إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه - (الفصل الثالث )– اميه يحسد هاشم بن عبد مناف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه - (الفصل الثالث )– اميه يحسد هاشم بن عبد مناف

    الباب الاول
    الفصل الثالث

    لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه - (الفصل الثالث )– اميه يحسد هاشم بن عبد مناف


    انتقل نور رسول الله (صلى الله عليه واله) بالاصلاب والارحام من نبي الى نبي حتى وصل الى هاشم
    وكان اسمه عمروا العلى وكان نور محمد في وجهه وكان اذا اقبل تضئ منه الكعبه وتكتسي من نوره نورا شعشانيا ويرتفع من نور وجهه نور الى السماء (1)
    دانت العرب لهاشم
    فَتَعَجَّبَ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ وَ سَارَتْ إِلَيْهِ الرُّكْبَانِ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ مَكَانَ وَ كَانَ هَاشِمٍ لَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا وَ يُنَادُونَهُ أَبْشِرْ يَا هَاشِمٍ فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ وَ أَشْرَفَ الْعَالَمِينَ
    وَ كَانَ كُلِّ يَوْمَ يَمْضِي إِلَى الْكَعْبَةِ وَ يَطُوفُ بِهَا سَبْعاً وَ يَتَعَلَّقُ بأستارها وَ كَانَ هَاشِمٍ إِذَا قَصْدُهُ قَاصِدٍ أَكْرَمَهُ وَ كَانَ يُكْسِي الْكَعْبَةِ وَ يُكْسِي الْعُرْيَانِ وَ يُطْعِمُ الْجَوْعَانَ وَ يُفَرِّجُ عَنْ الْمُعْسِرِ وَ يُوفِي عَنْ الْمَدْيُونِ وَ مَنْ أُصِيبَ بِدَمِهِ يَرْفَعُهُ عَنْهُ وَ كَانَ بَابَهُ لَا يَنْغَلِقَ عَنْ صادر وَ لَا وَارِدٌ وَ إِذَا أَوْلَمَ وَلِيمَةٍ أَوْ أَطْعَمَ طَعَاماً وَ فَضْلِ مِنْهُ شَيْئاً أَمَرَ أَنْ يُرْمَى إِلَى الْوَحْشِ وَ الطَّيْرِ حَتَّى تُحَدِّثُوا بجوده فِي الْآفَاقِ وَ سيدوه أَهْلِ مَكَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ وَ شرفوه وَ عَظِّمُوهُ وَ سَلَّمُوا إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ وَ السِّقَايَةَ وَ الْحِجَابَةِ وَ الرفادة وَ أُمُورِ النَّاسِ وَ لِوَاءَ نِزَارٍ وَ قَوْسٍ إِسْمَاعِيلَ وَ قَمِيصٌ إِبْرَاهِيمَ وَ نَعْلٌ شَيْثٍ وَ خَاتَمِ نُوحٍ فَلَمَّا احْتَوَى عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُ ظَهَرَ فَخِرْهُ وَ مَجِّدْهُ
    ودانت ملوك الارض لهاشم
    و كان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس و يرى من حوله كما يرى من ضوء المصباح فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ العهد على هاشم أن يودع نور رسول الله (صلى الله عليه واله ) في الأرحام الزكية من النساء فقبل هاشم العهد و ألزمه نفسه و جعلت الملوك تتطاول إلى هاشم ليتزوج منهم و يبذلون إليه الأموال الجزيلة و هو يأبى عليهم

    هاشم يرعى الحجيج ويطعمهم ويسقيهم
    و كان يقوم بالحاج و يرعاهم و يتولى أمورهم و يكرمهم و لا ينصرفون إلا شاكرين
