواب: أمّا عن الحزن والكآبة طالما أنّ الحياة الدنيا موجودة فهي من لوازمها لقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ﴾، سورة العنكبوت، الآية: 2.
وهي دار بلاء وابتلاء، وبالبلاء محفوفة، فحتى لو كان الإنسان في دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويعيش الإيمان والرضا بالقضاء، لكن يمكن أن يصيبه الحزن مثلاً لو فقد عزيزاً، وقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أرضى الناس بقضاء الله تعالى لكنه عندما مات ولده إبراهيم بكى وقال: (الْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ، وَلا نَقُولُ إِلّا مَا يُرْضِي الرَّبَّ [عزَّ وجلَّ]).
وهكذا بكى(صلّى الله عليه وآله)عندما استشهد عمّه الحمزة، وغيرها.
وأمّا عن الانفتاح على العوالم الأخرى والسفر إلى الكواكب، فقد جاء في بعض الروايات الشريفة ما يشير إلى ذلك، فقد ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ أَنَّهُ قَالَ: اِبْتَدَأَنِي
أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ: (أَمَا إِنَّ ذَا اَلْقَرْنَيْنِ قَدْ خُيِّرَ اَلسَّحَابَيْنِ فَاخْتَارَ اَلذَّلُولَ وَذَخَرَ لِصَاحِبِكُمُ اَلصَّعْبَ قُلْتُ وَمَا اَلصَّعْبُ قَالَ مَا كَانَ مِنْ سَحَابٍ فِيهِ رَعْدٌ وَبَرْقٌ وَصَاعِقَةٌ فَصَاحِبُكُمْ يَرْكَبُهُ أَمَا إِنَّهُ سَيَرْكَبُ اَلسَّحَابَ وَيَرْقَى فِي اَلْأَسْبَابِ أَسْبَابِ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ خَمْسَةٌ عَوَامِرُ وَاثنين[اِثْنَانِ]خَرَابٌ... ). بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، ص429، ب15، ح1.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ اَلْكُوفَةِ فَتَبِعْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى صَارَ إِلَى جَبَّانَةِ اَلْيَهُودِ وَوَقَفَ فِي وَسْطِهَا وَنَادَى: يَا يَهُودُ فَأَجَابُوهُ مِنْ جَوْفِ اَلْقُبُورِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مُطَاعٌ يَعْنُونَ بِذَلِكَ يَا سَيِّدَنَا فَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ اَلْعَذَابَ فَقَالُوا: بِعِصْيَانِنِا لَكَ كَهَارُونَ فَنَحْنُ وَمَنْ عَصَاكَ فِي اَلْعَذَابِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ثُمَّ صَاحَ صَيْحَةً كَادَتِ اَلسَّمَاوَاتُ يَنْقَلِبْنَ فَوَقَعْتُ مَغْشِيّاً عَلَى وَجْهِي مِنْ هَوْلِ مَا رَأَيْتُ فَلَمَّا أَفَقْتُ رَأَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنَ اَلْجَوْهَرِ وَعَلَيْهِ حُلَلٌ خُضْرٌ وَصُفْرٌ وَوَجْهُهُ كَدَارَةِ اَلْقَمَرِ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي هَذَا مُلْكٌ عَظِيمٌ: (قَالَ: نَعَمْ يَا جَابِرُ إِنَّ مُلْكَنَا أَعْظَمُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَسُلْطَانَنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلْطَانِهِ ).بحار الأنوار، ج 27، ص306 .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : (يَنْزِلُ بِأُمَّتِي فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ بَلاَءٌ شَدِيدٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ لَمْ يَسْمَعِ اَلنَّاسُ بِبَلاَءٍ أَشَدَّ مِنْهُ حَتَّى تَضِيقَ عَلَيْهِمُ اَلرَّحْبَةَ وَحَتَّى تَمْلَأَ اَلْأَرْضَ جَوْراً وَظُلْماً ثُمَّ إِنَّ اَللَّهَ يَبْعَثُ رَجُلاً يَمْلَأُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ اَلسَّمَاءِ وَسَاكِنُ اَلْأَرْضِ لاَ تَدَّخِرُ اَلْأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئاً إِلاَّ أَخْرَجَتْهُ وَاَلسَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئاً إِلاَّ صَبَّهُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً يَعِيشُ فِيهِمْ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَاناً أَوْ تِسْعاً يَتَمَنَّى اَلْأَحْيَاءُ اَلْأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْخَيْرِ) .بشارة المصطفی (ص)، ج1، ص250 .
تعليق