تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحلول هو: أن الله (تعالى) يحلُّ في غيره ـ أيًّا كان ذلك الغير ـ بحيث يُفترض وجود محلٍّ والله (تعالى) يحلُّ فيه، فيكون الله (تعالى) تابعاً لذلك المحلِّ ومتقوِّماً به، مثلما تحلُّ الألوان في الأجسام وتتقوَّم بها.
وهذه العقيدة، أجمع المسلمون كافة على بطلانها، لأنها تتناقض مع بداهة العقل.
ولا ريب في امتناع الحلول على الله (تعالى)، لأنه سيكون محتاجاً إلى غيره، وكل محتاج هو ممكن، فيكون الله (تعالى) ممكناً لا واجباً، وهذا محال.
ونُسب هذا القول لبعض فِرَق النصارى والصوفية والغلاة!
وهناك ممَّن نسبه للنصيرية إشارة أو صراحة:
كالأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين[1].
ولكن يصعب نسبة هكذا عقيدة إلى النصيرية(العلويون أو العلوية أو النصيرية بإزدراء هم مجموعة عرقية دينية تعيش أساسًا في بلاد الشام، وهي طائفة نشأت من الإسلام الشيعي. العلويون يقدسون علي بن أبي طالب، الذي يعتبر أول إمام للمدرسة الإثني عشرية. يعتقد أن المجموعة قد أسسها محمد بن نصير خلال القرن التاسع. كان ابن نصير من تلاميذ الإمام الإثني عشري العاشر علي الهادي والإمام الحادي عشر الحسن العسكري. لهذا السبب، يُطلق على العلويين أيضًا اسم النصيريين) والدورز(الدروز فرقة باطنيّة متستّرة على معتقداتها حتّى عن معظم أتباعها، ويرجع ذلك كما يقول بعض مؤلِّفيهم إلى الاضطهاد والخوف التاريخي الّذي وقعوا تحت تأثيره، بدءاً من انشقاقهم عن الإسماعيليّة بعد موت الحاكم بأمر الله واستلام ابنه الإمامة وهو الظاهر لدين الله، حيث نكَّل بهم أشدّ تنكيل، وتتراوح أعدادهم في العالم بين 800 ألف نسمة إلى حوالي المليونين. يتواجد الدروز في المقام الأول بكل من سوريا ولبنان وإسرائيل، إلى جانب مجتمعات محلية صغيرة من الدروز في الأردن وفي المهجر خاصةً في كل من فنزويلا والولايات المتحدة نتيجة للهجرة الدرزية من بلاد الشام. تتواجد أقدم وأكبر المجتمعات الدرزية في كل من جبل لبنان وجبل الدروز وجبل الكرمل)، ما لم تثبت عنهم بمستندات موثوقة.
وذلك لأنهم اضطرُّوا إلى التخفي والانطواء على أنفسهم، وعاشوا ظروفاً معقدة وضغوطاً صعبة. ومن يتصفح تاريخهم يجد أنه لا مندوحة لهم من التكتم والتحفظ الشديدَيْن في بيان معارفهم.
وكُتب المِلَل والنِّحَل مليئة بذمِّهم وتفسيقهم وتكفيرهم. وهي أخذتْ عن بعضها البعض، فلا يمكن الاعتماد على ما نقلَته عنهم. إلا بالرجوع إلى كُتب تلك الفِرَق، أو بالتعايش معهم في أوطانهم، حتى تتجلَّى الحقيقة للباحث، ويقف بنفسه على أصول عقائدهم وتفاصيل أفكارهم.
لا سيما أن ما كُتب عنهم أكثره بأقلام غيرهم ـ بل بعضه بأقلام مناوئيهم ـ وهو مشحون بالتناقضات. وهذا شيء يُتوقع صدوره في أناس خاضوا المعترك السياسي لقرون. وهُم ينكرون كثيراً من الأمور المنسوبة لهم، فيما وقفنا عليه ممَّا قالوه عن أنفسهم في مدوَّناتهم![2].
نعم، نُسب لهم شيء من القول بالحلول (حلول الروحاني في الجسماني) مثل: الشياطين الأشرار، والملائكة الأخيار، إذا حلُّوا في الإنسان، كجبرائيل (عليه السلام) يحلُّ في دِحْيَة الكَلْبي![3].
وهذا القول ـ سواء صحَّت نسبتُه إليهم أم لم تصِح ـ فإنه واضح البطلان، وظهور شيء في صورة شيء آخر لا يقتضي الحلول، فجبرائيل (عليه السلام) ظهَر في صورة دِحْيَة، وما حلَّ فيه!
