اللهم صل على محمد وآل محمد
لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ
- حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأُمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ
- فيحدّثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتُشف أمرهم ـ بعد ثلاثمّائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلّبه على الكفر.
- ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى
قسمين:
قسم يقول: (ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً)(1) تخليداً لذكراهم ـ وهؤلاء هم الكافرون
ـ بينما نرى المؤمنين ـ التي انتصرت إرادتهم فيما بعد ـ يدعون إلى بناء مسجد على الكهف، بجوار قبور أُولئك الذين رفضوا عبادة غير الله؛ كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى.
- فلو كان بناء المسجد على قبور
الصالحين أو بجوارها علامة على
الشرك، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين؟!
ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ؟!
أليس ذلك دليلاً على الجواز،
(قَالَ الّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِم مّسْجِداً)(2).
- فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّة هذا الاقتراح ـ بناء المسجد ـ
- ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعية.
- إنّ هذا يدلّ على أنّ سيرة المؤمنين الموحّدين في العالم كلّه كانت جارية على البناء على القبور، وكان يُعتبر عندهم نوعاً من التقدير لصاحب القبر، وتبرّكاً به لما له من منزلة عظيمة
عند الله، ولذلك بني المسجد وأصبحت قبور أصحاب الكهف مركزاً للتعظيم والاحترام.
- ولا زالت هذه الحالة موجودة حتّى في وقتنا الحاضر لقبور العظماء والملوك والخالدين، فهل توجد أخلد وأطهر من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً؟
------------------------------------
1و2. الكهف: 21.
تعليق