مفهوم الآسرة في بيت السيدة فاطمة:
نظرت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الى الاسرة على انها “حاضنة التكامل الانساني الذي يبحث عنه الرجل والمرأة كلا في الآخرقال تعالى: “هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ) والذي لا يتبلور الا بمحارة الزواج الذي شرعه الله ورسوله كي ينتج لألئ تزهر في جيل الحياة الانسانية.
الأسرة هي الميدان العملي لتطبيق تعاليم الشعور بالمسؤولية والوجدان وإظهار ذلك كله بصورة بارزة ظاهرة أمام عيني الطفل».
«إن الأسرة التي ينتشر فيها الوفاء والتضحية، الصدق والشهامة في الأقوال والأفعال، الأمانة والشجاعة في العمل، الايثار والتواضع... ترسم نموذجا صالحا للأطفال
كان الامام عليوالسيدة الزهراء (ع) - دون أية مبالغة - إنسانين كاملين، وشخصيتين مثاليتين في العالم كله، فلقد ظهرت جميع الصفات الانسانية والملكات الفاضلة عليهما واستطاعا ان يكونا أسرة مثاليه
نحن اليوم في امس الحاجة الى بيت فاطمة عليها السلام كي نفهم أسلوب الحياة الأسرية ونتعلم المناهج في استمرار هذا البناء وتواصله وندرك سبل التوافق والنسق العاطفي والنفسي بين الزوج والزوجة ونستلهم طرق التنشئة الأسرية والمناهج التربوية الصحيحة التي خطها وسنها كتاب الله وعتره النبي صلى الله عليه واله وسلم
نحن نعلم أن المرأة هي صمام الأمان للأسرةمن موقعها کأم ومربیة وکلنا یدرك التأثير الذي تتركه المرأة في أسرتها ومحيطها فإذا كانت المرأة بمستوى عال من الثقافة والوعي لأهمية الزمن الذي نعيشه والوعي أيضا على مستوى تنشئة الأجيال وتربيتهم على القیم الرسالیة، إذا کانت المرأة کذلك، سلمت الأسرة وسلم المجتمع فإذا فسدت المرأة وانحرفت فإن الأسرة والمجتمعيذهبان إلى طريق الانحراف
كل واحد منا یحاول جاهدا ً أن یحافظ على مناعة جسده ضد الأمراض ولکن یجب أن لا ننسى أننا یجب علينا أيضا أن نتحلى بالمناعة النفسيةوالاجتماعية التي تقينا الکثیر من الأمراض الاجتماعيةوالسلوکیة، المرأة طبعا إلى جانب الرجل قادرة على بناء هذه المناعة
اسس تكوين أسرة مثاليه
أسس الزواج:
*اختيار الزوج: الزوج هو شريك عمر الزوجة، وهو المسؤول عنها وعن تنشئة الأطفال وإعدادهم نفسياوروحيا، وهو المسؤول عن توفير ما تحتاجه الأسرة من حاجات مادية ومعنوية، لذايستحب ان يكون من بيئة سليمة ووراثة نـقيةوالذين يتسمان بالدين والخلق فعلى مستوى الرجل يتم اختياره وقبوله على أساس: من جاءكم ورضيتم دينه وخلقه فزوجوه. أما المرأة فيتم اختيارها على وفق: خذ ذات الدين تربت يداك.(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورحمة إنفِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا..) .فجُعلت في هذه الآية غاية الزواج، أن يسكن كلّ من الزوجين إلى الآخر ويطمئن ويستريح لوجوده، ولا تكون حالة السكن هذه، وحالة الاطمئنان والراحة في اجتماع أحد بآخر، إلاّ إذا كان هنالك انسجام بينهماواقترب كل منهما نحو الآخر بمفاهيمه وسلوكه وطريقته في الحياة.
ثم إنّ مما يساعد على الاحتفاظ بالانسجام بين الزوجين وإدامتهأن الحقوق والواجبات الزوجية متكافئة ومتعادلة بحسب طبيعة كل منهما. للزوج حقوق وواجبات، وللزوجة حقوق وواجباتوكل واحد من هذه الحقوق والواجبات متكافئ ومتعادل مع الآخر
*التكافؤ والتعادل:قدم الاسلام رؤيته للكفاءة في معناها الصحيح وإطارها السليم، المنسجم معميزان السماء: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) مع الأخذ بنظر الاعتبار حق المرأةفي العيش. فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرجل الكفؤ بقوله: «الكفوءأن يكون عفيفا وعنده يسار »
وقيل: إن الكفاءة المعتبرة في النكاح أمران: الإيمان واليسار بقدر ما يقومبأمرها والانفاق عليها، ولا يراعى ما وراء ذلك من الصنائع، فلا بأس أن يتزوج أرباب الصنائع الدنية بأهل المروءات والبيوتات، ويحرم رفض الرجل المتقدم للزواج المتصف بالدين والعفة والورع والأمانة.