أما القول بحلول الله (تعالى) في أمير المؤمنين (عليه السلام) أو في الحاكم الفاطمي ـ أو في غيرهما من خَلقه ـ أمرٌ محال عقلاً، فلا يمكن أن يقع. وقدرة الله (تعالى) مطلقة، ولكنها لا تتعلَّق بالأمور المحالة، فلا يمكن أن يريدها الله (تعالى).
ثم الله (تعالى) يعرِّف نفسه إلى عباده بآياته المتنوعة، عبر الآفاق والأنفس وبيانات الأنبياء والأئمة (عليه السلام).
ويدلُّ على ذلك:
قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾[4].وغيرها من الآيات.
مثال المعرفة الآفاقية:
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [5].
مثال المعرفة الأنفسية:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[6].
مثال المعرفة البيانية:
قال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾[7].
وجمَع المعارف الثلاث أميرُ المؤمنين (عليه السلام) في قوله:
(فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَه، ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَه، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ، مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، ومِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، ومَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وآجَالٍ تُفْنِيهِمْ، وأَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ، وأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ)[8].
فلو كان الحلول الباطل من طرق المعرفة الدينية، لما تركه القرآن الكريم والسُّنة الشريفة من البيان للناس!
علما أن كلُّ من ينتسب إلى الإسلام من فرق المسلمين هو منهم، وتجري عليه أحكامهم، له ما لهم، وعليه ما عليهم، ما لم يظهَر منه خلاف ذلك.
والقول بالحلول، لو ثبت عمَّن ينتسب إلى الإسلام، وهو منتبه إلى بطلانه، وملتفت إلى مناقضته للعقل وللنقل، فإجراء أحكام المسلمين عليه في غاية الإشكال.
بل إذا رجع قوله هذا، إلى إنكاره أو عدم اعترافه: بالألوهية أو التوحيد أو الرسالة أو المعاد أو بعض ضرورات الإسلام، فإنه يكفر بذلك، ويُعتبر من الغلاة.
------------------------------------------------------
1- مقالات الإسلاميين، الصنف13، ص14.
2- بحوث في المِلَل والنِّحَل للسبحاني، ج 8، ص341-362.
3- كما في شرح الفصول النصيرية للاسترابادي، ص89.
4- سورة فصلت، الآية: 53.
5- سورة البقرة، الآية: 164.
6- سورة المؤمنون، الآيات 12-14.
7- سورة البقرة، الآية: 151.
8- نهج البلاغة، ج1، ص43، ح1.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحلول هو: أن الله (تعالى) يحلُّ في غيره ـ أيًّا كان ذلك الغير ـ بحيث يُفترض وجود محلٍّ والله (تعالى) يحلُّ فيه، فيكون الله (تعالى) تابعاً لذلك المحلِّ ومتقوِّماً به، مثلما تحلُّ الألوان في الأجسام وتتقوَّم بها.
وهذه العقيدة، أجمع المسلمون كافة على بطلانها، لأنها تتناقض مع بداهة العقل.
ولا ريب في امتناع الحلول على الله (تعالى)، لأنه سيكون محتاجاً إلى غيره، وكل محتاج هو ممكن، فيكون الله (تعالى) ممكناً لا واجباً، وهذا محال.
ونُسب هذا القول لبعض فِرَق النصارى والصوفية والغلاة!
وهناك ممَّن نسبه للنصيرية إشارة أو صراحة:
كالأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين[1].
ولكن يصعب نسبة هكذا عقيدة إلى النصيرية(العلويون أو العلوية أو النصيرية بإزدراء هم مجموعة عرقية دينية تعيش أساسًا في بلاد الشام، وهي طائفة نشأت من الإسلام الشيعي. العلويون يقدسون علي بن أبي طالب، الذي يعتبر أول إمام للمدرسة الإثني عشرية. يعتقد أن المجموعة قد أسسها محمد بن نصير خلال القرن التاسع. كان ابن نصير من تلاميذ الإمام الإثني عشري العاشر علي الهادي والإمام الحادي عشر الحسن العسكري. لهذا السبب، يُطلق على العلويين أيضًا اسم النصيريين) والدورز(الدروز فرقة باطنيّة متستّرة على معتقداتها حتّى عن معظم أتباعها، ويرجع ذلك كما يقول بعض مؤلِّفيهم إلى الاضطهاد والخوف التاريخي الّذي وقعوا تحت تأثيره، بدءاً من انشقاقهم عن الإسماعيليّة بعد موت الحاكم بأمر الله واستلام ابنه الإمامة وهو الظاهر لدين الله، حيث نكَّل بهم أشدّ تنكيل، وتتراوح أعدادهم في العالم بين 800 ألف نسمة إلى حوالي المليونين. يتواجد الدروز في المقام الأول بكل من سوريا ولبنان وإسرائيل، إلى جانب مجتمعات محلية صغيرة من الدروز في الأردن وفي المهجر خاصةً في كل من فنزويلا والولايات المتحدة نتيجة للهجرة الدرزية من بلاد الشام. تتواجد أقدم وأكبر المجتمعات الدرزية في كل من جبل لبنان وجبل الدروز وجبل الكرمل)، ما لم تثبت عنهم بمستندات موثوقة.
