كيف ننجح في اختبار البلاء والمحن في هذه الحياة الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يحتاج الإنسان في مواجهة محن الحياة وبلاءاتها المتعاقبة إلى جملة أمور نختصرها بالتالي:
1- عدم الغفلة عن حقيقة الدّنيا وكونها دار بلاء وعمل وليست دار نعيم، فلا يتوقّعنّ منها غير ما وجدت لأجله.
2- الطمأنينة والثبات وعدم الجزع: قال تعالى:﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء".
3- الصبر والتحمّل وصولاً إلى التسليم بل إلى حبّ تدبير الله. عن الإمام الكاظم عليه السلام: "لن تكونوا مؤمنين حتّى تعدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة وذلك أنّ الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء".
4- حسن الظنّ بالله تعالى: عن صادق أهل البيت عليهم السلام فيما أوصى الله لموسى عليه السلام: "... وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي أكتبه في الصدّيقين عندي".
5- اغتنام الوقت والعمر: قال تعالى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
ومن آثار وبركات المحن والابتلاء:
قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ فهذه الآية تقول: إنّ البلاء والابتلاء والاختبار كما يكون بما تكره النفوس وما يؤلمها وهو المفهوم عند النّاس كذلك يكون بالمحبوب لها والمرغوب عندها من نعم ومناصب. ولكنّ الله تعالى يقول: إنّ ذلك "فتنة" أي تمييزٌ للنّفوس، إذ إنّ بعض النّفوس يزلزلها النعيم ويخرجها عن الصراط المستقيم، أو يربّي فيها الشكر ومعرفة النّعمة والمنعم وأخرى بالعكس
1- في البلاء ألطاف خفيّة:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ بلاياه محشوّة بكراماته الأبديّة ومحنه مورثة رضاه وقربه ولو بعد حين"
2- تربية وعناية إلهيّة لأجل التكامل:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله يغذّي عبده المؤمن بالبلاء كما تغذّي الوالدة ولدها بالّلبن".
3- للتذكير به تعالى ولقمع التوثّب للكبر:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لولا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء: المرض والموت والفقر، وكلّهن فيه وإنّه لمعهن لوثّاب".
4- تمحيص الذنوب:
عن الإمام عليّ عليه السلام: "الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدّنيا بمحنتهم لتسلم بها طاعتهم ويستحقّوا عليها ثوابها".
5 - لعدم الركون إلى الدّنيا والرغبة في لقاء الله تعالى:
عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عزَّ وجلَّ: يا دنيا تمرّري على عبدي المؤمن بأنواع البلاء، وضيّقي عليه في معيشته ولا تحلولي فيركن إليك"
6- موجب لمحبّة الله وعلامة عليها:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّاً وثجّه بالبلاء ثجّاً فإذا دعاه قال: لبّيك عبدي، لئن عجّلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر ولكن ادّخرت لك فما ادّخرت لك خير لك".