~~~
بسم الله العلي الاعلى
~~~~~~~
ترقبت ارض عرفات حبيبها فقد مرَّ ظهر يوم عرفة ولم يأتي أمير الموسم ؟!
ففي ذلك العام كانت ارض عرفة جنة الله في الارض اذ يقف عليها أمير الجنان الحسين ...
ولكنه هذه المرة لم يأتي ؟؟
وفي جولة سريعة عبر بقاع الارض لمحت جمالا أبهر كيانها وسمّر حركتها
عطرا مألوفا
وطيِّبا تنسمت عبقه في يوم عرفة الماضي ..
وقفت على تلك البقة التي سادها الغباروتعلو عليها الاكتآئب وهيمنت عليها سكينة الملكوت
أطلت على مشارفها وقد اعجبها الطيب المنبعث من تراب هذه البقعة ...
سلام عليك ِ ايتها الطيبة من أنت ِ؟؟؟
أجابتها بسكينة و هدوء يوحي الى القداسة و الرفعة ..
انا ارض كربلاء .. ارض الغاضرية ؟
ومن حل في بقعتك وطيب نداكِ؟
أجابتها وقد فاض منها الدمع واسترجعت بحنين وأنين ؟ ولِم تسألين وانت ِ أنت ِ ؟
قالت :
كان حبيبي الحُسين امير موسم الحج يقف في كل عام على هضابي
ويناجي ربنا المعبود ... وشممت عطره عندكي .. فهل هو على بقعتك ؟
ثار غبار ارض كربلاء وكان الهم والكرب انتشر في بقعتها وقالت :
على بقعتي كان وكيف انساه ؟؟
قاطعتها ارض عرفات ... الحمد لله وانا كيف لي ان انسى شخصه وصوته وصوت اقدامه التي تترك اثارها النورانية على صعيدي ؟؟
لا انساه وهو يقف بكل سكينة وخشوع وخلفه الجموع :
وهو يناجي ربه بذلك الدعاء.. وعيناه تقطران بدموعهما على ارضي فأرتوي من تلكم القطرات واعطر بها ثراي
جبالي وسهولي وهضابي وحجري ومدري تنتظر أطلالته .. وتأنس لمناجاته :
{متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدلّ عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك، عميت عين؟ لاتراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً ... }
ولا انسى كلماته التي تشعرني بالخشوع والعبودية :
{ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك، لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغي عنك متحوّلاً، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الإمتنان...}
ساد الصمت وهيمن البكاء على ارض الغاضريات وحامت اجواء الكرب والهم والحزن ..
رفعت عينها ارض كربلاء وقالت :
انني احتضنه !!!
انني اضمه بين حنياياي فوالله ما طبت الا بطيبه وما تعطرت الامن عطر دمائه ..
صرخت ارض عرفات :
واالوعتاه : دمــــــــــــــــــــائه ؟؟!!
قالت : نعم : لقد ذبحوه .. ومزقوه .. ولم يتركوا فيه جزء الا وطعنوه بالرماح والسهام !!
صرخت ارض عرفات :
وااا ابراهيماااه .. وأأأسماعيلااااه
ومحمداااه ..وااااعلياااه ..
واااداامااه ...وااانوحاااه ...
مالذي اسمعه ومالذي ارااه
خير اهل الارض حبيبنا الحسين يفعل به هكذااا ؟؟
قالت ارض كربلاء :نعم لقد قتلو ولي الله وحبيبنا ظلما وعدوانا فقد دعاهم الى الخير وان يتركوا الشر ولكنهم ردوا عليه دعوته وحاصروه هو واخوته ومنعوه الماء
فصبروا وجاهدوا وسطروا اروع البطولات ...
قالت ارض عرفات : ومابالك بخلت بخيراتك وماءك عنه ؟
أجابتها : ما بخلت لكنه امر الله !
وصبر سيدي الحسين ليرتفع بمقامه .. فكنت انتظر أذن الله وافيض الماء عليه من جوفي !
