إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعتصم العباسي قتل الامام الجواد عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعتصم العباسي قتل الامام الجواد عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    مات المأمون العبّاسيّ فجأة سنة 218 هـ عندما كان في طريقه إلى قتال الروم، في منطقة تُدعى «بديدون» على الساحل الشاميّ. وكان قادة جيشه يرغبون في مبايعة العبّاس بن المأمون، لكنّ الأخير بايع عمّه أبا إسحاق المعتصم عملاً بوصيّة المأمون. ولم تخل هذه الفترة من الاعتداءات الظاهرية على الإمام عليه السلام من أذناب السلطة.

    وهكذا تصدّر المعتصم حكومة الدولة الإسلاميّة، لكنّه ـ خلافاً لسلفه المأمون - كان يفتقر إلى الدهاء والفطنة، وكان حظّه في العِلم والدراية قليلاً، يميل إلى الخشونة والقوّة. وكانت تلك الصفات من العوامل التي شجّعته على فتح الباب للأتراك للتدخّل في الأمور العسكريّة والنفوذ إلى مراكز الدولة. ومن أوّل ما فعله المعتصم بعد دخوله بغداد سنة 218 هـ أنّه أرسل إلى الإمام الجواد عليه السّلام في المدينة يستدعيه إلى العاصمة بغداد.

    الحقيقة هي ان وجود الإمام الجواد (عليه السلام) كان يمثل خطراً على النظام الحاكم لما كان يملكه هذا الإمام من دور فاعل وقيادي للاُمة، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه مع عدم استبعادها وجود العلاقة بين الإمام القائد والتحركات النهضوية في الاُمة.

    فقد روى المؤرخون عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد قاضي المعتصم قوله
    : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتمّ فقلت له في ذلك، فقال وددت اليوم اني قد مت منذ عشرين سنة، قال قلت له: ولم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الاسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين، قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: إن سارقاً اقرّ على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي فسألناه عن القطع في اي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت: من الكرسوع.

    قال:
    وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الاصابع والكفّ الى الكرسوع، لقول الله في التيمم (فامسحوا بوجوهكم وايديكم) واتفق معي ذلك قوم. وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق، قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله لمّا قال: (وايديكم الى المرافق) في الغسل دلّ ذلك على ان حدّ اليد هو المرفق.

    قال: فالتفت إلى محمد بن علي (عليه السلام) فقال: ما تقول في هذا ياأبا جعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين، قال: دعني ممّا تكلموا به! اي شيء عندك؟ قال: اعفني عن هذا ياأمير المؤمنين، قال: اقسمت عليك بالله لمّا اخبرت بما عندك فيه.

    فقال: أمّا اذا أقسمت عليّ بالله اني اقول انهم اخطأوا فيه السنّة، فإن القطع يجب ان يكون من مفصل اُصول الاصابع، فيترك الكفّ، قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله: السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال الله تبارك وتعالى: (وان المساجد لله) يعني بهذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحداً) وما كان لله لم يقطع. قال: فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ. قال ابن أبي دؤاد: قامت قيامتي وتمنّيت أني لم أك حيّاً.
    وقد احتفی به عليه السلام - وهو ابن سبع سنين- کبار العلماء والفقهاء والرواة وانتهلوا من نمير علمه ورووا عنه الکثير من المسائل العقائدية -الفلسفية والکلامية -الفقهية والتفسيرية إلی جانب عطائه في سائر مجالات المعرفة البشرية.

    لقد احس المعتصم العباسي ان وجود الامام الجواد خطرا كبيرا على سلطته وانه سيعري شرعية هذه السلطة الزائفة ولهذا السبب درس المعتصم اكثر السبل التي يستطيع بها ان يصفي الإمام، فاعلية وأقلها ضرراً، فلم يجد افضل من اُم الفضل بنت أخيه المأمون للقيام بهذه المهمّة فهي التي تستطيع ان تقتله بصورة اكيدة دون ان تثير ضجة في الاُمة، مستغلاً نقطتين في شخصيتها، هما:

    - كونها تنتمي للخط الحاكم انتماءً حقيقياً، فهي بنت المأمون وعمّها المعتصم، وليست بالمستوى الايماني الذي يجعلها تنفك عن انتمائها النسبي هذا، لذلك كانت تخضع لتأثيراته وتنفذ ما يريده ضد الإمام.

    -غيرتها وحقدها على الإمام بسبب تسريه وتزوّجه من نساء اُخريات خصوصاً وانها لم تلد للامام وإنما رزق الإمام من غيرها ولده الهادي عليه السلام.

    وقد سار هذا الامام العظيم علی نهج ابيه الامام الرضا عليه السلام، من القيام برعاية الشيعة وتربيتهم علميا وروحيا وسياسيا بما يجعلهم قادرين علی الاستمرار في المسيرة التي خططها لهم إئمتهم المعصومين حيث تنتظرهم الايام المقبلة التي تتميز بالانقطاع عن ائمتهم فکان لابد لهم ان يتقربوا من حالة الاکتفاء الذاتي في إدارة شؤونهم فکريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

    وأخيرا قرر المعتصم العباسي قتل الامام الجواد عليه السلام على يد ام الفضل، فأقدمت على تنفيذ هذه الجريمة النكراء، فدسّت السمّ للإمام الجواد عليه السّلام وكان صائماً في يوم صائف ، فأفطر عليه وقضى به مسموماً شهيداً، آخرَ ذي القعدة الحرام سنة 220 هجرية، وهو في ريعان شبابه الشريف، إذ لم يبلغ عمره المبارك إلاّ خمساً وعشرين سنة وأربعة أشهر.
    وقد انطوت بشهادته بموته صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أضاءت الفكر ورفعت منار العلم والفضيلة في الأرض.

    بعد أن استُشهد عليه السّلام ببغداد دُفن في مقابر قريش مع جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام، وقد ضمّهما ضريح واحد عليه قبّتان ذهبيّتان في المدينة التي كانت حياتها بهما، وهي اليوم تُدعى بـ "الكاظميّة" وتقع في جانب الكرخ من مدينة بغداد عاصمة العراق.

  • #2
    انارت الكاظميه بكرام الجوادين عليهم افضل الصلاء والسلام ادعولي ان اكون خادمه بضريح علي ابن ابي طالب عليه السلام

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      السلام على جواد الأئمة
      بارك الله لك على الطرح الطيب
      وجزاك الخير كله وأثابك ورفع من قدرك
      ووفقك الله لمايحبـه ويرضــاه
      مثل طبع النسر طبعي اطير بيهبة الجنحين
      واحس يتكسر جناحي من اذكر مصاب حسين
      حسيناواحسيناه

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا على إطراءكم لكم شكرنا وتقديرنا

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X