بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من اشارة الى برهان الحرکة فی القرآن؟
الجواب الاجمالي
یقول تعالى: ﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ... ﴾ 1 أنّ الأجسام لا تخلو من الحرکة والسکون، وأنّ ما لا یخلو من الحرکة والسکون لا یمکن أن یکون أزلیاً، وعلیه فکل جسم حادث، وکلّ حادث لابدّ له من محدث (خالق).
ولکن الله لیس جسماً، فلا حرکة له ولا سکون، ولا زمان ولا مکان، ولذلک فهو أبدی أزلی.
الجواب التفصيلي
یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال الآیة 12 من سورة «الانعام»، حیث یقول تعالى:﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ... ﴾ 1.
لابدّ هنا أن نلاحظ أنّ «سکن» والسکونة تعنی التوقف والإستقرار فی مکان ما، سواء أکان ذلک الموجود الساکن فی حالة حرکة أم سکون، نقول مثلا: فلان «ساکن» فی المدینة الفلانیة، أی إنّه مستقر هناک، مع أنّه یمکن أن یکون متحرّکاً فی شوارعها.
کما یحتمل أن تقابل «السکون» فی هذه الآیة «الحرکة»، ولمّا کان السکون والحرکة من الحالات النسبیة، فإنّ ذکر أحدهما یغنینا عن ذکر الآخر، وعلیه یصبح معنى الآیة هکذا: کل ما هو کائن فی اللیل والنهار وظرف الزمان، ساکناً کان أم متحرکاً، ملک لله.
وبهذا یمکن أن تکون الآیة إشارة إلى أحد أدلة التوحید، لأنّ «الحرکة» و«السکون» حالتان عارضتان وحادثتان طبعاً، فلا یمکن أن تکونا قدیمتین أزلیتین، لأنّ الحرکة تعنی وجود الشیء فی مکانین مختلفین خلال زمانین، والسکون یعنی وجود الشیء فی مکان واحد خلال زمانین، وعلیه فإنّ الإلتفات إلى الحالة السابقة کامن فی ذات الحرکة والسکون. ونحن نعلم أنّ الشیء إذا کانت له حالة سابقة لا یمکن أن یکون أزلیاً.
نستنتج من هذا الکلام أنّ الأجسام لا تخلو من الحرکة والسکون، وأنّ ما لا یخلو من الحرکة والسکون لا یمکن أن یکون أزلیاً، وعلیه فکل جسم حادث، وکلّ حادث لابدّ له من محدث (خالق).
ولکن الله لیس جسماً، فلا حرکة له ولا سکون، ولا زمان ولا مکان، ولذلک فهو أبدی أزلی 2.
المصدر
1.القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 13، الصفحة: 129.
2. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل