💢خُطبَةٍ لأمير المؤمنين عَليه السَّلام:
⭕من خُطبَةٍ لأمير المؤمنين عَليه السَّلام خطبها بذي قار:
سيأتي من بعدي عليكم زمانٌ ليس فيه شيءٌ أخفى من الحق ، ولا شيء اظهر من الباطل ، ولا اكثرَ من الكذب على الله ورسوله ، ولا أبورَ من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ، و لا أغلى ثمناً منه إذا حُرِّفَ عن مواضعه ، ولا شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، قد نَبَذَ الكتاب حَملَتُهُ ، وتناساه حَفَظَتُهُ ، حتى مالت بهم الأهواء ، وباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين ، قد استُدْرِجُوا بالأمل و الرجاء ، حتى توالدوا في المعصية ، ودانوا بالجَوْر ، وبدّلوا سنَّة الله ، وتعدَّوْا حدوده ، فمساجدهم عامرة من الضلال ، خربة من الهدى .
⭕منها
فلا يُلهِيَنَّكُم الأملُ ، ولا يطولَنَّ عليكم الأجل ، فإنما أهلَكَ من كان قبلكم امتدادُ آمالهم وسَتْرُ آجالهم ، حتى نزل بهم الموعود ، الذي تُرَدّ عنه المعذرةُ ، وتُرفعُ عنده التوبة ، وتَحِلّ معه النقمة . وقد ابلغ الله إليكم بالوعد ، وفصّل لكم القول ، و أعلمكم السنَّة ، وشرع لكم المناهج ، وحثكم على الذِّكْر ، ودلكم على النجاة ، وإن من انتصح لله و استدل بقوله هداه للتي هي أقوم ، ووفقه للرشاد ، ويَّسره للحسنى ، فإن جارَ اللهِ آمنٌ محفوظ ، وعدَّوه خائف مغرور، فاحترسوا من الله بكثرة الذكر ، وتقربوا إليه بالطاعة ألا وإن رِفعةَ الذينَ يعلمون ما عظمةُ اللهِ أن يتواضعوا له ، وعزَّ الذين يعلمون ما جلالُ الله أن يذلوا له ، وسلامة الذين يعلمون ما قُدرةُ اللهِ أن يستسلموا له . و اعلموا أنكم لم تعرِفوا الرُشد حتى تعرفوا الذي ترَكَه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرِفوا الذي نَقَضَه ، ولن تتمسكوا به حتى تعرفوا الذي نَبَذَه ، ولن تتلوه حق تلاوتِه حتى تعرفوا الذي حرّفه ، ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهُدى ، ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي اعتدى ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع و التكلّف ، و رأيتم الفرية على الله ورسوله ، و التحريفَ لكتابه ، و رأيتم كيف هدى الله من هدى ، فلا يُجِّهلكم الذي يعلمون ،فاطلبوا علم القرآن من أهلهِ ، فإنهم نورٌ يستضاءُ به ، و أئمة بهم يُقتدى ، وهم عيشُ العلم ، وموتُ الجهل ، يخبركم حكمُهم عن علمهم ، وصمتهم عن نطقهم ، وظاهرُهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدينَ ولا يختَلفون فيه ، فهو بينهم شاهدٌ صادق ، وصامتٌ ناطق ، فاعقلوا الحقَ عقْلَ رعاية ولا تعقلوه عَقْلَ روايَة ، فإن رواة الكتاب كثير ، ورعاتَه قليل ، و الله المستعان
⭕المصدر:مستدرك نهج البلاغة
⭕من خُطبَةٍ لأمير المؤمنين عَليه السَّلام خطبها بذي قار:
سيأتي من بعدي عليكم زمانٌ ليس فيه شيءٌ أخفى من الحق ، ولا شيء اظهر من الباطل ، ولا اكثرَ من الكذب على الله ورسوله ، ولا أبورَ من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ، و لا أغلى ثمناً منه إذا حُرِّفَ عن مواضعه ، ولا شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، قد نَبَذَ الكتاب حَملَتُهُ ، وتناساه حَفَظَتُهُ ، حتى مالت بهم الأهواء ، وباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين ، قد استُدْرِجُوا بالأمل و الرجاء ، حتى توالدوا في المعصية ، ودانوا بالجَوْر ، وبدّلوا سنَّة الله ، وتعدَّوْا حدوده ، فمساجدهم عامرة من الضلال ، خربة من الهدى .
⭕منها
فلا يُلهِيَنَّكُم الأملُ ، ولا يطولَنَّ عليكم الأجل ، فإنما أهلَكَ من كان قبلكم امتدادُ آمالهم وسَتْرُ آجالهم ، حتى نزل بهم الموعود ، الذي تُرَدّ عنه المعذرةُ ، وتُرفعُ عنده التوبة ، وتَحِلّ معه النقمة . وقد ابلغ الله إليكم بالوعد ، وفصّل لكم القول ، و أعلمكم السنَّة ، وشرع لكم المناهج ، وحثكم على الذِّكْر ، ودلكم على النجاة ، وإن من انتصح لله و استدل بقوله هداه للتي هي أقوم ، ووفقه للرشاد ، ويَّسره للحسنى ، فإن جارَ اللهِ آمنٌ محفوظ ، وعدَّوه خائف مغرور، فاحترسوا من الله بكثرة الذكر ، وتقربوا إليه بالطاعة ألا وإن رِفعةَ الذينَ يعلمون ما عظمةُ اللهِ أن يتواضعوا له ، وعزَّ الذين يعلمون ما جلالُ الله أن يذلوا له ، وسلامة الذين يعلمون ما قُدرةُ اللهِ أن يستسلموا له . و اعلموا أنكم لم تعرِفوا الرُشد حتى تعرفوا الذي ترَكَه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرِفوا الذي نَقَضَه ، ولن تتمسكوا به حتى تعرفوا الذي نَبَذَه ، ولن تتلوه حق تلاوتِه حتى تعرفوا الذي حرّفه ، ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهُدى ، ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي اعتدى ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع و التكلّف ، و رأيتم الفرية على الله ورسوله ، و التحريفَ لكتابه ، و رأيتم كيف هدى الله من هدى ، فلا يُجِّهلكم الذي يعلمون ،فاطلبوا علم القرآن من أهلهِ ، فإنهم نورٌ يستضاءُ به ، و أئمة بهم يُقتدى ، وهم عيشُ العلم ، وموتُ الجهل ، يخبركم حكمُهم عن علمهم ، وصمتهم عن نطقهم ، وظاهرُهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدينَ ولا يختَلفون فيه ، فهو بينهم شاهدٌ صادق ، وصامتٌ ناطق ، فاعقلوا الحقَ عقْلَ رعاية ولا تعقلوه عَقْلَ روايَة ، فإن رواة الكتاب كثير ، ورعاتَه قليل ، و الله المستعان
⭕المصدر:مستدرك نهج البلاغة