أن الحياة الزوجية لتصل إلى غايتها وهي السكن والمودة والانسجام لا بد من إسهام الرجل والمرأة فيها سواء بسواء وهذا التكافؤ في الحقوق والواجبات تشير إليه الآيتان الكريمتان

وقوله تعالى: (... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ... ) .
والمراد بالتماثل في الحقوق والواجبات، هو التكافؤ والتعادل بينهماوليس أن تكون كل حقوق الرجل وواجباته هي ذات حقوق المرأة وواجباتها فالرجل عليه الإنفاق مثلاً وعلى المرأة رعاية ولدها وتنشئته وحملهأما درجة التفضيل على النساء في الآية الثانية، فنسبتها إلى الرجل لا تخرج دورهُ في الحياة الزوجية عن أن يكون عنصراً هذه الحياة وانسجامها وهي كذلك ضرورة إنسانية لصالح الزوجية.
ارشادات الاسلام في اختيار الزوجة
لا يخفى بأنّ الإسلام يرشد الزوجين إلى الأُسس السليمة عند الاختيارويكشف عن المواصفات التي يجب مراعاتها فهو يحث كلا الزوجين على بذل الوسع واستنفاذ الجهد بغية التعرف على أوصاف شريك العمر والمشورة مع الأقارب وغيرهم لكون هذه القضية حيوية وحساسة، ولا تقتصر آثارها على الزوجين فقط، بل لها آثار ممتدة لأجيال لاحقةوفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليه السلام : (إنّما المرأة قلادة فانظر ما تتقلّد، وليس للمرأة خطر -قيمة-، لا لصالحتهنَّ ولا لطالحتهنَّ: فأما صالحتهنَّ فليس خطرها الذّهب والفضة، هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها)
وكان عباد الله الصالحون يطلبون المدد والعون من الله تعالى لكي يوفقهم لحسن الاختيار، وأن يهب لهم الزوجة والذرية الصالحة (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) .
إنَّ من الأهمية بمكان أن تكون الزوجة ذات دين يعصمها عن الخطأ والخطيئة ويزرع في وعيها العقيدة الصحيحة والآداب السامية التي ستنقلها بدورها إلى أبنائها ، ولأجل ذلك حرم الإسلام الزواج من المشركات ، قال تعالى : ) وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حتى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ (
من الحقائق الموضوعية أنَّ سلامة جسم المرأة وعقلها له دور فعّال في تربية الأطفال وتقويم شخصيتهم ليكونوا أفراداً صالحين يسهمون في بناء المجتمع وتطويره.
ولم يغفل الدين الإسلامي عن هذه الحقيقة لذا نبّه على ضرورة مراعاة عوامل السلامة من العيوب الجسمية والعقلية لكلا الزوجين وجعل لكل منهما الخيار في فسخ العقد ، فيما إذا ما تبين أنّ أحدهما كان مصاباً بعيب جسماني أو خلل عقلي ، وحول هذه المسألة قال الإمام الصادق عليه السلام : (إنّما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعقل)
وقد أولى الأئمة من عترة المصطفى (عليهم السلام) عناية خاصة لمسألة اختيار الزوجة وكانوا (عليهم السلام) مع سموّ مقاماتهم ورجاحة عقلهم يستشيرون الآخرين في هذا الشأن لا لحاجتهم الواقعية لتلك الاستشارة إنما لأجل تأسيس قاعدة ارتكازية يسير عليها شيعتهم ومواليهم ومحبيهم.
