السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
طغى الحزن سيلاً فغطّى الحمى**ودمع المحبّين أمسى دَمَا
يعود المحرّم في كلّ عام**فنبكي عليك لحدّ العمى
فأنت المجدّل فوق الرمالِ**وأنت القتيل قتيل الظما
وماء الفرات صداق التي**تفوق بمن أنجبت مريما
نعبّ الدموع فلا نرتوي**وقد أغلقوا دوننا زمزما
فديتك يا أعظم الأعظمِينَ**ومن أصعد المرتقى هَاشما
تفضلْتَ فخراً على العالمين**بأصل وجذع وفرع سَمَا
فأنت الحسين وسبط الرسولِ**به حُزْتَ مَحتدك الأكرما
أبوك عليٌّ وصيُّ النبيّ**وأُمّك من سُمّيَت فاطما
هما الأعليان هما الفاطمانِ**وخيرُ البرية طرّاً هُما
مدحتك شعراً فتاه القريضُ**بمدحك ثمّ ارتقى سُلَّمَا
إلى المجد يا أمجد الأمجدينَ**وبزّ الكواكبَ والأنجما
وأزهرتِ المفردات اللواتي**صحون وكنّ مدىً نُوَّما
فواحدة قد غدت وردةً**وأُخرى غدت جنبها برعما
ولكنّ دمعي بذكر المصابِ**تحدَّر كالغيث لمّا هَمَى
فناح قصيدي كمثل الثكالي**وقافيتي أصبحت مأتما
طلبتَ النصيرَ فأعدمتَهُ**سوى قلّة باركتها السما
وما كنتَ فظاً ولا مستبداً**ولا كنتَ وغداً ولا واغما
وكم من مُوَال دعاك**لتأتي أتيتَ ولكنّه احجَمَا
فهذا أراد بها منصباً**وذاك أراد بها درهما
وذلك جعجع حتّى تؤوبَ**وآخرُ من خلفه همهما
فما هنتَ نفساً ولا لنت عزماً**وظَلْتَ أمامهمُ قائما
تذود عن الدين رغم الحتوفِ**وتقصم ظهراً أتى قاصما
تغلغلت في صفهم مفرداً**فمن لم تنله أتى مُرغما
وضنّوا عليك بماء الفرات**فجرّعتهم مثله علقما
ومن بايعوك بدون وفاء**أضاعوا السواعد والمعصما
وجُلْت كليث تخوض المنونَ**تصدّ المكابر والغاشما
ومن إنّها فئة قد بغت**تضمّ المنافق والأثما
وتحوي الطليق سليل الطليقِ**ربيبَ الثعابين والأرقما
وتطوي الجناح على حاقد**وطالب ثأر أتى ناقما
يروم الأريكة والصولجانَ**ويبغي الخلافة لكنّما
إذا نالها فاسق حقبةً**فلن تستقيم له دائما
تؤول الأمور لأصحابها**ويسقط غاصبها نادما
حججتُ إليكَ بكرب البلاءِ**وكنتُ بحزن الدُنى مفعمَا
حثثت إليك الخطى من بعيد**وزرتك أبغي بها مغنما
وجثتُ خلال الرواق الشريفِ**وقد ثار روعي وخوفي ما
ونبضي تعالى يدق ارتهابا**وخطوي يحاول أن يُقدما
فلما انتهيتُ لباب الضريحِ**وقفتُ بأعتابه واجما
أُسائل نفسي أهذا الحسينُ**ومن في البلايا به يُحتمى
وحين تأكدتُ ممّا أراهُ**وأنّي لست به حالما
طلبتُ الدخولَ فآذنتني**وأنتَ تراقبني باسما
رميتُ وجودي بحضن الضريحِ**ورحت أعانقه لاثما
ومرّغت خدي بخزّ الجنان**أباشر ملمسه الناعما
ورحت أنوح وأشكو طويلاً**لما بي وما بي وما بي وما
ويمناك تمسح قلباً عصيّا**وتُلقي على كربتي بلسما
وثغرك يلثم بالشهد عيني**فيطفئ جمراً بها ضارما
