يتحدث المثقف الشيعي دائما عن الآخر وعن احتواء الآخر وثقافة الآخر .. ولا ندري ما المقصود بالآخر ؟ وما هي ماهيته ؟ فإذا كان المقصود هو السني فهذا ليس آخراً أبداً بل هو منـّا ونحن منه وقد عشنا تواريخاً حافلة بالأخوة والتناسب والتعايش الذي يجعل أذانا أذاه وآلامه ومعاناته هي آلامنا ومعاناتنا, وقد عشنا تواريخ أخوة لايمكن لأحد أن يفككـَها في يوم ما .. فهل الآخر المقصود هو هذا الذي يسعى لقتلي وقتل اطفالي ويريد وبإصرار تفجير مـُدني ومقدساتي ومراقد أئمتي ؟ أم الآخر هو هذا الذي يصرعلى الغاء هويتي وانتمائي وعراقيتي ..؟وعلى كل حال فأنا شيعي مثقف بتمويني الولائي ولي مميزات خاصة بالوعي، وأطمح فعلاً أن ينفتح الآخر عليَّ، وأن يعبـِّر عن مضموني ليريني أخطائي إذا كانت لديَّ أخطاء علـّه يجعلني أحاور ذاتي إن كان هناك شيء ورثته غير صحيح حسب ما يعتقد، ولكني استغرب فعلا حين أقف أمام انفتاحه المزري، فأقرأ معناي المشوه فهو يدَّعي بأني أعبد علي بن ابي طالب (ع)!!! أستغفرالله ...وأستغرب هل نداء جوامعي تنادي بسوى لا إله إلا الله !! ويعود آخر ليدعي بأني أؤمن كشيعي بأن الوحي أخطأ فنزل على الرسول بدل علي بن ابي طالب !!! وأسأل نفسي أمام هذا الانحطاط الفكري الذي انتاب الآخر . هل هذا أنا ؟
أنا الذي ينكر رسالة رسول المكرمات محمد (ص)؟ هل هؤلاء الشيعة الذين يذكرهم هذا الآخر هم قومي ؟ و(أشهد إن محمداً رسول الله) تملأ فم وقلب كل شيعي .. ثم يعود ليدَّعي بأن لي قرآنا آخر غير هذا القرآن !!!
وأعبد أئمتي وما هم سوى عبيد لله سبحانه وتعالى، إذن أين أنا عند هذا الآخر الذي يرى إن لي قبلة غير القبلة الإسلامية، ولي أصنام طين أسجد لها، واني قتلت ابن بنت الرسول الحسين (ع)، ويزيد رجل بريء وإن الامويين أرادوا تخليص الحسين منـّا فعجزوا عن ذلك ثم يعود ليلغي لي انتمائي وهويتي وعراقيتي ويدَّعي بأني أكره جميع الصحابة، ولي باطن مخفي وظاهر معلن، أي سيكذبني الآخر حتى حين أعلن له عن انتمائي ومعتقدي وما أؤمن به وما أنكره، وأنا الذي أؤمن بأن الصحابة نبراس دربي أحب سلمان وعمّار وأبا ذر، والكثير من الصحابة إلا الذين عادوا لجاهليتهم وتنكروا للدين تحت مسميات مختلفة فالسؤال الذي صار واضحا الآن ما الذي أبقاه الآخر لي وقد جعل الخلاف هوية ومبدأ ودين و...و...و وصار يتمتع بصلاحيات (إلـه) يكفـِّر من يكفـِّر ويرحم من يرحم، يوزع الحياة والموت بمشتهاه .. فانا موجود ومن يريد أن يطرق بابي سيجدني أمد العين قبل اليد بعدما يقر بآدميتي ومحتواي وإلا فليس من المعقول أن أنكر مذهبي وأئمتي كي أكسب الآخر ..فهذا أنا ومن يأتي إليّ فأهلا به وإلا فلا...
تعليق