    و كان هاشم إذا أهل هلال ذي الحجة يأمر الناس بالاجتماع إلى الكعبة فإذا اجتمعوا قام خطيبا و يقول معاشر الناس إنكم جيران الله و جيران بيته و إنه سيأتيكم في هذا الموسم زوار بيت الله وهم أضياف الله و الأضياف هم أولى بالكرامة و قد خصكم الله تعالى بهم و أكرمكم و إنهم سيأتونكم شعثا غبرا من كل فج عميق و يقصدونكم من كل مكان سحيق فأقروهم و احموهم و أكرموهم يكرمكم الله تعالى و كانت قريش تخرج المال الكثير من أموالهم و كان هاشم ينصب أحواض الأديم و يجعل فيها ماء من ماء زمزم و يملي باقي الحياض من سائر الآبار بحيث تشرب الحاج و كان من عادته أنه يطعمهم قبل التروية بيوم و كان يحمل لهم الطعام إلى منى و عرفة و كان يثرد لهم اللحم و السمن و التمر و يسقيهم اللبن إلى ان تصدر الناس من منى ثم يقطع عنهم الضيافة
    هاشم ينقذ قريش من الموت جوعا
    أن قريشا كانوا إذا أصابت واحدا منهم مخمصة ، جرى هو وعياله إلى موضع معروف ، فضربوا على أنفسهم خباء فماتوا
    و كان هاشم بن عبد مناف سيد زمانه ، وله ابن يقال له أسد ، وكان له ترب من بني مخزوم ، يحبه ويلعب معه . فقال له : نحن غدا نعتفر ،( اي يذهبون الى خباء ) ليموتوا به جوعا واحدا بعد واحد . قال : فدخل أسد ابن هاشم على أمه يبكي ، وذكر ما قاله له صاحبه . فأرسلت أم أسد إلى أولئك بشحم ودقيق ، فعاشوا به أياما . ثم إن صاحبه أتاه أيضا فقال : نحن غدا نعتفر ، فدخل أسد على أبيه يبكي ، وخبره خبر تربه ، فاشتد ذلك على هاشم ( عمرو بن عبد مناف) ، فقام خطيبا في قريش وكانوا يطيعون أمره ، فقال : إنكم أحدثتم حدثا تقلون فيه وتكثر العرب ، وتذلون وتعز العرب ، وأنتم أهل حرم الله عز وجل ، وأشرف ولد آدم ، والناس لكم تبع ، ويكاد هذا الاعتفار يأتي عليكم . فقالوا : نحن لك تبع . قال : ابتدئوا بهذا الرجل - يعني أبا ترب أسد - فأغنوه عن الاعتفار ، ففعلوا . ثم إنه نحر البدن ، وذبح الكباش والمعز ، ثم هشم الثريد ، وأطعم الناس ; فسمي هاشما . (2)


    كان بعض العرب يعتقد ان هاشم هو النبي الموعود
    عن أبو نعيم في (الدلائل) قال حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن زكرياء الغلابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي السوية المنقري، حدثنا عباد بن كسيب، عن أبيه، عن أبي عتوارة الخزاعي، عن سعير بن سوادة العامري قال:
    كنت عشيقا لعقيلة من عقائل الحي، أركب لها الصعب والذلول، لا أبقي من البلاد مسرحا أرجو ربحا في متجر إلا أتيته، فانصرفت من الشام بحرث وأثاث أريد به كبة الموسم ودهماء العرب، فدخلت مكة بليل مسدف، فأقمت حتى تعرى عني قميص الليل، فرفعت رأسي فإذا قباب مسامته شعف الجبال مضروبة بأنطاع الطائف، وإذا جزر تنحر، وأخرى تساق، وإذا أكلة وحثثة على الطهاة يقولون: ألا عجلوا ألا عجلوا
    وإذا رجل يجهر على نشز من الأرض ينادي: يا وفد الله ميلوا إلى الغداء، وأنيسان على مدرجة يقول: يا وفد الله من طعم فليرح إلى العشاء، فجهرني ما رأيت، فأقبلت أريد عميد القوم، فعرف رجل الذي بي فقال أمامك، وإذا شيخ كأن في خديه الأساريع، وكأن الشعرى توقد من جبينه، قد لاث على رأسه عمامة سوداء، قد أبرز من ملائها جمة فينانة كأنها سماسم
