)
(1)
( الفضول)
رغبة مؤذية داخل الإنسان تدفعه لمعرفة كل شيء وبأدق التفاصيل، ويلغي خصوصية الناس حين يتدخل بشؤونهم الصغيرة والكبيرة ، ويثير استياء من حوله، لأن الفضول يهتم بالتفاصيل الحياتية لدرجة المراقبة واستقصاء المعلومات على طريقة ليس بشرط ان يكون هناك سبب يسبب الإحراج، ويعتبر صفة ذميمة وغير محبوبة ، تجعل الاخرين ينفرون منه ، البعض ممن يتمادى بالميانة يمنح نفسه حق ملكية من معه ويشرع بالدخول الى خصوصياتهم و يتحقق عن كل شيء ، وهناك من تربى بالفطرة على الفضول ، هم تركيبة خاصة تتطفل وتتلصص على خصوصيات الآخرين ، هذا تجاوز وعبث وتعدي على الحدود حتى انها صارت ظاهرة اجتماعية ، سألوا حكيم عن أفضل شيء قدمه لنفسه فقال تركت مالا يعنيني ، واجدادي السادة كانوا يقولون التدخل بشؤون الآخرين يقطع الرزق
&&&
(2)
( انا وأبي وعاشوراء)
حين كنت طفلة كان أبي رحمه الله يحدثني عن عاشوراء، عاشوراء يا ابنتي هو شهر العطش ، قيدوا الفرات فعطشوا الحسين عليه السلام ومن معه ، فعطش الكون ، عطش الاطفال والنساء وعطشنا معهم ، عندما يأتي عاشوراء كل عام ترحل قلوبنا الى العطش الحسيني لترتوي ، قال هم قتلوا الحسين ارادوا ان يمحوا ذكره فثبته الله في كل قلب لذلك تجدين في كل قلب حسين ، في كل عاشوراء يحرقون الخيام ونهيء لهم خياما جديدة للسنة القادمة ، ونهيء لهم شمرا جديدا ليحرق الخيام من جديد ، قلت له :ـ بابا لماذا يشعلون الخيام؟ قال :ـ لأنها خيام الحسين تخاف منها القصور وتخاف منها العروش والطواغيت ، قلت اسأله وكنت الح بالاسئلة :ـ بابا ماذا لو لم يقتلوا حسينا هذا العام، الا ياتي عاشوراء ؟قال لي ان عاشوراء أكبر من الزمان ، ربما يمر عاشوراء بلا عام بلا سنة ، :ـ هل يعقل يا بابا ان يكون اليوم اكبر من سنة ؟ ومن يومها ادركت ان عاشوراء بلا زمان وبلا مكان محدد ، وأدركت حينها أن ابي هو عاشوراء ، قلت له في أيامه الاخيرة :ـ بابا الشباب ينادون نريد وطن ، ابتسم لي وقال الحمد لله نحن عندنا الحسين ، كانت في زماننا يقول ابي السماء تمطر عاشوراء لتغسل القلوب فينمو عاشوراء جديد ويكبر بنبض كل شهيد ، وفي وصيته الاخيرة قال لي :ـ اذا غاب عاشوراء يوما كوني انت ، فكنت عاشورائية ان غاب عاشوراء او حضر لأني احمل في القلب حسين ،
&&&
(3)
(( الزينبية
قالت :ـ سمعت ان الحسين عليه السلام نزل قريبا من الكوفة ، ومن الغريب انك لم تجهز العدة لنصرة الحسين ؟ فاجاب حبيب بن مظاهر الاسدي زوجته :ـ ان انا ذهبت يتيتم اطفالي وتترملين انت وتصبحين امرأة بلا معيل فمن يعيل اولادك بعدي؟ فاجابته الزوجة دعنا نمتص الحصى ونأكل التراب واذهب انت لنصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،