وذلك لأنهم اضطرُّوا إلى التخفي والانطواء على أنفسهم، وعاشوا ظروفاً معقدة وضغوطاً صعبة. ومن يتصفح تاريخهم يجد أنه لا مندوحة لهم من التكتم والتحفظ الشديدَيْن في بيان معارفهم.
وكُتب المِلَل والنِّحَل مليئة بذمِّهم وتفسيقهم وتكفيرهم. وهي أخذتْ عن بعضها البعض، فلا يمكن الاعتماد على ما نقلَته عنهم. إلا بالرجوع إلى كُتب تلك الفِرَق، أو بالتعايش معهم في أوطانهم، حتى تتجلَّى الحقيقة للباحث، ويقف بنفسه على أصول عقائدهم وتفاصيل أفكارهم.
لا سيما أن ما كُتب عنهم أكثره بأقلام غيرهم ـ بل بعضه بأقلام مناوئيهم ـ وهو مشحون بالتناقضات. وهذا شيء يُتوقع صدوره في أناس خاضوا المعترك السياسي لقرون. وهُم ينكرون كثيراً من الأمور المنسوبة لهم، فيما وقفنا عليه ممَّا قالوه عن أنفسهم في مدوَّناتهم![2].
نعم، نُسب لهم شيء من القول بالحلول (حلول الروحاني في الجسماني) مثل: الشياطين الأشرار، والملائكة الأخيار، إذا حلُّوا في الإنسان، كجبرائيل (عليه السلام) يحلُّ في دِحْيَة الكَلْبي![3].
وهذا القول ـ سواء صحَّت نسبتُه إليهم أم لم تصِح ـ فإنه واضح البطلان، وظهور شيء في صورة شيء آخر لا يقتضي الحلول، فجبرائيل (عليه السلام) ظهَر في صورة دِحْيَة، وما حلَّ فيه!
أما القول بحلول الله (تعالى) في أمير المؤمنين (عليه السلام) أو في الحاكم الفاطمي ـ أو في غيرهما من خَلقه ـ أمرٌ محال عقلاً، فلا يمكن أن يقع. وقدرة الله (تعالى) مطلقة، ولكنها لا تتعلَّق بالأمور المحالة، فلا يمكن أن يريدها الله (تعالى).
ثم الله (تعالى) يعرِّف نفسه إلى عباده بآياته المتنوعة، عبر الآفاق والأنفس وبيانات الأنبياء والأئمة (عليه السلام).
ويدلُّ على ذلك:
قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾[4].وغيرها من الآيات.
مثال المعرفة الآفاقية:
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [5].
مثال المعرفة الأنفسية:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[6].
مثال المعرفة البيانية:
قال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾[7].
وجمَع المعارف الثلاث أميرُ المؤمنين (عليه السلام) في قوله:
(فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَه، ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَه، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، ويُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ، مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، ومِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، ومَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وآجَالٍ تُفْنِيهِمْ، وأَوْصَابٍ تُهْرِمُهُمْ، وأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ)[8].
فلو كان الحلول الباطل من طرق المعرفة الدينية، لما تركه القرآن الكريم والسُّنة الشريفة من البيان للناس!
علما أن كلُّ من ينتسب إلى الإسلام من فرق المسلمين هو منهم، وتجري عليه أحكامهم، له ما لهم، وعليه ما عليهم، ما لم يظهَر منه خلاف ذلك.
والقول بالحلول، لو ثبت عمَّن ينتسب إلى الإسلام، وهو منتبه إلى بطلانه، وملتفت إلى مناقضته للعقل وللنقل، فإجراء أحكام المسلمين عليه في غاية الإشكال.
بل إذا رجع قوله هذا، إلى إنكاره أو عدم اعترافه: بالألوهية أو التوحيد أو الرسالة أو المعاد أو بعض ضرورات الإسلام، فإنه يكفر بذلك، ويُعتبر من الغلاة.
------------------------------------------------------
1- مقالات الإسلاميين، الصنف13، ص14.
2- بحوث في المِلَل والنِّحَل للسبحاني، ج 8، ص341-362.
3- كما في شرح الفصول النصيرية للاسترابادي، ص89.
4- سورة فصلت، الآية: 53.
5- سورة البقرة، الآية: 164.
6- سورة المؤمنون، الآيات 12-14.
7- سورة البقرة، الآية: 151.
8- نهج البلاغة، ج1، ص43، ح1.
تعليق