    قال في بعض الروايات: تحته كرسي سماسم، ومن دونها نمرقة، بيده قضيب متخصر به، حوله مشايخ، جلس نواكس الأذقان ما منهم أحد يفيض بكلمة، وقد كان نمى إلى خبر من أخبار الشام أن النبي الأمي هذا أوان نجومه، فلما رأيته ظننته ذلك
    فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فقال: مه مه كلا، وكأن قد وليتني إياه
    فقلت: من هذا الشيخ؟ فقالوا: هذا أبو نضلة، هذا هاشم بن عبد مناف، فوليت وأنا أقول
    هذا والله المجد لا مجد آل جفنة - يعني ملوك عرب الشام من غسان كان يقال لهم آل جفنة - وهذه الوظيفة التي حكاها عن هاشم هي الرفادة: يعني إطعام الحجيج زمن الموسم (3)
    هاشم يؤسس معاهدات سلام وأخوه مع شعوب وملوك العالم
    اوجد هاشم مكانا لقريش بين الممالك والدول المجاوره و أبرم معاهدات سلام وإخوة مع ملوك الروم والفرس والأحباش وحكام اليمن ، وبذلك يكون قد بذر البذره الاولى للدوله العربيه في الجزيره العربيه وكان يتصرف وكانه رئيس دوله
    رتب هاشم حراسة مكة
    قالوا إن هاشماً جعل على رؤساء القبائل ضرائب يؤدونها إليه ليحمي بها أهل مكة، فإن ذؤبان العرب وصعاليك الأحياء وأصحاب الغارات وطلاب الطوائل، كانوا لا يؤمنون على الحرم، لا سيما وناس من العرب كانوا لايرون للحرم حرمة، ولا للشهر الحرام قدراً، مثل طيئ وخثعم وقضاعة وبعض بلحارث بن كعب، وكيفما كان الإيلاف فإن هاشماً كان القائم به دون غيره من إخوته) (4)
    هاشم يؤسس رحلتي الشتاء والصيف
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿ ١ ﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿ ٢ ﴾ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴿ ٣ ﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿ ٤ ﴾
    وَ قَدْ وَقَعَ بِمَكَّةَ ضِيقِ وَ جَدْبٍ وَ غَلَاءُ وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ شَيْ‌ءٌ يزودون بِهِ الْحَاجُّ فَبَعَثَ هَاشِمٍ أباعرا فَبَاعَهَا وَ اشْتَرَى بِثَمَنِهَا عَسَلًا وَ زَبِيباً وخبزا وَ سُمِّيَ هَاشِمٍ لِأَنَّهُ هَشَمَ الثَّرِيدِ لِقَوْمِهِ وَ لَمْ يُتْرَكُ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمٍ وَاحِدٍ بَلْ بَذَلَ ذَلِكَ لِلْحَاجِّ فَكَفَى ذَلِكَ الطَّعَامِ جَمِيعاً وَ صَدْرِ النَّاسِ يشكرونه فِي الْآفَاقِ وَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ وَ فِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرِ ‌

    يَا أَيُّهَا الرَّجُلِ الْمَجْدِ رحيله‌ **هَلَّا مَرَرْتُ بِدَارٍ عَبْدِ مَنَافٍ‌
    ثَكِلَتْكَ أُمِّكَ لَوْ مَرَرْتُ بِدَارِهِ‌** لَعَجِبْتَ مِنْ كَرْمٍ وَ مِنْ أَوْصَافِ‌
    عَمْرِو الْعُلَا هَشَمَ الثَّرِيدِ لِقَوْمِهِ‌** وَ الْقَوْمِ فِيهَا مسنتون عجاف‌
    بَسَطُوا إِلَيْكَ الرَّاحَتَيْنِ كِلَاهُمَا **عِنْدَ الشِّتَاءِ وَ رَحْلَةٍ الإيلاف‌
    يقول الطبري في تفسيره
    أن الذي سنّ الإِيلاف هو هاشم ، وهو المروي عن ابن عباس ، وذكر ابن العربي عن الهروي أن أصحاب الإِيلاف هاشم ، وإخوته الثلاثة الآخرون عبدُ شمس ، والمطلب ، ونوفل .
