إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التبشير بالإمام المهدي من قبل الإمام الجواد(عليهما السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التبشير بالإمام المهدي من قبل الإمام الجواد(عليهما السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    الشيء المحقّق الذي لا يمكن إنكاره، ولا إخفاءه هو ما بشّر به الرسول الأعظم (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) أمّته بخروج المصلح العظيم الإمام المنتظر الذي يقيم اعوجاج الدين، وتحقّق في ظلال حكمه العدالة الاجتماعية الكبرى فيأمن المظلومون والمضطهدون، ويعمّ الحقّ جميع أنحاء الدنيا، ويقضى على الغبن الاجتماعي، وتزول عن الناس جميع أفانين الظلم والجور، ويكون حكمه الزاهر امتداداً ذاتياً لحكومة النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) وحكومة الإمام أمير المؤمنين رائد الحقّ والعدل في الأرض.

    إنّ الاعتقاد بضرورة خروج الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) جزء من رسالة الإسلام وعنصر هام من عناصر العقيدة الإسلامية ، فإنّ الإسلام بمفهومه الصحيح لابدّ أن يسود الأرض، ولابدّ للمبادئ الوضعيّة من أن تتحطّم لأنّها جرّت المحن والخطوب للإنسان، وأخلدت له المشاكل والمتاعب، ولابدّ أن ينقذ الله عباده من شرورها واستبدادها على يد هذا الإمام العظيم.

    وعلى أي حال فقد تواترت الأخبار عن النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) وعن الأئمة الطاهرين بحتمية خروج قائم آل محمد (عليه‌ السلام) وكان ممّن بشر به الإمام الجواد (عليه‌ السلام) وفيما يلي بعض ما أثر عنه :

    ١ ـ روى
    عَبْدُ اَلْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) اَلْحَسَنِيُّ قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ اَلْقَائِمِ أَهُوَ اَلْمَهْدِيُّ أَوْ غَيْرُهُ فَابْتَدَأَنِي فَقَالَ لِي: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ إِنَّ اَلْقَائِمَ مِنَّا هُوَ اَلْمَهْدِيُّ اَلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُنْتَظَرَ فِي غَيْبَتِهِ وَيُطَاعَ فِي ظُهُورِهِ وَهُوَ اَلثَّالِثُ مِنْ وُلْدِي وَاَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ وَخَصَّنَا بِالْإِمَامَةِ إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اَللَّهُ ذَلِكَ اَلْيَوْمَ حَتَّى يَخْرُجَ فِيهِ فَيَمْلَأَ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً وَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُصْلِحُ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ كَمَا أَصْلَحَ أَمْرَ كَلِيمِهِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِذْ ذَهَبَ لِيَقْتَبِسَ لِأَهْلِهِ نَاراً فَرَجَعَ وَهُوَ رَسُولٌ نَبِيٌّ ثُمَّ قَالَ: (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَفْضَلُ أَعْمَالِ شِيعَتِنَا اِنْتِظَارُ اَلْفَرَجِ ) (١).

    ٢ ـ روى
    عَبْدُ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحَسَنِيِّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يَا مَوْلاَيَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ اَلْقَائِمَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ اَلَّذِي يَمْلَأُ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): مَا مِنَّا إِلاَّ قَائِمٌ بِأَمْرِ اَللَّهِ وَهَادٍ إِلَى دِينِ اَللَّهِ وَلَكِنَّ اَلْقَائِمَ اَلَّذِي يُطَهِّرُ اَللَّهُ بِهِ اَلْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ اَلْكُفْرِ وَاَلْجُحُودِ وَيَمْلَأُ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً هُوَ اَلَّذِي يَخْفَى عَلَى اَلنَّاسِ وِلاَدَتُهُ وَيَغِيبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ تَسْمِيَتُهُ وَهُوَ سَمِيُّ رَسُولِ اَللَّهِ وَكَنِيُّهُ وَهُوَ اَلَّذِي تُطْوَى لَهُ اَلْأَرْضُ وَيُذَلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَقَاصِي اَلْأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ: ﴿أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(2) فَإِذَا اِجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ اَلْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ اَلْإِخْلاَصِ أَظْهَرَ اَللَّهُ أَمْرَهُ) (3).

    لقد أخبر الإمام الجواد عن بعض خصائص الإمام المنتظر من غياب شخصه وحجبه عن الأنظار، كما أخبر عن عدد أصحابه بعد ظهوره وأنّهم كعدد أصحاب رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم) يوم بدر فقد استطاع بتلك القلّة المتسلّحة بالإيمان والوعي أن يقضي على معالم الجاهلية ، ويدمّر القوى الباغية، ويرفع كلمة الله عالية في الأرض، كذلك وصيّه الأعظم الإمام المنتظر (عليه‌ السلام) فإنّه بأصحابه القلّة المؤمنة سوف يغيّر مجرى الحياة فيبسط العدل السياسي والعدل الاجتماعي في ربوع الأرض ويحقّق للإنسانية أعظم الانتصارات، ويقضي على معالم الجاهلية التي طغت في هذه العصور التي خضع الناس فيها للمادة، ولم يعد للقيم الروحية والمثل الكريمة أي ظلّ في النفوس، أرانا الله الأيام المشرقة من أيام حكمه.


    __________________

    إكمال الدين وإتمام النعم، ج 2، ص 48 ـ 49.

    2 ـ سورة البقرة، الآية 148.

    3 ـ إكمال الدين وإتمام النعمة، ج 2، ص 49.
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X