أمتلك المثل الشعبي قوة جمالية وبلاغة عالية ، قاومت متغيرات الحياة لتبقى في ذاكرة الناس كونه يمثل الذاكرة الحية والهوية الثقافية ومرآة عاكسة لسلوك الإنسان في جميع أوجه الحياة ونشر القيم حسب استخداماته وحسب سلوكية التداول ، يرى بعض علماء النقد أن المثل الشعبي أكثر شهرة من الشعر لكونه يوسع حقل الدلالة إلى أقصى ما يمكن ، بكلمات أقل ، وينفتح على جميع إشكال الخطاب ألأدب / الشعر / روايات / قصص / سائر الأحاديث الشعبية ليتضح المعنى ، وهو من التعبيرات المتداولة محصول جملة من التجارب والخبرات ، ضرب من التشبيه والمقارنة ، ولكونه المرآة العاكسة ودلالاتها تعبر عن مختلف مظاهر الحياة نجد هناك أمثال قوتها في بساطتها لكن بعضها يكشف عن ظواهر سلبية ، ورثنا الأمثال من ناس بسطاء احتملت أقوالهم الخطأ والصواب لأنها تجارب العديد من الناس ، وهناك أمثال تحمل أفكارا وإحكام سلبية لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل قد بكون لتداولها اثر سلبي ، واحتمال توظيفها منذ البداية في سياق مخالف للسياق الذي قيلت فيه ، ربما تغيرت الكثير من المفاهيم اثر قدم التداول ، لذلك بعضها استعمل استعمالا خاطئا ، ( الأيد الما تكدر تلاويهه حبهه ) معالجة بعيدة عن روح الاسلام او نقرأ ( خير لاتسوي شر ما يجيك ) وكان أئمتنا سلام الله عليهم يكرمون أعداءهم ، او نسمع احدهم يقول وهو يفتخر بالمثل (ابو باجر ، اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) بعيدة عن المنطق العاقل الذي يعلم الناس ان القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود المشكلة تلخص بان كثرة التداول للمثل السيئ جعل له صدى قبول بين الناس هناك امثلة خشنة يقولها البعض بسلاسة وكأنه لم يقل عيبا ، بعض الأمثال تقوم بدور تربوي سلبي وتسوق لثقافة الإحباط وتصنع أنسانا بائسا ، وفاقد الثقة في إمكانياته و تقطع عين الرجاء ، وتمارس حربا نفسية على القائل ( مد رجلك على قد غطاك ) أو ( العين ما تعله على الحاجب ) سموم تغزو العقول ومنها صعب الذكر ( الياخذ امي اسميه عمي ) أو ( ابتعد عن الشر وغنيله ) ومع كل هذه السلبيات ما زال المثل يقودنا وهو مصدر من مصادر الرأي والاتجاهات والقيم ، ويمتاز بخفة القبول وملاحة التشبيه ، لابد أن ننظر لتلك الأمثال على أنها ابنة عصرها وان ننتقي بوعي المفيد منها ، المثل يمثل حكمة قائله
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( المثل الشعبي وسوء الاستعمال ) ( تبارك صباح )
تقليص
X
-
( المثل الشعبي وسوء الاستعمال ) ( تبارك صباح )
أمتلك المثل الشعبي قوة جمالية وبلاغة عالية ، قاومت متغيرات الحياة لتبقى في ذاكرة الناس كونه يمثل الذاكرة الحية والهوية الثقافية ومرآة عاكسة لسلوك الإنسان في جميع أوجه الحياة ونشر القيم حسب استخداماته وحسب سلوكية التداول ، يرى بعض علماء النقد أن المثل الشعبي أكثر شهرة من الشعر لكونه يوسع حقل الدلالة إلى أقصى ما يمكن ، بكلمات أقل ، وينفتح على جميع إشكال الخطاب ألأدب / الشعر / روايات / قصص / سائر الأحاديث الشعبية ليتضح المعنى ، وهو من التعبيرات المتداولة محصول جملة من التجارب والخبرات ، ضرب من التشبيه والمقارنة ، ولكونه المرآة العاكسة ودلالاتها تعبر عن مختلف مظاهر الحياة نجد هناك أمثال قوتها في بساطتها لكن بعضها يكشف عن ظواهر سلبية ، ورثنا الأمثال من ناس بسطاء احتملت أقوالهم الخطأ والصواب لأنها تجارب العديد من الناس ، وهناك أمثال تحمل أفكارا وإحكام سلبية لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل قد بكون لتداولها اثر سلبي ، واحتمال توظيفها منذ البداية في سياق مخالف للسياق الذي قيلت فيه ، ربما تغيرت الكثير من المفاهيم اثر قدم التداول ، لذلك بعضها استعمل استعمالا خاطئا ، ( الأيد الما تكدر تلاويهه حبهه ) معالجة بعيدة عن روح الاسلام او نقرأ ( خير لاتسوي شر ما يجيك ) وكان أئمتنا سلام الله عليهم يكرمون أعداءهم ، او نسمع احدهم يقول وهو يفتخر بالمثل (ابو باجر ، اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) بعيدة عن المنطق العاقل الذي يعلم الناس ان القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود المشكلة تلخص بان كثرة التداول للمثل السيئ جعل له صدى قبول بين الناس هناك امثلة خشنة يقولها البعض بسلاسة وكأنه لم يقل عيبا ، بعض الأمثال تقوم بدور تربوي سلبي وتسوق لثقافة الإحباط وتصنع أنسانا بائسا ، وفاقد الثقة في إمكانياته و تقطع عين الرجاء ، وتمارس حربا نفسية على القائل ( مد رجلك على قد غطاك ) أو ( العين ما تعله على الحاجب ) سموم تغزو العقول ومنها صعب الذكر ( الياخذ امي اسميه عمي ) أو ( ابتعد عن الشر وغنيله ) ومع كل هذه السلبيات ما زال المثل يقودنا وهو مصدر من مصادر الرأي والاتجاهات والقيم ، ويمتاز بخفة القبول وملاحة التشبيه ، لابد أن ننظر لتلك الأمثال على أنها ابنة عصرها وان ننتقي بوعي المفيد منها ، المثل يمثل حكمة قائلهالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس