سقط الواقفة تحت حوافر الشك والريب لما وجدوا أن الإمام الرضا (عليه السلام) لم يلد له مولود مع تقدمه في السن ، ولم يكن الإمام كما زعموا مسناً وإنما فارق شرخ الشباب ببضع سنين. وعلى أية حال فإن إمامنا الذي كان ينظر للغيب من وراء ستر رقيق قد رد هذه الدعوى وكشف عن أنه سيرزق ولداً يكون حجة على الخلق من بعده ، وإخباره هذا الذي صدقته الأيام يعدّ أحد معاجزه الباهرة.
عن ابن أبي نجران وصفوان ، قالا : حدثنا الحسين بن قياما ، وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضا (عليه السلام) ففعلنا ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت إمام ؟ قال : (نعم) ، قال : إنّي أشهد الله أنّك لست بإمام ! قال : فنكت طويلاً في الأرض منكّس الرأس ثم رفع رأسه إليه، فقال له : (ما علمك أنّي لست بإمام) ؟ .
قال : لأنّا روينا عن أبي عبد الله (عليه السلام) : (أن الإمام لايكون عقيماً) ، وأنت قد بلغت هذا السنَّ وليس لك ولد.
قال : فنكس رأسه أطول من المرَّة الأولى ثم رفع رأسه فقال : (اُشهد الله أنّه لا تمضي الأيام والليالي حتّى يرزقني الله ولداً منّي).
قال عبد الرحمن بن أبي نجران : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أبا جعفر (عليه السلام) في أقلَّ من سنة ، قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفاً في الطواف فنظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) فقال له : (ما لك حيّرك الله) ، فوقف عليه بعد الدَّعوة (1).
لقد كان الواقفة من أشد الناس عناداً للحق لأنهم لا يؤمنون بكل شيء خالف عقيدتهم ولو كان بيناً كالشمس في رائعة النهار. ويكفي أنهم أنكروا عشرات الادلة والبينات والشهادات المتواترة على موت الإمام الكاظم وتشييعه وتغسيله وتكفينه ودفنه (عليه السلام).
ومن هنا لعنهم الإمام الرضا (عليه السلام) كما لعن الغلاة من قبل يروى أنه سئل عن الواقفة ، فقال : ( { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } (2) والله إن الله لايبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم ) (3).
ومن الأهمية بمكان القول بأن التشيع قد انبسط في أيام إمامنا ورجع إلى إمامته أكثر الضالين بعد وفاة أبيه وجده (عليهما السلام)، وقد وجدنا أن بعض كبار أقطاب الواقفة قد ثابوا إلى رشدهم فاستبصروا بمجرّد مراسلتهم للإمام (عليه السلام) أو مقابلتـهم العابـرة له ، منهم : أبو نصر البزنطي (4) ، وعبد الله بن المغيرة (5).
الهوامش
----------------------------------------------------------------------------
1. اعلام الورى 1 : 57 ، الفصل الثالث ، بحار الأنوار 49 : 34 ، ح 13 ، باب (3).
2. سورة الأحزاب : 33 / 61 و 62.
3. المناقب / ابن شهرآشوب 4 : 358.
4. الخرائج والجرائح 2 : 662 ، ح 5 ، فصل : في أعلام الإمام الرضا عليه السلام.
5. الخرائج والجرائح 1 : 360 ، ح 15 ، باب (9).
عن ابن أبي نجران وصفوان ، قالا : حدثنا الحسين بن قياما ، وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضا (عليه السلام) ففعلنا ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت إمام ؟ قال : (نعم) ، قال : إنّي أشهد الله أنّك لست بإمام ! قال : فنكت طويلاً في الأرض منكّس الرأس ثم رفع رأسه إليه، فقال له : (ما علمك أنّي لست بإمام) ؟ .
قال : لأنّا روينا عن أبي عبد الله (عليه السلام) : (أن الإمام لايكون عقيماً) ، وأنت قد بلغت هذا السنَّ وليس لك ولد.
قال : فنكس رأسه أطول من المرَّة الأولى ثم رفع رأسه فقال : (اُشهد الله أنّه لا تمضي الأيام والليالي حتّى يرزقني الله ولداً منّي).
قال عبد الرحمن بن أبي نجران : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أبا جعفر (عليه السلام) في أقلَّ من سنة ، قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفاً في الطواف فنظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) فقال له : (ما لك حيّرك الله) ، فوقف عليه بعد الدَّعوة (1).
لقد كان الواقفة من أشد الناس عناداً للحق لأنهم لا يؤمنون بكل شيء خالف عقيدتهم ولو كان بيناً كالشمس في رائعة النهار. ويكفي أنهم أنكروا عشرات الادلة والبينات والشهادات المتواترة على موت الإمام الكاظم وتشييعه وتغسيله وتكفينه ودفنه (عليه السلام).
ومن هنا لعنهم الإمام الرضا (عليه السلام) كما لعن الغلاة من قبل يروى أنه سئل عن الواقفة ، فقال : ( { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } (2) والله إن الله لايبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم ) (3).
ومن الأهمية بمكان القول بأن التشيع قد انبسط في أيام إمامنا ورجع إلى إمامته أكثر الضالين بعد وفاة أبيه وجده (عليهما السلام)، وقد وجدنا أن بعض كبار أقطاب الواقفة قد ثابوا إلى رشدهم فاستبصروا بمجرّد مراسلتهم للإمام (عليه السلام) أو مقابلتـهم العابـرة له ، منهم : أبو نصر البزنطي (4) ، وعبد الله بن المغيرة (5).
الهوامش
----------------------------------------------------------------------------
1. اعلام الورى 1 : 57 ، الفصل الثالث ، بحار الأنوار 49 : 34 ، ح 13 ، باب (3).
2. سورة الأحزاب : 33 / 61 و 62.
3. المناقب / ابن شهرآشوب 4 : 358.
4. الخرائج والجرائح 2 : 662 ، ح 5 ، فصل : في أعلام الإمام الرضا عليه السلام.
5. الخرائج والجرائح 1 : 360 ، ح 15 ، باب (9).
تعليق