    وارسل كل واحد من اخوته لياخذ حبلاً ، أي عهداً من أحد الملوك الذين يمرون في تجارتهم على بلادهم وهم مَلِك الشام ، وملك الحَبشة ، وملك اليمن ، ومَلِك فارس ،
    ثم جمع هاشم كل بني أب على رحلتين : في الشتاء إلى اليمن ، وفي الصيف إلى الشام للتجارات ، فما ربح الغني قسمه بينه وبين الفقير ، حتى صار فقيرهم كغنيهم ; فجاء الإسلام وهم على هذا ، فلم يكن في العرب بنو أب أكثر مالا ولا أعز من قريش ، وهو قول شاعرهم

    والخالطون فقيرهم بغنيهم **حتى يصير فقيرهم كالكافي

    نار الحسد تشب في قلب اميه
    منافره اميه لهاشم
    أن هاشما كانت إليه الرفادة مع السقاية وكان رجلا موسرا، وكان إذا حضر موسم الحج قام في قريش فقال: يا معشر قريس، إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنكم يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته وهم ضيف الله وأحق الضيف بالكرامة ضيفه، وقد خصكم الله بذلك فأكرموا ضيفه وزواره وأغنوهم وأعينوهم فكانت قريش ترافد على ذلك كل على قدره، فيضمه هاشم إلى ما أخرج من ماله ويكمل العجز، وكان يخرج مالا كثيرا في كل سنة. وكان يطعم هؤلاء الضيوف ويثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق والتمر ويحمل لهم الماء حتى يتفرق الناس لبلادهم. وكان هاشم هذا يسمى عمرا وإنما قيل له هاشم لهشمه الثريد بمكة،
    وكان أمية بن عبد شمس ذا مال فتكلف أن يفعل كما فعل هاشم من إطعام قريش فعجز عن ذلك فشمت به ناس من قريش وعابوه فغضب ونافر هاشما على خمسين ناقة سود الحدق تنحر بمكة وعلى جلاء عشر سنين وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي جد عمرو بن الحمق فقال الكاهن فيما قال في تحكيمه :
    والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، من مخبر وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منه وآخر، وأبو همهمة بذلك خابر
    فأخذ هاشم الإبل فنحرها، وأطعم لحمها من حضر وخرج أمية إلى الشام فأقام به عشر سنين. فكان هذا أول عداوة وقعت بين بنى هاشم وبنى أمية
    ولم يكن أمية في نفسه هناك، وإنما رفعه أبوه وبنوه، وكان مضعوفا وصاحب عهار )(5)
    وكان اميه ديوثا زوج ابنه ابو عمرو (ذكوان ) من زوجته في حياته في فعله لم يفعلها احد من العرب غيره وسنتطرق لسيرته في الفصول القادمه بالتفصيل ان شاء الله

    هاشم يتزوج من سلمى بنت عبدو النجار بامر من الله
    و َبلَغَ خَبَرُهاشم إِلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَ إِلَى قَيْصَرَ مَلَكٍ الرُّومِ فكاتبوه وَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَهْدُوا لَهُ بناتهم رَغْبَةً فِي النُّورِ الَّذِي فِي وَجْهِهِ وَ هُوَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَنَّ كهانهم وَ رهبانهم أعلموهم بِأَنْ ذَلِكَ النُّورُ الَّذِي فِي وَجْهَهُ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ فَأَبَى هَاشِمٍ عَنْ ذَلِكَ وَ تَزَوَّجُ مِنْ نِسَاءِ قَوْمِهِ وَ رِزْقٍ مِنْهُمْ أَوْلَاداً وَ كَانَ أَوْلَادِهِ أَسَدٍ وَ نَضْرِ وَ عُرْوَةَ وَ أَمَّا الْبَنَاتِ فصفية وَ رُقَيَّةُ وَ خالدة وَ الشعثاء فَهَذِهِ جُمْلَةٍ الْإِنَاثِ وَ الذُّكُورِ وَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَزَلْ فِي وَجْهَهُ فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَ كَبَّرَ لَدَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي وَ قَدْ طَافَ بِالْبَيْتِ‌‌
    ‌ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَهُ وَلَداً فِيهِ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله ) فَأَخَذَهُ النُّعَاسُ فانضجع فَأَتَاهُ هَاتِفٌ يَقُولُ لَهُ عَلَيْكَ بسلمى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ فَإِنَّهَا طَاهِرَةً مَطْهَرَةٌ الأذيال فَخُذْهَا وَ ادْفَعْ لَهَا الْمَالِ الْجَزِيلَ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا شِبْهَ فِي النَّاسِ فَإِنَّكَ تُرْزَقْ سَيِّداً يَكُونُ مِنْهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه واله ) قَالَ فَانْتَبَهَ هَاشِمٍ فَأُحْضِرَ بَنِي عَمِّهِ وَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخْبَرَهُمْ بِمَا رَأَى فِي مَنَامِهِ وَ بِمَا قَالَ الهاتف فَقَالَ أَخُوهُ الْمُطَّلِبِ يَا ابْنِ أُمِّي إِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي قَوْمِهَا كَبِيرَةً فِي نَفْسِهَا طَاهِرَةً مَطْهَرَةٌ وَ قَدْ كَمَلَتْ قدا وَاعتدالا وَ هِيَ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ
    المطلب يخطب سلمى لاخيه هاشم
    و سَارَ هاشم هُوَ وَ بَنُو عَمِّهِ طَالِبِينَ يَثْرِبَ وَ سَهْلِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ سَفَرِهِمْ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى يَثْرِبَ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَيْهَا تَهَلَّلَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي غُرَّةِ هَاشِمٍ حَتَّى دَخَلَ المراقد وَ الْبُيُوتِ قَالَ فَلَمَّا رأوهم أَهْلِ يَثْرِبَ بَادِرُوا إِلَيْهِمْ مسرعين وَ قَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّاسِ فَمَا رَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْكُمْ جَمَالًا وَ لَا سِيَّمَا صَاحِبُ هَذَا النُّورِ السَّاطِعُ وَ الضِّيَاءِ اللَّامِعِ
    فَقَالَ لَهُمْ الْمُطَّلِبِ نَحْنُ وَفْدُ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ سُكَّانِ حَرَّمَ اللَّهُ وَ نَحْنُ بَنِي كَعْبٍ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَ هَذَا هَاشِمٍ وَ قَدْ خَطَبْتُ الْمُلُوكِ وَ الْأَكَابِرِ فَمَا رغبنا فِيهِمْ وَ رغبنا فِيكُمْ وَ فِي نِسَائِكُمْ وَ نُرِيدُ أَنْ ترشدونا عَلَى بَيْتِ عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ فأرشدوهم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَرْحَباً بِكُمْ يَا أَرْبَابِ الْعُلَا وَ الْمَآثِرِ وَ الشَّرَفَ وَ الْمَفَاخِرِ سَادَاتِ الْكِرَامِ وَ مطعمين الطَّعَامِ وَ نِهَايَةَ الْجُودِ وَ الْإِكْرَامِ فَلَكُمْ عِنْدَنَا مَا تُحِبُّونَ وَ أَفْضَلُ مَا تَطْلُبُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي خَرَجْتُمْ لِأَجْلِهَا وَ جِئْتُمْ طَالِبِينَ لَهَا هِيَ ابْنَتِي وَ قُرَّةُ عَيْنِي غَيْرِ أَنَّهَا مَالِكَةً نَفْسِهَا
    (جمله اعتراضيه )
    وهنا لا بد لنا ان نتساءل لماذا يخطب المطلب سلمى لهاشم ولا يحضر الخطبه ( اخويه ) عبد شمس و نوفل وهم اكبر سنا من المطلب ..هذه ماسنتطرق اليه ان شاء الله في فصل بنو اميه ليسوا من قريش
    والد سلمى يرحب بهاشم والمطلب ويولم لهم
    رحب عَمْرِو والد سلمى بضيوفه وَ سَبَقَ إِلَى قَوْمِهِ وَ نَحَرَ لَهُمْ الْإِبِلِ وَ صَنَعَ لَهُمْ الطَّعَامِ وَ خَرَجَتْ لَهُمْ الْعَبِيدِ الطَّعَامِ بالأجفان فَأَكَلَ الْقَوْمِ بِحَسَبِ الْكِفَايَةِ وَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ إِلَّا وَ خَرَجَ يَنْظُرُ إِلَى هَاشِمٍ وَ إِلَى نُورٍ وَجْهَهُ وَ خَرَجُوا الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ وَ النَّاسِ متعجبين مِنْ ذَلِكَ النُّورِ
    اليهود يتعرفون على هاشم
    وَ خَرَجَ الْيَهُودِ فَلَمَّا نظروه وَ عَرَفُوهُ بِالصِّفَاتِ الَّتِي فِي التَّوْرَاةِ وَ الْعَلَامَاتِ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ كَبَّرَ لديهم وَ بَكَوْا بُكَاءً شَدِيداً فَقَالَ بَعْضِ الْيَهُودِ وَ كَانَ مِنْ أحبارهم مَا بُكَاؤُكُمْ؟
    قَالُوا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ . فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ مِنْ صُلْبَهُ غُلَامٌ يَكُونُ فِيهِ سَفْكِ دِمَائِكُمْ وَ قَدْ جَاءَكُمْ السَّفَّاكُ الهتاك الَّذِي تُقَاتِلْ مَعَهُ الْأَمْلَاكِ الْمَعْرُوفِ فِي كُتُبُكُمْ أَنْوَارِهِ قَدْ ابْتَدَرَتْ وَ عَلَامَاتِهِ قَدْ ظَهَرَتْ فبكوا الْيَهُودِ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ
    اليهود يريدون قتل هاشم قبل ان يتزوج سلمى
    ثُمَّ التفتوا إِلَى الْقَائِلُ لِهَذَا الْكَلَامِ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَانَا إِنْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَهَلْ نَصْلٍ إِلَى قَتَلَهُ وَ نكفى شَرَّهُ فَقَالَ لَهُمْ هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ مَا تَشْتَهُونَ وَ عَجَزْتُمْ عَمَّا تَأْمَلُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ تُقَاتِلْ مَعَهُ الْأَمْلَاكِ مِنْ الْهَوَاءِ وَ يُخَاطِبُ مِنْ السَّمَاءِ وَ يَقُولُ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ فَقَالُوا هَذَا يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ فَقَالَ إِنَّهُ أَعَزُّ مِنْ الْوَلَدِ وَ أَكْرَمَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَشْرَفَ خَلَقَ اللَّهِ فَقَالُوا لَهُ أَيُّهَا السَّيِّدُ الْكَرِيمِ نَحْنُ نسعى فِي إِطْفَاءِ هَذَا الْمِصْبَاحِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَكَّنْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٌ قَالَ وَ أَظْهَرَ الْقَوْمِ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ كَانَ سَبَبُ عَدَاوَةً الْيَهُودِ لِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ (6)
    ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌تزوج هاشم سلمى بنت عبدو النجار
    تَزَوَّجَ هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بسلمى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ وَ انْتَقَلَ النُّورِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ فِي وَجْهِ سَلْمَى وَ زَادَهَا حَسَناً وَ جَمَالًا وَ بَهَاءُ وَ كَمَالًا وَ قدا وَ اعتدالا حَتَّى كَانَ النَّاسِ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَ جَمَالَهَا وَ شاع فِي جَمِيعِ الْآفَاقِ وَ كَانَتْ إِذَا مَشَتْ يهنئها الشَّجَرِ وَ الْمَدَرِ وَ الْحَجَرِ بِالتَّحِيَّةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ تَسْمَعُ قَائِلًا يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَلْمَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةً النِّسْوَانِ
    ثُمَّ إِنْ هَاشِمٍ أَقَامَ فِي الْمَدِينَةِ أَيَّاماً حَتَّى اشْتَدَّ حَمَلَ سَلْمَى َ وخَرَجَ إِلَى غُرَّةِ الشَّامِ
    وصيه هاشم لزوجته سلمى وتحذيرها من اليهود
