بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
1. روى محمد بن الفرج قال: كتب إليّ أبو جعفر (عليه السلام): (احملوا إليّ الخمس، لست آخذ منكم سوى عامي هذا، ولم يلبث (عليه السلام) إلاّ قليلاً حتى قبض واختاره الله إلى جواره)(1).
2. روى أبو طالب القمّي، قال: كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا (عليه السلام) أن يأذن لي أن أندب أبا الحسن - يعني أباه - قال: فكتب أن اندبني واندب أبي(2).
3. وأخبر (عليه السلام) عن وفاته في أيام المأمون، فقد قال: (الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً) ولم يلبث بعد المأمون بثلاثين شهراً حتى قبض واختاره الله إلى جواره(3).
بعد وفاة المأمون (لعائن الله عليه) 13 رجب سنة 218 هـ، استمر الحكم العباسي بمبايعة أبي إسحاق المعتصم محمد بن هارون ، وهو شقيق المأمون.
والمعتصم الاحمق أمه (ماردة) كانت تركية وصفه المؤرّخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل(4).
وحينما ولي الخلافة كان لا يقرأ ولا يكتب، وكان له وزير عامّي.
والمعتصم يكره العلم والعلماء وحاشيته من وزراء ومستشارين على كره وبغض للإمام الجواد واهل البيت (عليهم السلام) بسبب فضائلهم ومحبة المسلمين لهم.
ارسل المعتصم كتاب بعثه إلى واليه على المدينة محمد بن عبدالملك الزيّات (5) نصه رحيل الامام الجواد وزوجته الى بغداد.
وان الامام الجواد(عليه السلام) علم بما سيحدث له لذلك فقد خلّف ابنه أبا الحسن الثالث في المدينة بعد أن اصطحبه معه إلى مكة لأداء موسم الحجّ، وأوصى له بوصاياه وسلّمه مواريث الاِمامة، وأشهد أصحابه بأنه إمامهم من بعده.. (6)
وقد أخبر أحد أصحابه بأنّه غير عائد من رحلته هذه مرة اُخرى (7).
كما روى محمد بن القاسم، عن أبيه، وروى غيره أيضاً، قال: لمّا خرج ـ الاِمام الجواد (عليه السلام) ـ من المدينة في المرة الأخيرة، قال: (ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك) (8)
وبُعيد هذا فقد أخبر الاِمام (عليه السلام) أصحابه في السنة التي توفي فيها بأنّه راحل عنهم هذا العام.
فعن محمد بن الفرج الرخجي، قال: كتب إليَّ أبو جعفر عليه السلام: (احملوا إليَّ الخمس فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا). فقُبض في تلك السنة (9)
لقد فرض المعتصم الإقامة الجبرية على الامام لجواد (عليه السلام) منذ وصوله لبغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة (220 هـ(10).
يقول المسعودي: فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها، مع شدّة محبتها له؛ ولأنّها لم ترزق منه ولد، فأجابت أخاها جعفراً (11).
وقالوا أيضا: (ثم إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السلام) وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه؛ لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (عليه السلام) وشدة غيرتها عليه؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها؛ ولأنّه لم يرزق منها ولد، فأجابته إلى ذلك) (12).
والبعض يقول أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله، ويدسّ إليه السمّ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام (عليه السلام) اعتذر من الحضور في مجلسه، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد (عليه السلام) بدّاً من إجابته، فصار إليه، ولمّا تناول الطعام أحسّ بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال (عليه السلام): خروجي من دارك خير لك(13).
وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي. فقال لها: (ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر)، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت. فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتى احتاجت إلى رفد الناس. وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً، وكان سكراناً..
ولما حضر الاِمام (عليه السلام) الاستشهاد نصّ على أبي الحسن وأوصى إليه، وكان قد سلّم المواريث والسلاح إليه بالمدينة (14).
وبدأت الحكومة العباسية باستخدام الحيل لإقناع الجماهير بانها تبحث عن إيجاد علاج العلة في جسد الامام ابي جعفر الثاني (عليه السلام).
وعهدت إلى أحمد بن عيسى أن يأتيه في السحر ليتعرّف خبر علّته(15).
وقد أخبر الإمام (عليه السلام) باستشهاده من كان عنده في الليلة التي استشهد فيها فقال لهم: (نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه)(16).
وهكذا اغتاله المعتصم العباسي(17) (لعائن الله لمؤبدة عليه)، ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى بن جعفر ( عليه السلام ).
فسلام الله عليك سيدي ومولاي يا جواد الائمة ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------------------
1- المحجّة البيضاء، ج 4، ص 308.
2- الكشيّ، ج 2، ص 838.
3- إثبات الهداة، ج 6، ص 190.
4- أخبار الدول، ص 155.
5- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 4، ص384.
6- إثبات الوصية، المسعودي، ص 192.
7- أصول الكافي، ج 1، ص 323، ح 1.
8- الثاقب في المناقب الطوسي، ص 516.
9- مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 389.
10- الفصول المهمة، ص 262.
11- دلائل الإمامة، ص 395.
12- عيون المعجزات، ص 132.
13- بحار الأنوار، ج 12، ص 99.
14- دلائل الإمامة، ص 395.
15- الإرشاد، ص 369.
16- بحار الأنوار، ج 12، ص 99.
17- بحر الأنساب، ص 28.
