ا
تتنوع معطيات أي لقاء أدبي حول مفاهيم تعريفية تقرب لنا المبدع ومنجزه الأبداعي وترتكز على ثقافة المتحاورين، ومحاور ثقافة الشاعر فائز الحداد تأخذنا باتجاهين ( الاصالة ـ الحداثة) وهذا ما يجعلنا نبحث في عوالم الأنتماء بما يقدمه من مفاهيم ومعلومات وحقائق فكرية وبين التجريب والتجريد و وتفجيرات اللغة .
الشاعر فائز الحداد :ـ الآنسان أولا لايستطيع ان يكون دون الانتماء حتى بهامشه البسيط .. فانتماء الشاعر لواقعه ومكوناته المقدسة هو الاساس المعنوي الذي يستند عليه كأهم مكون ابداعي .. وكل انتماء عليه تقع مسؤولية التواصل وهكذا انطلقت فلسفات العالم باستنهاض الحضارات وانفتاحنا على الفكر الغربي الذي لم يعدم خصوصية الأدب العربي
***
س) التجريد كحركة ابداعية وثقافة شعرية الا يمكن ان تقف نقيضا تضاديا لمفهوم الانتماء .. أم تراها تكون مكملا لهذه الانتمائية
الشاعر فائز الحداد:ـ
لاحداثة دون اصالة ولا اصالة دون حداثة وخاصة في قصيدة النثر .. الامتداد الطبيعي لتطور حركة الشعر الحداثوي وهو نص موجود منذ زمن كلكامش وموجود في الملاحم القديمة ، الانتماء الحقيقي لايعني اقصاء الحركة التجريبية والتجريد ولا التجريب الحداثوي يقصي الأنتماء الاساس في شعرنا ، انا كشاعر أجد نفسي وثقافتي تنتمي الى موروث كبير وتراث كبير سوى ان كان موروثا فكريا او سرياليا ... بقيت فلسفة الشعر العربي الحقيقية تدور في محور التواصل بين القديم والحديث .. الخطأ الكبير الذي وقع فيه حزب الحداثة العربية ، انهم قفزوا على الموروث واعتبروا التجريد الشعري هي عملية عزل كامل عن الرحم الاساس الذي هو تراث الشعر العربي ..
***
س.)...اين تكمن فاعلية التجريد ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
بما يناسب النص الحديث ، النظر الى اللغة الشعرية التي هي تتسامى على الدارج الحياتي في كل انماط الكتابة الحداثوية وخاصة العربية لها اصول فلا يمكن لهم ان يلحقوا الحداثة العربية بالحداثة الفرنسية وخصوصا في قصيدة النثر هم واهمون عليهم الخروج عن النمط الشعري السائد ـ هذه هي الحداثة اولويات الشعر العمود والاوزان .. انت الآن تريد ان تشي بوجود ازمة حقيقية في فهم معنى الحداثة ، حين تنظر الى قصيدة النثر سترى المقومات النصية التي تمنحنا جدلية تعدد القراءات .. كل يقرأ النص بما يحسه .. وهذا سر من أهم اسرار النص الحي .. وهذا موجود في قصائد المتنبي والجواهري وكما هو موجود الآن في بعض النصوص الحديثة ..
***
سؤال من المبدع حمودي الكناني .. كيف يسعى الشاعر فائز الحداد لتوظيف المفردة لغويا ؟
الشاعر فائز الحداد ..
تحدثنا عن الانتماء ومستويات التعبير وفي نفس الوقت علينا ان نسعى لنستثمر المفردة داخل الجملة الشعرية لا أن ناخذها جامدة لاترتقي الى مستويات التعبير المهذبة كالبلاغة والتكثيف والابتعاد عن السردية الزائدة .. انا مع الشاعر حين يخرج من المفردة زهورها لاان يبقى اسيرها .. هناك مسائل في اللغة لاتعجبني انا ضد الممنوع من الصرف لأني اجده يؤثر سلبيا على جرس القصيدة الوزنية وعلى الجرس الخفي الذي يتحرك كفعل شعري داخل اسلوبية النص الحديث لكونها تقوم على الجملة المركبة وليس على الجملة أحادية المعنى .. انا في بعض الأحيان أكتب مفردة تتشرين وتشرين واتشرنق وهذه المفردات يعترض عليها اهل اللغة
****
س) طيب ما فاعلية الحواضن الفكرية في الشعر ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
الشعر مشروع فردي يمثل الشاعر فقط ولكونه جزءا من مجتمع يتأثر ويؤثر فعليه ان يكون مؤثرا كي لايغادر منطقة الشعر .. أي اجادة استخدام المفردة حيث تدور المفردة في الجملة فان تحركت في السياق دون دلالات ستكون لغة عادية كلغة الصحافة ولاتعني القصيدة بشيء
***
س) نبحث عن الشاعر المثقف ... عن القصدية الشعرية دون ان نضع اي اهتمام للعفوية الشعرية ... ومثل هذه المعاير ستضعنا امام حقيقة وكأننا امام قضية علمية ..