ومن الشواهد الدالة على ذلك، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة الصديقة الطاهرة (عليها السلام)، لما أراد أن يتزوّج، فقال لأخيه عقيل: (انظر لي امرأة قد أولدتها الفحولة من بني العرب، لأتزوَّجها فتلدُ لي غلاماً فارساً). وفكَّر عقيل قليلاً ثم قال لأخيه: تزوج أمُّ البنين الكلابية
دور الزهراء في الاُسرة
انتقلت الزهراء عليها السلام من بيت أبيها النبي صلّى الله عليه واله وسلم إلى بيت بعلها الوصي عليه السلام ، ذلك البيت الذي تحفّه الرحمة ويغمره الايمان ، فتشكلت الاُسرة الطاهرة من سيدين معصومين درسا في أحضان النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ونهلا من فيض علمه وخلقه العظيم ومكارم أخلاقه وكمالات نفسه الكريمة ، فكان علي عليه السلام سيد الوصيين النموذج الكامل والقدوة الصالحة للرجل في الإسلام ، وكانت الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين النموذج الكامل للمرأة في الإسلام .
كانت الزهراء عليها السلام نعم الزوجة لأمير المؤمنين عليه السلام ما عصت له أمراً وما خالفته في شيء ولا خرجت بغير إذنه ، وكانت تعينه على طاعة الله تعالى ، وتؤثر على نفسها ، وتدخل عليه البهجة والسرور ، حتى إنّه إذا نظر إليها انكشفت عنه الهموم والأحزان .
روي أن الزهراء عليها السلام قالت في مرض موتها لأمير المؤمنين عليه السلام : « يا بن عم ، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني » فقال عليه السلام : « معاذ الله! أنتِ أعلم بالله ، وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله من أن أوبخك المخالفين.
وبالمقابل كان أمير المؤمنين عليه السلام نعم البعل للزهراء عليها السلام يغدق عليها من فيض حبّه وعطفه ، ويشعرها بإخلاصه وودّه لها ، وما كان يغضبها ولا يكرهها على شيء قطّ ، وإن أرجف المرجفون على هذا البيت الطاهر بأراجيف شتى .
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزَّ وجلَّ . ولا أغضبتني ، ولا عصيت لي أمراً ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.
رسمت السيدة الزهراء الطريق لمعالم البيت الإسلامي الأمثل في الإسلام ، وقد استطاعت وبكل جدارة أن تضرب أروع الأمثلة في طاعة الزوج ومراعاة حقوقه والاخلاص له ، والصبر على شظف العيش وقلة ذات اليد ، وفي القيام بمسؤوليات البيت وأداء واجبات الاُسرة في جوّ من المودة والصفاء والتعاون والوفاء ، وفي تربية الأولاد الصالحين ، بما ليس له نظير.
ـ التعاون وتقسيم العمل :
ومن مظاهر العظمة في بيت الزهراء عليها السلام والتي تستحق أن تكون قدوة لنا في حياتنا وأُسوة في تعاملنا داخل بيوتنا ، هو التعاون بوئامٍ وإخلاص بين الزوج والزوجة على إدارة شؤون البيت وتقسيم العمل في داخله وخارجه .
روى عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : « إنّ فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت ، وضمن لها علي عليه السلام ما كان خلف الباب : نقل الحطب وأن يجيء بالطعام .
وعن هشام بن سالم ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « كان أمير المؤمنين عليه السلام يحتطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة عليها السلام تطحن وتعجن وتخبز.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يشاطرها الخدمة في أعمال المنزل الخاصة بها ،
ومن مظاهر التواضع والعدل في بيت الزهراء عليها السلام أنّ تقسيم العمل لا يقتصر على أفراد الاُسرة وحسب ، بل كانت تتناوب بالعمل مع الخادمة يوماً بيوم ، حيث أهداها النبي صلى الله عليه واله وسلم جارية أسمها فضّة بعد أن كثرت الفتوح والمغانم وارتفع الفقر عن أهل الصفّة وسائر ضعفاء المدينة .
ـ تربية الأولاد :
اضطلعت الزهراء عليها السلام بمهمة اُخرى لا تقل عن مهمة مباشرتها لأعمال المنزل ، تلك هي تربية الأولاد ، فقد وهبها الله كرامة أُمومة الأوصياء ، وأعطاها شرف الربط بين النبوة والإمامة ، وقد استطاعت أن تجني من نتاج تربيتها أقدس الثمار ، فكان الحسن السبط عليه السلام أول مولود لفاطمة عليها السلام حيث ولد في النصف من شهر رمضان عام ثلاثة من الهجرة ، ثم الحسين السبط الشهيد عليه السلام الذي ولد في الثالث من شهر شعبان عام أربعة من الهجرة ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، والإمامان إن قاما وإن قعدا .