هذه الرسالة موجهة الى كل أمرأة في كل زمان ومكان ونعرف ما الذي ممكن ان تقرأه أم البيت اليوم والزوجة التي تدفع زوجها الى نصرة الحق ، اليست زوجة حبيب امرأة وبحاجة الى وجود الشريك بجانبها ؟الا تحتاج الى من يعيلها ويعيل اولادها ويحفظهم من العازة ؟، كيف ترى المرأة الزينبية اليوم مثل هذه التضحية ؟ ما الذي تريده من مثل هذا العمل الخارق ؟، امرأة من سائر النساء وتمتلك هذه الروحية تعني انها فهمت الواقع وعرفت معنى نصرة الامام الحسين عليه السلام ، ...هل مثل هذه الانسانة نادرة ؟ اليس لدينا امثالها من الزينبيات ممن يضحين باغلى ما يملكن لنصرة الدين والعقيدة ؟، امهات الشهداء وزوجات الشهداء وعوائلهم سعي للتواصل مع هذه الفكرة الزينبية السامية ، الى كل ربة اسرة لابد ان تعي حجم القضية وتتعلم من اولئك النساء معنى ان نكون حسينيات زينبيات المطلوب هو الاحتفاظ ببياض جبين العفة الزينبية في حكمتها وحكمة قولها وتصرفها ، لنفهم ان التشبث بالحسين عليه السلام والمسيرة الزينبية لايأتي من القول والادعاءات فقط نحتاج الى العمل الصالح وروح المثابرة لتحمل اسم الزينبية
&&&
(4)
( ( القضاء
الولاء العاشورائي يجعلنا نتشعب في البحث عن كل ما يتعلق بالمسيرة الانسانية ، منطلقين من حكم القاضي شريح في الفترة الاموية وكيف جعل من وظيفته دكانا يرتزق منه فاعتبر الحسين عليه السلام خارج حكم الامة ،واستمر ت تبعية القضاة للسلطة الى التجاوز على الحقوق العامة ، المشكلة عندما يرتشي القضاة لم يبق شيء اسمه عدالة او قانون كما ارتشى قضاة بني امية ،وهذا خلل في منظومة اجراءات التعيينات والترقيات وضعف المؤهلات الكافية التي تمكنهم من التعامل الانساني مع قضايا الناس مثل النزاهة والصلاح والردع القانوني اليوم نحن احوج الى تعزيز النزاهة ومنع الفساد وصعبة ان يعتقد الناس بفساد قضاتهم ، ولابد من استقلال القضاء من الاحزاب والسطوة القبلية ، الامام علي عليه السلام كان يختار القاضي بقواعد صارمة كي لا يلحق الغبن بالناس ،هذا هو العدل
(1)
( الفضول)
رغبة مؤذية داخل الإنسان تدفعه لمعرفة كل شيء وبأدق التفاصيل، ويلغي خصوصية الناس حين يتدخل بشؤونهم الصغيرة والكبيرة ، ويثير استياء من حوله، لأن الفضول يهتم بالتفاصيل الحياتية لدرجة المراقبة واستقصاء المعلومات على طريقة ليس بشرط ان يكون هناك سبب يسبب الإحراج، ويعتبر صفة ذميمة وغير محبوبة ، تجعل الاخرين ينفرون منه ، البعض ممن يتمادى بالميانة يمنح نفسه حق ملكية من معه ويشرع بالدخول الى خصوصياتهم و يتحقق عن كل شيء ، وهناك من تربى بالفطرة على الفضول ، هم تركيبة خاصة تتطفل وتتلصص على خصوصيات الآخرين ، هذا تجاوز وعبث وتعدي على الحدود حتى انها صارت ظاهرة اجتماعية ، سألوا حكيم عن أفضل شيء قدمه لنفسه فقال تركت مالا يعنيني ، واجدادي السادة كانوا يقولون التدخل بشؤون الآخرين يقطع الرزق
&&&
(2)
( انا وأبي وعاشوراء)
حين كنت طفلة كان أبي رحمه الله يحدثني عن عاشوراء، عاشوراء يا ابنتي هو شهر العطش ، قيدوا الفرات فعطشوا الحسين عليه السلام ومن معه ، فعطش الكون ، عطش الاطفال والنساء وعطشنا معهم ، عندما يأتي عاشوراء كل عام ترحل قلوبنا الى العطش الحسيني لترتوي ، قال هم قتلوا الحسين ارادوا ان يمحوا ذكره فثبته الله في كل قلب لذلك تجدين في كل قلب حسين ، في كل عاشوراء يحرقون الخيام ونهيء لهم خياما جديدة للسنة القادمة ، ونهيء لهم شمرا جديدا ليحرق الخيام من جديد ، قلت له :ـ بابا لماذا يشعلون الخيام؟ قال :ـ لأنها خيام الحسين تخاف منها القصور وتخاف منها العروش والطواغيت ، قلت اسأله وكنت الح بالاسئلة :ـ بابا ماذا لو لم يقتلوا حسينا هذا العام، الا ياتي عاشوراء ؟قال لي ان عاشوراء أكبر من الزمان ، ربما يمر عاشوراء بلا عام بلا سنة ، :ـ هل يعقل يا بابا ان يكون اليوم اكبر من سنة ؟ ومن يومها ادركت ان عاشوراء بلا زمان وبلا مكان محدد ، وأدركت حينها أن ابي هو عاشوراء ، قلت له في أيامه الاخيرة :ـ بابا الشباب ينادون نريد وطن ، ابتسم لي وقال الحمد لله نحن عندنا الحسين ، كانت في زماننا يقول ابي السماء تمطر عاشوراء لتغسل القلوب فينمو عاشوراء جديد ويكبر بنبض كل شهيد ، وفي وصيته الاخيرة قال لي :ـ اذا غاب عاشوراء يوما كوني انت ، فكنت عاشورائية ان غاب عاشوراء او حضر لأني احمل في القلب حسين ،
&&&
(3)
(( الزينبية
قالت :ـ سمعت ان الحسين عليه السلام نزل قريبا من الكوفة ، ومن الغريب انك لم تجهز العدة لنصرة الحسين ؟ فاجاب حبيب بن مظاهر الاسدي زوجته :ـ ان انا ذهبت يتيتم اطفالي وتترملين انت وتصبحين امرأة بلا معيل فمن يعيل اولادك بعدي؟ فاجابته الزوجة دعنا نمتص الحصى ونأكل التراب واذهب انت لنصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،
هذه الرسالة موجهة الى كل أمرأة في كل زمان ومكان ونعرف ما الذي ممكن ان تقرأه أم البيت اليوم والزوجة التي تدفع زوجها الى نصرة الحق ، اليست زوجة حبيب امرأة وبحاجة الى وجود الشريك بجانبها ؟الا تحتاج الى من يعيلها ويعيل اولادها ويحفظهم من العازة ؟، كيف ترى المرأة الزينبية اليوم مثل هذه التضحية ؟ ما الذي تريده من مثل هذا العمل الخارق ؟، امرأة من سائر النساء وتمتلك هذه الروحية تعني انها فهمت الواقع وعرفت معنى نصرة الامام الحسين عليه السلام ، ...هل مثل هذه الانسانة نادرة ؟ اليس لدينا امثالها من الزينبيات ممن يضحين باغلى ما يملكن لنصرة الدين والعقيدة ؟، امهات الشهداء وزوجات الشهداء وعوائلهم سعي للتواصل مع هذه الفكرة الزينبية السامية ، الى كل ربة اسرة لابد ان تعي حجم القضية وتتعلم من اولئك النساء معنى ان نكون حسينيات زينبيات المطلوب هو الاحتفاظ ببياض جبين العفة الزينبية في حكمتها وحكمة قولها وتصرفها ، لنفهم ان التشبث بالحسين عليه السلام والمسيرة الزينبية لايأتي من القول والادعاءات فقط نحتاج الى العمل الصالح وروح المثابرة لتحمل اسم الزينبية
&&&
(4)
( ( القضاء
الولاء العاشورائي يجعلنا نتشعب في البحث عن كل ما يتعلق بالمسيرة الانسانية ، منطلقين من حكم القاضي شريح في الفترة الاموية وكيف جعل من وظيفته دكانا يرتزق منه فاعتبر الحسين عليه السلام خارج حكم الامة ،واستمر ت تبعية القضاة للسلطة الى التجاوز على الحقوق العامة ، المشكلة عندما يرتشي القضاة لم يبق شيء اسمه عدالة او قانون كما ارتشى قضاة بني امية ،وهذا خلل في منظومة اجراءات التعيينات والترقيات وضعف المؤهلات الكافية التي تمكنهم من التعامل الانساني مع قضايا الناس مثل النزاهة والصلاح والردع القانوني اليوم نحن احوج الى تعزيز النزاهة ومنع الفساد وصعبة ان يعتقد الناس بفساد قضاتهم ، ولابد من استقلال القضاء من الاحزاب والسطوة القبلية ، الامام علي عليه السلام كان يختار القاضي بقواعد صارمة كي لا يلحق الغبن بالناس ،هذا هو العدل