الشاعر فائز الحداد :ـ
الشعرية تعني تشذيب النص .. وتهذيب العفوية فنيا واخراجها الى مفردات جمالية .. الشاعر يخلق ابداعا عليه ان يكون ممتلأءا يوازن بين الفكر وروحية الشعر ان لايطغي الفكري عنده على الشعوري وان لاتخلو القصيدة ايضا من الروح ، فالشاعر المثقف لديه مرجعيات واسس .. يرسم لنفسه الشخصية المستقلة وهذا الأستقلال لايأتي الا بمتابعة جادة تطّلع على التجارب الشعرية الموجودة ... عليه ان يقرأ الكلاسيكية الروسية ويتعرف على الأدب الفرنسي ويقرأ الشعر الانكليزي ويدرك خطورة الشعر اللاتيني ويصادق ( اكتيفو باث ) ومع كل هذا سيدرك ان الشاعر العربي والعراقي يشكل أنموذجا راقيا كشاعر وسيدرك ان الشعر دون الموروث لايمكن ان يظفر بحداثوية عالية وبدون هذه الحداثوية لايمكن ان ننظر الى الموروث كموروث فاعل ..
**
س ) من حقنا ان نسأل الشاعر الرأي في المستوى الأ بداعي ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
انا اؤمن تماما بان الثقافة العراقية محصنة وليس بمقدور أي مشروع مستورد ان يلغيها .. هذا بلد الانبياء وبلد الاولياء خزين كبير من الكتب وخزين ايماني كبير في صدر العراقي فلا خشية من أي ثقافة وافدة مادام المثقف العراقي يعي معنى ثورة الحسين عليه السلام التي تمثل قمة الفكر وألأدب ما دامه يعي معنى الانتماء الحسيني والذي يمثل قمة المقاومة الحقيقية لمواجهة كل طغيان فكري او سلطوي ... لذلك انا فرحت كثيرا لحركة الثقافة الفاعلة داخل العتبات المقدسة .. ابهجتني رؤية هؤلاء الشباب وهم يسعون لثقافة توازي انتماءنا الروحي وما نحمله من قيم انا فخور بهم
تتنوع معطيات أي لقاء أدبي حول مفاهيم تعريفية تقرب لنا المبدع ومنجزه الأبداعي وترتكز على ثقافة المتحاورين، ومحاور ثقافة الشاعر فائز الحداد تأخذنا باتجاهين ( الاصالة ـ الحداثة) وهذا ما يجعلنا نبحث في عوالم الأنتماء بما يقدمه من مفاهيم ومعلومات وحقائق فكرية وبين التجريب والتجريد و وتفجيرات اللغة .
الشاعر فائز الحداد :ـ الآنسان أولا لايستطيع ان يكون دون الانتماء حتى بهامشه البسيط .. فانتماء الشاعر لواقعه ومكوناته المقدسة هو الاساس المعنوي الذي يستند عليه كأهم مكون ابداعي .. وكل انتماء عليه تقع مسؤولية التواصل وهكذا انطلقت فلسفات العالم باستنهاض الحضارات وانفتاحنا على الفكر الغربي الذي لم يعدم خصوصية الأدب العربي
***
س) التجريد كحركة ابداعية وثقافة شعرية الا يمكن ان تقف نقيضا تضاديا لمفهوم الانتماء .. أم تراها تكون مكملا لهذه الانتمائية
الشاعر فائز الحداد:ـ
لاحداثة دون اصالة ولا اصالة دون حداثة وخاصة في قصيدة النثر .. الامتداد الطبيعي لتطور حركة الشعر الحداثوي وهو نص موجود منذ زمن كلكامش وموجود في الملاحم القديمة ، الانتماء الحقيقي لايعني اقصاء الحركة التجريبية والتجريد ولا التجريب الحداثوي يقصي الأنتماء الاساس في شعرنا ، انا كشاعر أجد نفسي وثقافتي تنتمي الى موروث كبير وتراث كبير سوى ان كان موروثا فكريا او سرياليا ... بقيت فلسفة الشعر العربي الحقيقية تدور في محور التواصل بين القديم والحديث .. الخطأ الكبير الذي وقع فيه حزب الحداثة العربية ، انهم قفزوا على الموروث واعتبروا التجريد الشعري هي عملية عزل كامل عن الرحم الاساس الذي هو تراث الشعر العربي ..