ولكن لم يأذن لي ربي وسلمت امري اليه طوعا!
قالت ارض عرفة : وماذا كان يناجي ربنا
قالت كان يناجيه :
اللَّهمَّ ، مُتعالي المكان ، عظيم الجبروت ، شديد المَحال ، غنيٌّ عن الخلائق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، سابغ النعمة ، حَسَن البلاء ، قريب إذا دُعيت ، مُحيط بما خلقت ، قابل التوبة لمَن تاب إليك ، قادر على ما أردت ، ودَرْك ما طلبت ، وشكور إذا شُكرت ، وذكور إذا ذُكرت . أدعوك مُحتاجاً ، وأرغب إليك فقيراً ، أفزع إليك خائفاً ، وأبكي إليك مكروباً ، وأستعين بك ضعيفاً ، وأتوكَّل عليك كافياً ، أحكم بيننا وبين قومنا ، فإنَّهم غرُّونا وخدعونا ، وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ، ونحن عِترة نبيِّك ووُلد حبيبك محمد بن عبد الله ، الذي اصطفيته بالرسالة ، وائتمنته على وحيك ، واجعل لنا مِن أمرنا فرجاً ومخرجاً برحمتك يا أرحم الراحمين
سكتت ارض كربلاء وساد الصمت والحزن الاجواء وهاج تراب عرفات وغدت صخورها تنزل الى القاع شيئا فشيئا ...
نادت ارض كربلاء ارض عرفات تماسكي اختي ولا تغوري من شدة الهم :
قالت ارض عرفات : وهل لي قوة ان اصمد وقد فجعت بحبيبي الحسين ..
سأذهب واندبه بكرة وعشيا وارتجي من ربي ان يكون دعائه يتلى في ارضي كل يوم ظهر عرفة ...
ذهبت وهي تنادي ربي انظر لزواره يوم عرفة قبل ان تنظر لحجاجك
واسيداه
واحسينااه
طبت سيدي وطابت ارض انت بها وطاب حرمك ...
بسم الله العلي الاعلى
~~~~~~~
ترقبت ارض عرفات حبيبها فقد مرَّ ظهر يوم عرفة ولم يأتي أمير الموسم ؟!
ففي ذلك العام كانت ارض عرفة جنة الله في الارض اذ يقف عليها أمير الجنان الحسين ...
ولكنه هذه المرة لم يأتي ؟؟
وفي جولة سريعة عبر بقاع الارض لمحت جمالا أبهر كيانها وسمّر حركتها
عطرا مألوفا
وطيِّبا تنسمت عبقه في يوم عرفة الماضي ..
وقفت على تلك البقة التي سادها الغباروتعلو عليها الاكتآئب وهيمنت عليها سكينة الملكوت
أطلت على مشارفها وقد اعجبها الطيب المنبعث من تراب هذه البقعة ...
سلام عليك ِ ايتها الطيبة من أنت ِ؟؟؟
أجابتها بسكينة و هدوء يوحي الى القداسة و الرفعة ..
انا ارض كربلاء .. ارض الغاضرية ؟
ومن حل في بقعتك وطيب نداكِ؟
أجابتها وقد فاض منها الدمع واسترجعت بحنين وأنين ؟ ولِم تسألين وانت ِ أنت ِ ؟
قالت :
كان حبيبي الحُسين امير موسم الحج يقف في كل عام على هضابي
ويناجي ربنا المعبود ... وشممت عطره عندكي .. فهل هو على بقعتك ؟
ثار غبار ارض كربلاء وكان الهم والكرب انتشر في بقعتها وقالت :
على بقعتي كان وكيف انساه ؟؟
قاطعتها ارض عرفات ... الحمد لله وانا كيف لي ان انسى شخصه وصوته وصوت اقدامه التي تترك اثارها النورانية على صعيدي ؟؟
لا انساه وهو يقف بكل سكينة وخشوع وخلفه الجموع :
وهو يناجي ربه بذلك الدعاء.. وعيناه تقطران بدموعهما على ارضي فأرتوي من تلكم القطرات واعطر بها ثراي
جبالي وسهولي وهضابي وحجري ومدري تنتظر أطلالته .. وتأنس لمناجاته :
{متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدلّ عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك، عميت عين؟ لاتراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً ... }
ولا انسى كلماته التي تشعرني بالخشوع والعبودية :
{ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك، لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغي عنك متحوّلاً، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الإمتنان...}
ساد الصمت وهيمن البكاء على ارض الغاضريات وحامت اجواء الكرب والهم والحزن ..