ونورك يغشى كياناً أضاءَ**وقد كان من قبلها مظلما
وحبّك يزهر بين الضلوعِ**ويهدي الربيع لها موسما
وساد المكانَ سكون عميقٌ**وناطق حالي غداً أعجَما
دهشتُ وقد حُزتُ هذا المقامَ**ونلتُ الشفاعة والمنسمَا
فحسبي هذا العطاء العظيمُ**أعود به سالماً غانمَا
ذكرتكَ والطفَّ والعادياتِ **وسبعين حُرّاً بقوا مَعْلَمَا
وعشرَ ليال تبيت خميصاً**وغيرُك بات بها مُتخما
ورأسَك يثوي أمام الزنيم**يباهي وينكت منه الفَمَا
ووازنتُ عصري فألفيتُه**لئيماً كعصرك بل ألآما
فهذا يزيد وحزب الرعاعِ**أقرّوه مولى لهم حاكما
وشمرٌ يناوشنا بالسهامِ**ويسبي الحليلة والمحْرَما
ويمنعنا عن أداء الصلاةِ**ويقتل في الكعبة المُحرما
وفي كلّ يوم حسين شهيد**تهزّ ظليمتُه العالَمَا
فتأتي السياسة في زيفها**وتُخفي الجريمةَ والمُجرما
هو المُلك مُلك عضوض عقيم**فما أعضضَا لمُلك ما أعقَما
مللنا السجون وشَدَّ الوثاقِ**وضربَ الرقاب وسفكَ الدما
وتُقنا لبارقة من ضياء**تنير لنا ليلنا المظلما
ومعجزة من يد لا تكلّ**تفكّ السلاسلَ والادهَمَا
وتُسقط شتّى عروش الطغاةِ**وهمّا على صدرنا جاثما
تسرّ الأعزّ وتُشقي الأذلَّ**وتترك في خَطمهِ مَيْسَما
تلفتُّ حولي فلم ألقَ إلاّ**حسيناً ومنهجه الأقوما
ليهدم لذّاتِ أهل القصور**ويبني من الدين ما هُدِّما
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
طغى الحزن سيلاً فغطّى الحمى**ودمع المحبّين أمسى دَمَا
يعود المحرّم في كلّ عام**فنبكي عليك لحدّ العمى
فأنت المجدّل فوق الرمالِ**وأنت القتيل قتيل الظما
وماء الفرات صداق التي**تفوق بمن أنجبت مريما
نعبّ الدموع فلا نرتوي**وقد أغلقوا دوننا زمزما
فديتك يا أعظم الأعظمِينَ**ومن أصعد المرتقى هَاشما
تفضلْتَ فخراً على العالمين**بأصل وجذع وفرع سَمَا
فأنت الحسين وسبط الرسولِ**به حُزْتَ مَحتدك الأكرما
أبوك عليٌّ وصيُّ النبيّ**وأُمّك من سُمّيَت فاطما
هما الأعليان هما الفاطمانِ**وخيرُ البرية طرّاً هُما
مدحتك شعراً فتاه القريضُ**بمدحك ثمّ ارتقى سُلَّمَا
إلى المجد يا أمجد الأمجدينَ**وبزّ الكواكبَ والأنجما
وأزهرتِ المفردات اللواتي**صحون وكنّ مدىً نُوَّما
فواحدة قد غدت وردةً**وأُخرى غدت جنبها برعما
ولكنّ دمعي بذكر المصابِ**تحدَّر كالغيث لمّا هَمَى
فناح قصيدي كمثل الثكالي**وقافيتي أصبحت مأتما
طلبتَ النصيرَ فأعدمتَهُ**سوى قلّة باركتها السما
وما كنتَ فظاً ولا مستبداً**ولا كنتَ وغداً ولا واغما
وكم من مُوَال دعاك**لتأتي أتيتَ ولكنّه احجَمَا
فهذا أراد بها منصباً**وذاك أراد بها درهما
وذلك جعجع حتّى تؤوبَ**وآخرُ من خلفه همهما
فما هنتَ نفساً ولا لنت عزماً**وظَلْتَ أمامهمُ قائما