وكان المولود الثالث زينب العقيلة عليها السلام بطلة كربلاء ، وكان مولدها في السنة الخامسة من الهجرة ، وابنها الأخير حملت به في زمان النبي صلى الله عليه واله وسلم وسمّاه قبل أن يولد محسناً ، لكنه أُسقط قبل ولادته عليه السلام فاستشهد مظلوماً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأيام على إثر حوادث السقيفة
لقد غرست الزهراء عليها السلام في نفوس أولادها خصال الخير ومكارم الأخلاق ومعالي الفضيلة ، وأرضعتهم مبادئ التوحيد والدفاع عن الحقِّ ،
ونشأ أولاد الزهراء عليها السلام في ظل رعاية الاُمّ سيدة النساء والأب وصي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم يحيطهم أشرف الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله وسلم بحنانه وعطفه وتربيته ، فكانوا خيرة البشرية وقدوة الإنسانية .
وحظي الحسن والحسين عليهما السلام بمساحة واسعة من حب الرسول صلى الله عليه واله وسلم وحنانه وعطفه ، فهما ريحانتاه يشمهما ويكثر من تقبيلهما ، ويحملهما على عاتقه ، ويضمهما إليه ، ويعوّذهما ، ويعلمهما القرآن ، ويلقنهما العلم والفصاحة والشجاعة والزهد والورع ، فاستوحيا رسالتيه وروحانيته وأخلاقيته ، وتجسدت فيهما شخصيته ، فكانا اختصاراً لجميع عناصرها الأخلاقية والروحية والإنسانية ، فصارا رمز الفضيلة والمروءة وقدوةً صالحة وخلقاً كريماً ، عملا بوصاياه وتعاليمه ، وجاهدا في سبيل دينه ومبادئه ، ونهضا من أجل إقامة الاصلاح في أُمته ، فكانا عليهما السلام مشعل نور وهداية في حياة الاُمّة .
ولقد حرّم الله سبحانه أولادها على النار كرامة لعفّتها وحصانتها ، وبياناً لمنزلتهم عند الله تعالى ، قال صلى الله عليه واله وسلم : « إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها على النار) «
دور الزهراء في اصلاح المجتمع
إذا تجاوزنا دور الزهراء عليها السلام في إدارة أعمال المنزل وتربية الأولاد نرى أن سيدة النساء قد سجّلت عناوين مهمة وآفاق جديدة لدور المرأة المسلمة في مجمل النشاطات الاجتماعية والسياسية وغيرها ممّا يتناسب مع واقع وحاجات وظروف ذلك العصر .
- تعلّم النساء ما يشكل عليهنّ من الأحكام الشرعية والمعارفالإلهية الضرورية وكان يغشاها نساء المدينة وجيران بيتها ويبدو أن بيتها كان المدرسة النسائية الاُولى في الإسلام ، حيث تقبل عليها النساء طالبات للعلم فيجدن فاطمة العالمة وهي تستقبلهنّ بصدر رحب لا يعرف الملالة والسأم .
عن الإمام العسكري عليه السلام قال : « حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إنّ لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء ، وقد بعثتني إليك اسألك ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ، فثنّت فأجابت ، ثم ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشقّ عليك يا ابنة رسول الله . فقالت عليها السلام : هاتي وسلي عمّا بدا لك . . . إنّي سمعت أبي يقول : إنّ علماء أُمّتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور . . . .«
وعنه عليه السلام قال : « قالت فاطمة عليها السلام وقد اختصمت إليها امرأتان ، فتنازعتا في شيء من أمر الدين ، إحداهما معاندة ، والاُخرى مؤمنة ، ففتحت على المؤمنة حجتها ، فاستظهرت على المعاندة ، ففرحت فرحاً شديداً ، فقالت فاطمة عليها السلام : إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك ، وإنّ حزن الشيطان ومردته أشدّ من حزنها . »
-الخطب التي كانت تلقيها السيدة الزهراء "ع"وصل إلينا من خطبها للنساء خطبتها بنساء المدينة في مرض موتها ، وهي غاية في الفصاحة والمعرفة
