بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أخذ رجل أباه المسن إلى الطبيب
للمراجعة، وهذا مصداق لقول الله تعالى في الكتاب الكريم: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾[1].
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : (أفضل الكسب كسب الوالدين، وأفضل الخدمة خدمتهما، وأفضل الصدقة عليهما، وأفضل النوم بجنبهما)[2].
وفي طريق العودة قال الأب :
إني اشعر بالجوع يا ولدي ..
على الفور أخذه ابنه الى أحد المطاعم
ليسد جوعه ..
وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: (عليك بطاعة الأب وبرِّه، والتواضع والخضوع والإعظام والإكرام له، وخفض الصوت بحضرته، فإنّ الأب أصل الابن، والابن فرعه، ولولاه لم يكن بقدرة الله، ابذلوا لهم الأموال والجاه والنفس، وقد روي أنت ومالك لأبيك، فجعلت له النفس والمال، تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبرّ، وبعد الموت بالدعاء لهم والترحّم عليهم، فإنّه روي أنّ من برّ أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سمّاه الله عاقًّا)[3].
كان الأب كبيراً في السن ويرتجف ...
وعندما كان يأكل يتناثر الطعام على
الأرض وعلى ملابسه .
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (هل تعلمون أيّ نفقة في سبيل الله أفضل؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وآله : نفقة الولد على الوالدين)[4].
لفت هذا نظر كل من كان في المطعم .
بقي الرجل هادئا ..
وانتظر لحين انتهاء أبيه من الأكل ..
وبعد ذلك أخذه إلى المغسلة
وغسل يديه ، وفمه ، ووجهه ،
ونظف له ثيابه ،قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[5].
ثم عاد ونظف المكان بكل هدوء ،
ودفع الفاتورة ،
وخرج وسط أنظار كل من كان في
المطعم !
وبينما هو وأباه يهمان بركوب السيارة
لحقه رجل كان موجودا داخل المطعم
وقبل رأس أبيه وقال له :
سيدي ألم تنتبه أنك تركت شيئا في
المطعم ؟!
قال له : لا !!
فرد عليه الرجل : بلى ..
لقد تركت درسا في الأخلاق والإنسانية
وبر الوالدين لكل من في المطعم ! قال صلى الله عليه وآله : (من أصبح مُرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة)[6].
هكذا هو الحال :
سنرحل وتبقى الدروس والعبر والأثر ..
-----------------------------------------------------------------------------------
1- سورة الإسراء، الآية: 23.
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 201.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 180.
4- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 204.
5- سورة الإسراء، الآية: 24.
6- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 7، ص 130.
اللهم صل على محمد وآل محمد
أخذ رجل أباه المسن إلى الطبيب
للمراجعة، وهذا مصداق لقول الله تعالى في الكتاب الكريم: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾[1].
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله : (أفضل الكسب كسب الوالدين، وأفضل الخدمة خدمتهما، وأفضل الصدقة عليهما، وأفضل النوم بجنبهما)[2].
وفي طريق العودة قال الأب :
إني اشعر بالجوع يا ولدي ..
على الفور أخذه ابنه الى أحد المطاعم
ليسد جوعه ..
وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: (عليك بطاعة الأب وبرِّه، والتواضع والخضوع والإعظام والإكرام له، وخفض الصوت بحضرته، فإنّ الأب أصل الابن، والابن فرعه، ولولاه لم يكن بقدرة الله، ابذلوا لهم الأموال والجاه والنفس، وقد روي أنت ومالك لأبيك، فجعلت له النفس والمال، تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبرّ، وبعد الموت بالدعاء لهم والترحّم عليهم، فإنّه روي أنّ من برّ أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سمّاه الله عاقًّا)[3].
كان الأب كبيراً في السن ويرتجف ...
وعندما كان يأكل يتناثر الطعام على
الأرض وعلى ملابسه .
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (هل تعلمون أيّ نفقة في سبيل الله أفضل؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وآله : نفقة الولد على الوالدين)[4].
لفت هذا نظر كل من كان في المطعم .
بقي الرجل هادئا ..
وانتظر لحين انتهاء أبيه من الأكل ..
وبعد ذلك أخذه إلى المغسلة
وغسل يديه ، وفمه ، ووجهه ،
ونظف له ثيابه ،قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[5].
ثم عاد ونظف المكان بكل هدوء ،
ودفع الفاتورة ،
وخرج وسط أنظار كل من كان في
المطعم !
وبينما هو وأباه يهمان بركوب السيارة
لحقه رجل كان موجودا داخل المطعم
وقبل رأس أبيه وقال له :
سيدي ألم تنتبه أنك تركت شيئا في
المطعم ؟!
قال له : لا !!
فرد عليه الرجل : بلى ..
لقد تركت درسا في الأخلاق والإنسانية
وبر الوالدين لكل من في المطعم ! قال صلى الله عليه وآله : (من أصبح مُرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة)[6].
هكذا هو الحال :
سنرحل وتبقى الدروس والعبر والأثر ..
-----------------------------------------------------------------------------------
1- سورة الإسراء، الآية: 23.
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 201.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 180.
4- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 204.
5- سورة الإسراء، الآية: 24.
6- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 7، ص 130.
تعليق