إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مصارع حكام الجور من بني أمية: 3

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصارع حكام الجور من بني أمية: 3

    مصرع عمر بن عبد العزيز الاموي، 99هـ - 101هـ


    1ـ دس اليه السم:
    وكان موته بالسم عند أكثر أهل النقل فإِن بني أمية علموا أنه إِن امتدت أيامه أخرج الأمر من أيديهم وأنه لا يعهده بعده إِلا لمن يصلح للأمر ، فعالجوه وما أمهلوه.
    (1)
    وقيل سبب وفاته أن مولى له سمه في طعام أو شراب ، وأعطي على ذلك ألف دينار ، فحصل له بسبب ذلك مرض ، فأخبر أنه مسموم ، فقال : لقد علمت يوم سقيت السم ، ثم استدعى مولاه الذي سقاه ، فقال له : ويحك ! ! ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : ألف دينار أعطيتها . فقال : هاتها ، فأحضرها فوضعها في بيت المال ، ثم قال له : اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك . ثم قيل لعمر : تدارك نفسك ، فقال : والله لو أن شفائي أن أمس شحمة أذني أو أوتى بطيب فأشمه ما فعلت ، فقيل له : هؤلاء بنوك - وكانوا اثني عشر - ألا توصي لهم بشيء فإنهم فقراء ؟
    فقال : ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ(2) والله لا
    أعطيتهم حق أحد وهم بين رجلين إما صالح فالله يتولى الصالحين ، وإما غير صالح فما كنت لا عينه على فسقه . وفي رواية فلا أبالي في أي واد هلك . وفي رواية أفأدع له ما يستعين به على معصية الله فأكون شريكه فيما يعمل بعد الموت ؟ ما كنت لأفعل .
    وقال يعقوب بن سفيان : ثنا أبو النعمان ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة ، فإن قضى الله موتا دفنت في القبر الرابع مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر وعمر ، فقال : والله لإن يعذبني الله بكل عذاب ، إلا النار فإنه لا صبر لي عليها، أحب إلي من أن يعلم الله من قلبي أني لذلك الموضع أهل . قالوا : وكان مرضه بدير سمعان من قرى حمص وكانت مدة مرضه عشرين يوما، ولما احتضر قال : أجلسوني فأجلسوه فقال : إلهي أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ثلاثا، ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه فأحد النظر، فقالوا : إنك لتنظر نظرا شديدا يا أمير المؤمنين، فقال : إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جان، ثم قبض من ساعته . وفي رواية أنه قال لأهله : اخرجوا عني، فخرجوا وجلس على البابمسلمة بن عبد الملك وأخته فاطمة، فسمعوه يقول : مرحبا بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (3) ثم هدأ الصوت فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوي إلى القبلة وقبض . (4)

    عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: يا مجاهد ما يقول الناس في قلت: يقولون مسحور،
    قال: ما أنا بمسحور ثم دعا غلاما له فقال له: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم،
    قال: ألف دينار أعطيتها وعلى أن أعتق قال هاتها فجاء بها فألقاها فبيت المال،
    وقال: اذهب حيث لا يراك أحد
    (5).

    2ـ مات اثر مرض:
    قيل توفي عمر بن عبد العزيز في رجب سنة إحدى ومائة وكانت شكواه عشرين يوما ولما مرض قيل له : لو تداويت قال لو كان دوائي في مسح أذني ما مسحتها نعم المذهوب إليه ربي وكان موته بدير سمعان وقيل بخناصرة ودفن بدير سمعان . وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر، وكان عمره تسعا وثلاثين سنة وشهرا، وقيل كان عمره أربعين سنة وأشهرا
    قال ميمون بن مهران: قال عمر بن عبد العزيز: لما وضعت الوليد في حفرته نظرت فإذا وجهه قد اسود فإذا مت ودفنت فاكشف عن وجهي ففعلت فرأيته أحسن مما كان أيام تنعمه .
    وقيل كان ابن عمر يقول يا ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلاً ؟
    (6)

    3ـ وقيل كان سبب وفاته مرض السل (7).

