من أولويات المقدمات هي الشكر للمنعم، لامتنانه عليك وعلينا بمدد العمر للوصول إلى مواسم الرضا والطاعة، والتي منها موسم عرفة الذي هو أحد نقاط الوصال بين العاشق والمعشوق، الخالق والمخلوق.. فأول مراحل الحج، الشكر والحمد مع معرفة.. في حين أن الفلاسفة والعرفاء بل وحتى أرباب اللغة، يجدون اختلاف في المعنى بين الشكر والحمد، فتحقق الاثنين، الشكر والحمد، أولى.. وتحققهم بداية الدخول في معترك الموسم العبادي. وبعدها تأتي مرحلة العمل والتطبيق العملي، وهو القيام بالعبادات الواردة والمؤكد على استحبابها بالقدر المتيقن، واختيار المناسب للمكان والزمان، والتوجه بهذه الأعمال. فالنتائج سيراها المؤمن في سنته القادمة بإذن الله، بتوفيقه إذا كان مخلصا.. والتوفيق يشتمل على معان كثيرة: تارة باطنة، وتارة ظاهرة.. فليعلم المؤمن أن واجد الوجود لا يصدر منه إلا خير لعبده.