اللهم صل على محمد وآل محمد
1. روى محمد بن الفرج قال: كتب إليّ أبو جعفر (عليه السلام): (احملوا إليّ الخمس، لست آخذ منكم سوى عامي هذا، ولم يلبث (عليه السلام) إلاّ قليلاً حتى قبض واختاره الله إلى جواره)(1).
2. روى أبو طالب القمّي، قال: كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا (عليه السلام) أن يأذن لي أن أندب أبا الحسن - يعني أباه - قال: فكتب أن اندبني واندب أبي(2).
3. وأخبر (عليه السلام) عن وفاته في أيام المأمون، فقد قال: (الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً) ولم يلبث بعد المأمون بثلاثين شهراً حتى قبض واختاره الله إلى جواره(3).
بعد وفاة المأمون (لعائن الله عليه) 13 رجب سنة 218 هـ، استمر الحكم العباسي بمبايعة أبي إسحاق المعتصم محمد بن هارون ، وهو شقيق المأمون.
والمعتصم الاحمق أمه (ماردة) كانت تركية وصفه المؤرّخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل(4).
وحينما ولي الخلافة كان لا يقرأ ولا يكتب، وكان له وزير عامّي.
والمعتصم يكره العلم والعلماء وحاشيته من وزراء ومستشارين على كره وبغض للإمام الجواد واهل البيت (عليهم السلام) بسبب فضائلهم ومحبة المسلمين لهم.
ارسل المعتصم كتاب بعثه إلى واليه على المدينة محمد بن عبدالملك الزيّات (5) نصه رحيل الامام الجواد وزوجته الى بغداد.
وان الامام الجواد(عليه السلام) علم بما سيحدث له لذلك فقد خلّف ابنه أبا الحسن الثالث في المدينة بعد أن اصطحبه معه إلى مكة لأداء موسم الحجّ، وأوصى له بوصاياه وسلّمه مواريث الاِمامة، وأشهد أصحابه بأنه إمامهم من بعده.. (6)
وقد أخبر أحد أصحابه بأنّه غير عائد من رحلته هذه مرة اُخرى (7).
كما روى محمد بن القاسم، عن أبيه، وروى غيره أيضاً، قال: لمّا خرج ـ الاِمام الجواد (عليه السلام) ـ من المدينة في المرة الأخيرة، قال: (ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك) (8)
وبُعيد هذا فقد أخبر الاِمام (عليه السلام) أصحابه في السنة التي توفي فيها بأنّه راحل عنهم هذا العام.
فعن محمد بن الفرج الرخجي، قال: كتب إليَّ أبو جعفر عليه السلام: (احملوا إليَّ الخمس فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا). فقُبض في تلك السنة (9)
لقد فرض المعتصم الإقامة الجبرية على الامام لجواد (عليه السلام) منذ وصوله لبغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة (220 هـ(10).
يقول المسعودي: فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها، مع شدّة محبتها له؛ ولأنّها لم ترزق منه ولد، فأجابت أخاها جعفراً (11).
وقالوا أيضا: (ثم إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السلام) وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تسمّه؛ لأنّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (عليه السلام) وشدة غيرتها عليه؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها؛ ولأنّه لم يرزق منها ولد، فأجابته إلى ذلك) (12).
والبعض يقول أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله، ويدسّ إليه السمّ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام (عليه السلام) اعتذر من الحضور في مجلسه، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد (عليه السلام) بدّاً من إجابته، فصار إليه، ولمّا تناول الطعام أحسّ بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال (عليه السلام): خروجي من دارك خير لك(13).
وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي. فقال لها: (ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر)، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت. فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتى احتاجت إلى رفد الناس. وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً، وكان سكراناً..
ولما حضر الاِمام (عليه السلام) الاستشهاد نصّ على أبي الحسن وأوصى إليه، وكان قد سلّم المواريث والسلاح إليه بالمدينة (14).
وبدأت الحكومة العباسية باستخدام الحيل لإقناع الجماهير بانها تبحث عن إيجاد علاج العلة في جسد الامام ابي جعفر الثاني (عليه السلام).
وعهدت إلى أحمد بن عيسى أن يأتيه في السحر ليتعرّف خبر علّته(15).
وقد أخبر الإمام (عليه السلام) باستشهاده من كان عنده في الليلة التي استشهد فيها فقال لهم: (نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه)(16).
وهكذا اغتاله المعتصم العباسي(17) (لعائن الله لمؤبدة عليه)، ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى بن جعفر ( عليه السلام ).
فسلام الله عليك سيدي ومولاي يا جواد الائمة ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------------------
1- المحجّة البيضاء، ج 4، ص 308.
2- الكشيّ، ج 2، ص 838.
3- إثبات الهداة، ج 6، ص 190.
4- أخبار الدول، ص 155.
5- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 4، ص384.
6- إثبات الوصية، المسعودي، ص 192.
7- أصول الكافي، ج 1، ص 323، ح 1.
8- الثاقب في المناقب الطوسي، ص 516.
9- مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 389.
10- الفصول المهمة، ص 262.
11- دلائل الإمامة، ص 395.
12- عيون المعجزات، ص 132.
13- بحار الأنوار، ج 12، ص 99.
14- دلائل الإمامة، ص 395.
15- الإرشاد، ص 369.
16- بحار الأنوار، ج 12، ص 99.
17- بحر الأنساب، ص 28.
تعليق