- كان للزهراء عليها السلام مشاركة فعّالة ومؤثّرة في الدعوة إلى الله تعالى في مواقع مختلفة أهمها المباهلة مع النصارى ، ونزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة (..... ونساءنا ونساءكم...) فكانت سيدة النساء عليها السلام هي المختصة بهذا الفضل ولم يشركها فيه أحد من نساء الاُمّة . وكانت الزهراء عليها السلام معيناً للمحتاجين من أبناء المجتمع الإسلامي آنذاك
علي حسين الخباز, [02/10/2021 04:54 م]
من القواعد الارتكازية التي وضعتها السيدة الزهراء عليها السلام لبناء المجتمع هو القسمةالعادلة بين الازواج ، حيث جعلت حق الزوجةالمتوفيةلأولادها جاء في وصيتها للأمام علي عند ما حضرتها الوفاةوهي بمثابه رساله عظيمه للمجتمع الإنساني« أجد الموت الذي لا بد منه ولا محيص عنه، وأنا أعلم أنك بعدي لا تصبر على قلة التزويج فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوما وليلة واجعل لأولادي يوما وليلة يا أبا الحسن ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين فإنهما بالأمس فقدا جدهما واليوم يفقدان أمهما»
نعم هذه القسمةالعدالة بين الزواجات هي الحل الامثل للمشاكل الزوجية افي ضل مشروع تتعدد الزوجات ،و كذلك حمايه المجتمع من التفكك الاسري الحاصل بسبب هذه المشاكل ، وحمايه الايتام من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها بعد وفاة امهاتهموشعورهم بالحزن وربما الحسد لأخوتهم من والدهم لأنهم يقضون وقت أكثر مع والدهم ، جعلت السيدة ليتيم الام ليله يقضيا مع والده ،ليتخلص ذلك اليتيممن الم فقدان الام او لتقليل الحزن او الغربة والانكسار كما عبرت السيدة الزهراء "ع"والشعور بحنان الأب والتقرب منه والتعلم من خبراته ليكونوا عنصر فعال في المجتمع بشكل ايجابي .
-كان للزهراء عليها السلام دور رائد في الدفاع عن قضايا الإسلام المصيرية بعد رحلة الرسول صلى الله عليه واله وسلم إلى عالم الخلود ورضوان ربه ، فقد جهرت بالحق ودافعت عن الإمامة ، وخطبت في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خطبة بليغة أعادت إلى الأذهان الخطوط العريضة التي رسمها الإسلام لقيادة الاُمّة بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم وحفظ الدعوة وتأصيل مفاهيمها ، وقد كادت خطبتها أن تؤتي أُكلها لولا تسلّط الظالمين وبطش الجبارين .
وعلى رغم المأساة التي تعرضت لها الزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها صلى الله عليه واله وسلم فقد استطاعت أن تؤدي دورها في إلقاء الحجة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبيان الحقائق الناصعة التي طالما نوّه النبي صلى الله عليه واله وسلم بها في حياته .
جاء في خصال الشيخ الصدوق : أن فاطمة الزهراء عليها السلام لمّا منعت فدكاً وخاطبت الأنصار ، فقالوا : يا بنت محمد ، لو سمعنا هذا الكلام قبل بيعتنا لاَبي بكر ما عدلنا بعلي أحداً . فقالت : « وهل ترك أبي يوم غدير خمّ لاَحد عذراً» .
اسست الزهراء عليها السلام قاعده الدفاع عن المقدسات وبهذا جعلت المرأة الحق في المشاركة في ميدان السياسة حسب ما تقتضيالضرورة ولكن خروجها مقيد بقواعد العفة والالتزام بقواعد الدين الاسلامي فها هي الزهراء بكامل حشمتها تلقي خطابا على المسلمين وتذكرهم بناء جاء به النبي الاكرم وتحاول أن ترجع الاسلام الى مساره الصحيح وتلقي الحجه على الحاضرين وتنبأهم بما سيحدث لهم وتدافع عن حق زوجها المرسوم من السماء. وتطالب بحقها وارثها من ابيها .
ان السيدة الزهراء رسمت طريق الدفاع عن امام زمانها واستخدمت سلاحها في هذا الدفاع وهو القاء الحجج من خلال الأعلامالمتمثل بالخطب البليغة المؤثر واكملت هذه المسيرة السيدة زينب عليها السلام فكان لها ان وتدافع عن امام زمانها وتحميه وتفديه بروحها وهذا ما فعلته مع الامام السجاد ودفاعها عن أخيها المعصوم وإكمال ثورته العظيمة من خلال اعلامها الذي زلزل عروش الظالمين