رفعت عينها ارض كربلاء وقالت :
انني احتضنه !!!
انني اضمه بين حنياياي فوالله ما طبت الا بطيبه وما تعطرت الامن عطر دمائه ..
صرخت ارض عرفات :
واالوعتاه : دمــــــــــــــــــــائه ؟؟!!
قالت : نعم : لقد ذبحوه .. ومزقوه .. ولم يتركوا فيه جزء الا وطعنوه بالرماح والسهام !!
صرخت ارض عرفات :
وااا ابراهيماااه .. وأأأسماعيلااااه
ومحمداااه ..وااااعلياااه ..
واااداامااه ...وااانوحاااه ...
مالذي اسمعه ومالذي ارااه
خير اهل الارض حبيبنا الحسين يفعل به هكذااا ؟؟
قالت ارض كربلاء :نعم لقد قتلو ولي الله وحبيبنا ظلما وعدوانا فقد دعاهم الى الخير وان يتركوا الشر ولكنهم ردوا عليه دعوته وحاصروه هو واخوته ومنعوه الماء
فصبروا وجاهدوا وسطروا اروع البطولات ...
قالت ارض عرفات : ومابالك بخلت بخيراتك وماءك عنه ؟
أجابتها : ما بخلت لكنه امر الله !
وصبر سيدي الحسين ليرتفع بمقامه .. فكنت انتظر أذن الله وافيض الماء عليه من جوفي !
ولكن لم يأذن لي ربي وسلمت امري اليه طوعا!
قالت ارض عرفة : وماذا كان يناجي ربنا
قالت كان يناجيه :
اللَّهمَّ ، مُتعالي المكان ، عظيم الجبروت ، شديد المَحال ، غنيٌّ عن الخلائق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشاء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، سابغ النعمة ، حَسَن البلاء ، قريب إذا دُعيت ، مُحيط بما خلقت ، قابل التوبة لمَن تاب إليك ، قادر على ما أردت ، ودَرْك ما طلبت ، وشكور إذا شُكرت ، وذكور إذا ذُكرت . أدعوك مُحتاجاً ، وأرغب إليك فقيراً ، أفزع إليك خائفاً ، وأبكي إليك مكروباً ، وأستعين بك ضعيفاً ، وأتوكَّل عليك كافياً ، أحكم بيننا وبين قومنا ، فإنَّهم غرُّونا وخدعونا ، وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ، ونحن عِترة نبيِّك ووُلد حبيبك محمد بن عبد الله ، الذي اصطفيته بالرسالة ، وائتمنته على وحيك ، واجعل لنا مِن أمرنا فرجاً ومخرجاً برحمتك يا أرحم الراحمين
سكتت ارض كربلاء وساد الصمت والحزن الاجواء وهاج تراب عرفات وغدت صخورها تنزل الى القاع شيئا فشيئا ...
نادت ارض كربلاء ارض عرفات تماسكي اختي ولا تغوري من شدة الهم :
قالت ارض عرفات : وهل لي قوة ان اصمد وقد فجعت بحبيبي الحسين ..
سأذهب واندبه بكرة وعشيا وارتجي من ربي ان يكون دعائه يتلى في ارضي كل يوم ظهر عرفة ...
ذهبت وهي تنادي ربي انظر لزواره يوم عرفة قبل ان تنظر لحجاجك
واسيداه
واحسينااه
طبت سيدي وطابت ارض انت بها وطاب حرمك ...
تعليق