تذود عن الدين رغم الحتوفِ**وتقصم ظهراً أتى قاصما
تغلغلت في صفهم مفرداً**فمن لم تنله أتى مُرغما
وضنّوا عليك بماء الفرات**فجرّعتهم مثله علقما
ومن بايعوك بدون وفاء**أضاعوا السواعد والمعصما
وجُلْت كليث تخوض المنونَ**تصدّ المكابر والغاشما
ومن إنّها فئة قد بغت**تضمّ المنافق والأثما
وتحوي الطليق سليل الطليقِ**ربيبَ الثعابين والأرقما
وتطوي الجناح على حاقد**وطالب ثأر أتى ناقما
يروم الأريكة والصولجانَ**ويبغي الخلافة لكنّما
إذا نالها فاسق حقبةً**فلن تستقيم له دائما
تؤول الأمور لأصحابها**ويسقط غاصبها نادما
حججتُ إليكَ بكرب البلاءِ**وكنتُ بحزن الدُنى مفعمَا
حثثت إليك الخطى من بعيد**وزرتك أبغي بها مغنما
وجثتُ خلال الرواق الشريفِ**وقد ثار روعي وخوفي ما
ونبضي تعالى يدق ارتهابا**وخطوي يحاول أن يُقدما
فلما انتهيتُ لباب الضريحِ**وقفتُ بأعتابه واجما
أُسائل نفسي أهذا الحسينُ**ومن في البلايا به يُحتمى
وحين تأكدتُ ممّا أراهُ**وأنّي لست به حالما
طلبتُ الدخولَ فآذنتني**وأنتَ تراقبني باسما
رميتُ وجودي بحضن الضريحِ**ورحت أعانقه لاثما
ومرّغت خدي بخزّ الجنان**أباشر ملمسه الناعما
ورحت أنوح وأشكو طويلاً**لما بي وما بي وما بي وما
ويمناك تمسح قلباً عصيّا**وتُلقي على كربتي بلسما
وثغرك يلثم بالشهد عيني**فيطفئ جمراً بها ضارما
ونورك يغشى كياناً أضاءَ**وقد كان من قبلها مظلما
وحبّك يزهر بين الضلوعِ**ويهدي الربيع لها موسما
وساد المكانَ سكون عميقٌ**وناطق حالي غداً أعجَما
دهشتُ وقد حُزتُ هذا المقامَ**ونلتُ الشفاعة والمنسمَا
فحسبي هذا العطاء العظيمُ**أعود به سالماً غانمَا
ذكرتكَ والطفَّ والعادياتِ **وسبعين حُرّاً بقوا مَعْلَمَا
وعشرَ ليال تبيت خميصاً**وغيرُك بات بها مُتخما
ورأسَك يثوي أمام الزنيم**يباهي وينكت منه الفَمَا
ووازنتُ عصري فألفيتُه**لئيماً كعصرك بل ألآما
فهذا يزيد وحزب الرعاعِ**أقرّوه مولى لهم حاكما
وشمرٌ يناوشنا بالسهامِ**ويسبي الحليلة والمحْرَما
ويمنعنا عن أداء الصلاةِ**ويقتل في الكعبة المُحرما
وفي كلّ يوم حسين شهيد**تهزّ ظليمتُه العالَمَا
فتأتي السياسة في زيفها**وتُخفي الجريمةَ والمُجرما
هو المُلك مُلك عضوض عقيم**فما أعضضَا لمُلك ما أعقَما
مللنا السجون وشَدَّ الوثاقِ**وضربَ الرقاب وسفكَ الدما
وتُقنا لبارقة من ضياء**تنير لنا ليلنا المظلما
ومعجزة من يد لا تكلّ**تفكّ السلاسلَ والادهَمَا
وتُسقط شتّى عروش الطغاةِ**وهمّا على صدرنا جاثما
تسرّ الأعزّ وتُشقي الأذلَّ**وتترك في خَطمهِ مَيْسَما
تلفتُّ حولي فلم ألقَ إلاّ**حسيناً ومنهجه الأقوما
ليهدم لذّاتِ أهل القصور**ويبني من الدين ما هُدِّما