***
س.)...اين تكمن فاعلية التجريد ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
بما يناسب النص الحديث ، النظر الى اللغة الشعرية التي هي تتسامى على الدارج الحياتي في كل انماط الكتابة الحداثوية وخاصة العربية لها اصول فلا يمكن لهم ان يلحقوا الحداثة العربية بالحداثة الفرنسية وخصوصا في قصيدة النثر هم واهمون عليهم الخروج عن النمط الشعري السائد ـ هذه هي الحداثة اولويات الشعر العمود والاوزان .. انت الآن تريد ان تشي بوجود ازمة حقيقية في فهم معنى الحداثة ، حين تنظر الى قصيدة النثر سترى المقومات النصية التي تمنحنا جدلية تعدد القراءات .. كل يقرأ النص بما يحسه .. وهذا سر من أهم اسرار النص الحي .. وهذا موجود في قصائد المتنبي والجواهري وكما هو موجود الآن في بعض النصوص الحديثة ..
***
سؤال من المبدع حمودي الكناني .. كيف يسعى الشاعر فائز الحداد لتوظيف المفردة لغويا ؟
الشاعر فائز الحداد ..
تحدثنا عن الانتماء ومستويات التعبير وفي نفس الوقت علينا ان نسعى لنستثمر المفردة داخل الجملة الشعرية لا أن ناخذها جامدة لاترتقي الى مستويات التعبير المهذبة كالبلاغة والتكثيف والابتعاد عن السردية الزائدة .. انا مع الشاعر حين يخرج من المفردة زهورها لاان يبقى اسيرها .. هناك مسائل في اللغة لاتعجبني انا ضد الممنوع من الصرف لأني اجده يؤثر سلبيا على جرس القصيدة الوزنية وعلى الجرس الخفي الذي يتحرك كفعل شعري داخل اسلوبية النص الحديث لكونها تقوم على الجملة المركبة وليس على الجملة أحادية المعنى .. انا في بعض الأحيان أكتب مفردة تتشرين وتشرين واتشرنق وهذه المفردات يعترض عليها اهل اللغة
****
س) طيب ما فاعلية الحواضن الفكرية في الشعر ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
الشعر مشروع فردي يمثل الشاعر فقط ولكونه جزءا من مجتمع يتأثر ويؤثر فعليه ان يكون مؤثرا كي لايغادر منطقة الشعر .. أي اجادة استخدام المفردة حيث تدور المفردة في الجملة فان تحركت في السياق دون دلالات ستكون لغة عادية كلغة الصحافة ولاتعني القصيدة بشيء
***
س) نبحث عن الشاعر المثقف ... عن القصدية الشعرية دون ان نضع اي اهتمام للعفوية الشعرية ... ومثل هذه المعاير ستضعنا امام حقيقة وكأننا امام قضية علمية ..
الشاعر فائز الحداد :ـ
الشعرية تعني تشذيب النص .. وتهذيب العفوية فنيا واخراجها الى مفردات جمالية .. الشاعر يخلق ابداعا عليه ان يكون ممتلأءا يوازن بين الفكر وروحية الشعر ان لايطغي الفكري عنده على الشعوري وان لاتخلو القصيدة ايضا من الروح ، فالشاعر المثقف لديه مرجعيات واسس .. يرسم لنفسه الشخصية المستقلة وهذا الأستقلال لايأتي الا بمتابعة جادة تطّلع على التجارب الشعرية الموجودة ... عليه ان يقرأ الكلاسيكية الروسية ويتعرف على الأدب الفرنسي ويقرأ الشعر الانكليزي ويدرك خطورة الشعر اللاتيني ويصادق ( اكتيفو باث ) ومع كل هذا سيدرك ان الشاعر العربي والعراقي يشكل أنموذجا راقيا كشاعر وسيدرك ان الشعر دون الموروث لايمكن ان يظفر بحداثوية عالية وبدون هذه الحداثوية لايمكن ان ننظر الى الموروث كموروث فاعل ..
**
س ) من حقنا ان نسأل الشاعر الرأي في المستوى الأ بداعي ؟
الشاعر فائز الحداد :ـ
انا اؤمن تماما بان الثقافة العراقية محصنة وليس بمقدور أي مشروع مستورد ان يلغيها .. هذا بلد الانبياء وبلد الاولياء خزين كبير من الكتب وخزين ايماني كبير في صدر العراقي فلا خشية من أي ثقافة وافدة مادام المثقف العراقي يعي معنى ثورة الحسين عليه السلام التي تمثل قمة الفكر وألأدب ما دامه يعي معنى الانتماء الحسيني والذي يمثل قمة المقاومة الحقيقية لمواجهة كل طغيان فكري او سلطوي ... لذلك انا فرحت كثيرا لحركة الثقافة الفاعلة داخل العتبات المقدسة .. ابهجتني رؤية هؤلاء الشباب وهم يسعون لثقافة توازي انتماءنا الروحي وما نحمله من قيم انا فخور بهم
تعليق