عند أول غرس ذبحوه بسهم يبعد النداوة عن كل غد عنيد
تنامى سرب أسئلة يحز وريد الفطنة:
لماذا ذبحوا الندى في وريد هذا الرضيع؟
هل من الشجاعة أن يطحن الطفولة في كبد الرضيع عطش الفتك؟
نحور طرية لا تتحمل قساوة السهام..
أكيد هم يخشون صلابتها؛ كونها ستمتشق الصرخة في غد قريب..
وهذا يعني أن قوس حرملة كان هو الخوف، والسهم الفاتك هو كل ما يملك من حياة؟
كم من حرملة يعيش بيننا الآن، وقد توارث الذبول؟
حرملة الذي رمى السهم ليذبح كل غيمة تنام في وريد وليد..!
حرملة الذي ذبح الخصب في كل غد يحمل نداوة أمل جديد،
وهو يعلم قبل أن يكون الماء ماء، هطل الندى في دفقة قلب الرضيع.
حرملة الذي نشر الموت في كل التواريخ، تناسلت نباله بأوردة الصغار المذبوحين..
وحين تطاول الوعيد سهاما تسقي كبد كل رضيع بالهلاك، كبر السؤال:
كيف يرى (الحرمليون) القلوب المنكوبة بالذبح بعد كل هذه القرون؟
أجيئك حرملة..
أحمل قلب رضيع أهلكه العطش الذي نثرتموه بالطف أسئلة:
ماذا قلت لنفسك يا حرملة، وأنت تنهي صراع القوم بحقد قاتل؟
ألم يكفك هذا الدم المنثور في حنايا الطف، لتقصد الرضيع بهذا الشرور؟
مهما بعد الزمان، سيبقى يحمل على جسور الوقت مليون سؤال:
لماذا نسل حرملة المشين مازال يذبح الطفولة في كل حين؟
سؤال نبحثه في عقل نابه رشيد
ساعد الله قلبك سيدي الرضيع
الأرض حين يظمأ قلبها المقروح تموت..
الحقول..
الشجر..
الثمر..
كل بلا ماء يموت..
الدموع دم.. نواسي بها قلب الربيع المذبوح..
سؤال نحمله لأهل الاختصاص:
من أي جرح آتيك أيها المبارك أفقا من المذبوحين،
تناسلوا أمام وجودك سهاماً ونبالاً، ومليون حرملة لعين؟
من أي جرح آتيك سيدي الرضيع،
وقد نثر الحسين دمك الى السماء؛
ليعلن أن الطفولة الى الله اقرب
عبر خارقة أذهلت السؤال؟
سؤال عن خارقة الدم الصاعد الى السماء:
عبد الله الرضيع (عليه السلام) أسس للأطفال هوية تصول وتقول:
إن لكل دهر رضيعا
ورضيع الدم لكل الدهور..
تستضيف السماوات في كل جيل دماً بلون الولاء،
بعدما تطور الزمان الآن، وطور آلات الفتك..
استبدل حرملة القوس بالبندقية، والسهم رصاص، والرضيع صار وطنا..
وبعد كل هذا الوجع، وما زال العالم يعيش فورة اللظى بعين سؤال:
كيف نستطيع ان تستثمر هذا الجرح لبناء عالم تسوده المحبة والسلام؟
ليكون يوم الطفل الرضيع يوما عالميا لنصرة الطفولة في كل مكان وزمان..
لنرجم كل حرملة على مر العصور..
الطفولة اقدس من حرب، وبها يسود السلام..
فسلام الله عليك يا سيدي الرضيع