    يا سَلْمَى إِنِّي أُوَدِّعَكَ الْوَدِيعَةِ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهِ تَعَالَى آدَمَ ثُمَّ أَوْدَعَهَا آدَمَ شَيْثٍ ثُمَّ أَوْدَعَهَا شَيْثٍ وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَمْ يَزَالُوا يَتَوَارَثُونَهَا مِنْ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَ قَدْ شَرَفِنَا اللَّهِ بِهَذَا النُّورِ وَ قَدْ أَوْدَعَهُ إِيَّاكَ وَ أَنَا آخُذُ عَلَيْكَ الْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقَ بِأَنْ تَوَقِّيهِ وَ تحفظيه وَ إِنْ أَنْتَ أَتَيْتَ بِهِ وَ أَنَا غَائِبٌ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْحَدَقَةِ مِنْ الْعَيْنِ وَ الرُّوحُ بَيْنَ الْجَنْبَيْنِ وَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونِ فَافْعِلِي فَإِنْ لَهُ حسادا وَ أضدادا وَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْهِ عَدَاوَةً الْيَهُودِ وَ قَدْ رَأَيْتُ مَا جَرَى بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْأَمْسِ يَوْمَ خطبتك وَ إِنْ لَمْ أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي هَذَا فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ مُكَرَّماً مَحْفُوظاً إِلَى أَنْ يترعرع وَ احمليه إِلَى الْحَرَمِ دَارِ عِزُّهُ وَ نَصَرَهُ
    ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ وَ حَفِظْتَ مَا قُلْتُ لَكَ ..قَالَتْ نَعَمْ سَمِعْتُ وَ حَفِظْتَ غَيْرِ أَنَّكَ أَوْجَعْتِ قَلْبِي بكلامك وَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمِ أَنْ يُرِدْكَ سَالِماً
    وصيه هاشم لاخيه المطلب وبنو عمومته
    ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ وَ أُقْبِلُ إِلَيْهِ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَبِي وَ عَشِيرَتِي مِنْ بَنِي لُؤَيِّ اعْلَمُوا أَنْ الْمَوْتَ سَبِيلِ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ أَنَا رَاحِلٌ عَنْكُمْ وَ لَا أَدْرِي أَرْجِعَ أَمْ لَا وَ أَنَا أُوصِيكُمْ بِالاجْتِمَاعِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ وَ الشَّتَاتِ فَتَذْهَبُ حميتكم وَ تُهَانَ مقدرتكم عِنْدَ الْمُلُوكِ وَ يَطْمَعُ فِيكُمْ الطَّامِعُ وَ هَذَا أَخِي الْمُطَّلِبِ أَعَزُّ إِخْوَتِي مِنْ أُمِّي وَ أَبِي وَ أَعَزُّ الْخَلْقِ عَلِيِّ فَإِنْ سَمِعْتُمْ نَصِيحَتِي فَقَدِّمُوهُ وَ سَلَّمُوا إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ وَ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ لِوَاءَ نِزَارٍ وَ نَعْلٌ شَيْثٍ وَ قَمِيصٌ إِبْرَاهِيمَ وَ قَوْسٍ إِسْمَاعِيلَ وَ خَاتَمِ نُوحٍ وَ الْوِفَادَةِ وَ الرفادة وَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَنْبِيَاءِ وَ كُلُّ مَا كَانَ لِعَبْدِ مَنَافٍ فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَعِدْتُمْ وَ إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي اشْتَمَلَتِ عَلَيْهِ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو إِنَّهُ يَكُونُ لَهُ شَأْنِ عَظِيمٌ فَلَا تُخَالِفُوا قَوْلِي قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غَيْرِ أَنَّكَ كُسِرَتْ قُلُوبَنَا بوصيتك وَ أزعجت فؤادنا بِقَوْلِكَ هَذَا

    المصادر

    (1) احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار
    (2) تفسيرالقرطبي
    (3) البدايه والنهايه
    (4) شرح النهج (١٥/٢٠٢)
    (5) المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم فيما بين بنى أمية وبنى هاشم
    (6) احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة صدى المهدي مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم ويبارك الله بكم
      شكرا لكم كثيرا
      مأجورين
      ​​​​
      بارك الله بك اختي الفاضله ووفقني الله واياكم لشفاعه محمد وال محمد المظلومين المقتولين ظلما وعدوانا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X