    4ـ ظهور ووجهه مثل القمر ليلة البدر بعد مماته:
    ثم دعا رجاء بن حياة فخلا به . فقال : يا رجاء ، إن الموت قد نزل ، وأنا أعهد إليك عهدا لا أعهده إلى غيرك : إذا أنا مت فكن ممن يقبرني، فإذا سويت علي اللبن، فارجع لبنة ، ثم اكشف عن وجهي وانظر إليه، فإني قبرت ثلاثة رجال بيدي، وكشفت عن وجوههم، فنظرت وجوههم قد اسودت، وعيونهم قد برزت من وجوههم، فاكشف عن وجهي يا رجاء وانظر إليه، فإن رأيت شيئا من هذا، فاستر علي، ولا تعلم به أحدا، وإن رأيت غير ذلك، فأحمد الله عليه.​
    قال رجاء : ففعلت ذلك ، فلما سوينا عليه اللبن، رفعت لبنة وكشفت وجهه، فإذا وجهه مثل القمر ليلة البدر، وإذا على صدره صك فيه خط ليس من كتابة الآدميين : بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب بالقلم الجليل، من الله العزيز العليم، براءة لعمر بن عبد العزيز من العذاب الأليم .
    (8)

    5ـ ما ذكر في موته وبعثه بما ينقل عن اهل البيت عليهم السلام،
    قال أبو بصير : كنت مع الباقر (عليه السلام) في المسجد إذ دخل عمر بن عبد العزيز، عليه ثوبان ممصران متكئاً على مولى له فقال (عليه السلام) : رَوَى أَبُو بَصِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فِي اَلْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ مُتَّكِئاً عَلَى مَوْلًى لَهُ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (لَيَلِيَنَّ هَذَا اَلْغُلاَمُ فَيُظْهِرُ اَلْعَدْلَ وَ يَعِيشُ أَرْبَعَ سِنِينَ ثُمَّ يَمُوتُ فَيَبْكِي عَلَيْهِ أَهْلُ اَلْأَرْضِ وَ يَلْعَنُهُ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ قَالَ يَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ لاَ حَقَّ لَهُ فِيهِ ثُمَّ مَلَكَ وَ أَظْهَرَ اَلْعَدْلَ جُهْدَهُ) .
    (9) .
    بيان : قال الجزري الممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة ، ومنه الحديث أتى علي طلحة وعليه ممصران .
    (10)
    عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ اَلتَّمِيمِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فِي اَلْمَسْجِدِ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ عَلَيْهِ شِرَاكَا فِضَّةٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ اَلنَّاسِ وَهُوَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) فَقَالَ: (يَا عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ أَ تَرَى هَذِهِ اَلْمُتْرَفَ إِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَلِيَ اَلنَّاسَ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا اَلْفَاسِقُ قَالَ: نَعَمْ فَلاَ يَلْبَثُ فِيهِمْ إِلاَّ يَسِيراً حَتَّى يَمُوتَ فَإِذَا هُوَ مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ وَاِسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ اَلْأَرْضِ)(11).

    وعن عمرو بن قيس الملائي قَالَ : سئل محمد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز، فقال : (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ نَجِيبَةً، وَإِنَّ نَجِيبَةَ بَنِي أُمَيَّةَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً) .
    (12)

    وقد تكون الرواية صحيحة لكنها لا تدل على نجاته، بل على تميزه على ملوك قومه .(13).
    نعم، على فرض انه تلقى هذا المنصب بأذن الامام عليه السلام، ولم يكن غاصباً للخلافة - مع ان ذلك لم يثبت- يمكن عندئذ قبول هذه الرواية على ظاهرها (إِنَّ نَجِيبَةَ بَنِي أُمَيَّةَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً) ولكن هذه الرواية معارضة لما ورد عنهم سلام الله عليهم في رواية عبد الله بن عطاء أعلاه: (فَإِذَا هُوَ مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ وَاِسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ اَلْأَرْضِ)​؛ مضافاً اننا لم نجد في الأخبار المعتبرة، ولا كتب السيرة المعتمدة ، أنّه كان يتعاط الفسق والفجور، كبقية الخلفاء​.



    -------------------------------------------------------

    (1) المختصر في أخبار البشر تاريخ أبي الفداء، ج1، ص201.

    (2) سورة الأعراف، الآية : 195.

    (3) سورة القصص، الآية : 83.

    (4) البداية والنهاية، ج9، ص235.

    (5) ​​​​تاريخ مدينة دمشق، ج45،ص250.

    (6) الكامل في التاريخ، ج5، ص59.

    (7) البداية والنهاية، ج9، ص234.

    (8) الامامة والسياسة، ج2، ص101.

    (9) الخرائج، ج 1، ص 276.

    (10) بحار الأنوار، ج46، ص251.

    (11) بصائر الدرجات، ج1، ص170.

    (12) تاريخ دمشق، ج 45، ص 146. وتهذيب الكمال، 21، ص 439 ) .

    (13) راجع جواهر التاريخ، ج5، ص74.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X