إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي حسين الخباز, ( قراءة في رواية / آخر الحواريين / رجاء بيطار )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي حسين الخباز, ( قراءة في رواية / آخر الحواريين / رجاء بيطار )


    سعيا لرصد الآليات السردية المكونة لرواية ( آخر الحواريين ) للكاتبة رجاء بيطار ومحاولة استنطاق الابنية السردية والدلالية وأسلوب الكاتبة البيطار يميل الى التنوع بالدلالات وبدءا من العنوان الذي يدل على مسار مضموني يحمل توقعات الشهادة قبل الاحداث ، حشد دلالي يرتبط بالرموز التاريخية والاشتغال على شعرية السرد ، يمنحنا الدلالات الأمثل ويمكن التواصل من أحتواء حياة الشخصية التي يجسد فيها الصراع عن طريق انزياحات منثورة قادرة على التعبئة الوجدانية ومن متابعة لبعض التراكيب الجملية نجد جمل شعرية تؤهل لنا الحراك الشعوري ومساحة التمثيل وجمالية المنجز الذي خلص الرواية من تقريرية السرد وجعلها من النصوص التي تمتلك الرؤية ، وتعمق مسرى الانتماء الهوية مثال
    (/ الزبد المشحون برائحة الموج العتيق / صخب حالم / عنفوان المد / أقدام الشاطيء )وتعمل على الاستشهاد بأيآت قرآنية تدعم النص وجدانيا
    ( وان الزبد يذهب جفاءا وأما ينفع الناس يمكث في الأرض )
    أرتباط شعرية الرواية بسردية جملها وظفت ابداعيا ، فشخصية طوني شخصية اجتماعية وليدة مجتمع يمتلك الوعي الأنساني الذي أجتاز الحدود الفرعية للأنتماءات وراح يعمل في الأنتماء الأكبر / الله ـــ الأرض ـــ الإنسان / ولذلك كان التركيز على المجموعة التي ينتمي لها طوني أكثر مما ركزت على فرديته ، مع وجود تواريخ تضبط بها الأبعاد الزمنية وأحداث متسلسلة مع مزج فني بين الأدب التسجيلي وبعض ملامح السيرة الذاتية ، لهذا نجد من أفضل منجزات هذه الرواية بعد الشعرية هو تنامي الأحداث وتقنية سردها بواسطة دفقات شعرية شعورية تزخر بالجمال
    ( زفرات تلتهب / دفء نجواه / يرتجف التراب الظاميء تحت وقع المطر / البيوت الخجلى / يغازل شمس المدينة ) ومن مميزات رواية آخر الحواريين انها تشتغل على بنية المشهد للتركيز وتفصيل الأحداث بكل حقائقه ، أشتغلت على الحوار بخفة وتكثيف عالي والوصف يقدم المشهد بتقنية عالية
    ( هدير جائر يملأ اذآن الهواء ويقرع جدار الصمت فيربت الموج حنونا تقيا على وجنتي ) مكونا كأي عمل روائي ثوري يتكلم عن تفاصيل معارك ومواجهات وتنظيمات جهادية لابد من تنوع غايات السرد ، وبهذا تصبح المهمة نقل روح الأحداث والمعروف أن العمل الابداعي يختلف من عمل الى آخر ، وذلك حسب الموضوع الذي يعالجه المبدع ، هي تريد ان تسجل تلك الأحداث ليس من باب التو ثيق وانما من باب تخليدها في الذاكرة لذلك تكون المعالجة أحيا نا عبر شعرية التصريح
    ( ليست هذه أصداء معارك الشوارع التي أطلقها مدفع الفتن في وجه الشمس بعدما لقمته بالاحقاد كف الاستعمار لتضعف ارادة هذا الشعب العنيد )
    أو تجدها تصرح
    ( ان الأنسانية ليست سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة) ، أعتقد ان الكاتبة أدركت ان فن التسجيل لاينفع روح العصر لما يمتلك من تفصيل أحداث وقائع ، ولا نحن بحاجة الى سير ذاتية ، المنحنين يؤديان الى التقريرية ومع هذا هي تريد أن تحتفظ بحيوية لتعيش الادراك لتكون هذه الاحداث دروس روحية تتفاعل في ذاكرة المتلقي ، لذلك كانت تعزز وصف شعرية اللغة السردية وصف شعرية اللغة السردية لتفعيل عملية الجذب
    (هي ذي الشمس قد بدأت تلتف بردائها القرمزي )
    لقد شمل الوصف في هذه الرواية على عنصر الدهشة ،أي بالمعنى البسيط هو الخروج عن المألوف ، شعرية الجملة تأخذ الكثير من الايحاءات التي تحتاج الى تأمل مثلا
    ( يعلنها مؤذن الحي عيرالمكبر القديم الذي تخشخت النبرات فيه ، ولكن روح الاذآن ترويه ) لو أردنا الوقوف عند خشخشة نبرات المكبر، هل العيب هو بضعف المادة لتأثيث الجامع أم الاهمال الرسمي للجامع أو نجدها ترسم مفاهيم الحكمة ، وبث روح الوعي لتفهم معنى التسامح ،
    ( التسامح لايكون مع ظالم ) أو معنى أن نعرف روح التسامح ومعناها فالتسامح مع العدو يأخذ تسمية أخرى ومعنى آخر ، نص روائي يخلق عجائبيته من خلال تراكيب جمله الشعرية ويعمل بطريقتين أولا ... طريقةالشعر أي الحفر العمود في النص العمق الداخلي لترسيخ جمالية الصورة ـ والطريقة الثانية السرد الروائي السير الافقي لسير الاحداث وبساطة الجملة وسلاستها
    ( هو يسعى لمداواة الجراح النازفة التي تدفقت من ضمير المدينة ) من ضمن السعي العجائبي انها اضافت لمعلواتنا أسماء قرى ومدن مقاتلة مقاومة وأسماء معتقلات مثل معتقل الريجي ومعتقلات أخرى
    ( الهوية ) بعد سرد وصفي للاحداث تأتي المحاورة لتكشف عن تأكيد السرد الوصفي لتعزيز الحوار ، المحاورة حادة لطبيعة الاجواء
    :ـ ونحن لانستسلم أبدا
    وسجن الجلمة و(راس الزاوية ) وتتضمن الرواية بعض الحكم والشعارات ، اليقينية مثلا

    الحياة ان يكون ضميرك مرتاحا وأن تعيش في رضا الله ،فأن كان هذا هو رضاه فلا بأس ،أجد ان مثل هذه الجمل اليقينية بما تمتلك من إيمان ، هي تضمين بتداخل سردي مع فكر أهل البيت عليهم السلام ، الجملة برمتها تأخذ الفكر نحو رضا الأئمة وأستذكار لحياتهم وربطها بحياة السجين مثل استذكار حياة الإمام الكاظم عليه السلام ، وأجراء مقارنة بين الصهاينة وسجن يوسف زاويرا مع الاشقياء وحتى شخصيات المحققين الاسرائيلين قارنتهم بنمرود ، وأعلنت عن قيم التناظر ودروس وعظية مباشرة
    ( ان القرن العشرين هو أكثر أزمنة التأريخ أجراما وقسوة ، وجعل المرأة اضحوكة باسم التحضر وباعها باسم التحرر وجعلها جارية مجانية باسم الشعور والحضارة الانسانية ، رواية رائعة تنهي بمشهد مقتل الشهيد ليبقى حيا لايموت​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X