إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السابع من ذي الحجة-الإمام الباقر عليه السلام حياة حافلة وعطاء غَر وشهادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السابع من ذي الحجة-الإمام الباقر عليه السلام حياة حافلة وعطاء غَر وشهادة




    تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية لواحدة من مآسي أهل البيت عليهم السلام ألا وهي استشهاد الإمام محمد الباقر عليه السلام في السابع من ذي الحجة الحرام، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على جانب يسير من حياته الكريمة.

    ولادته:
    ولد الإمام الباقر عليه السلام في شهر رجب المبارك عام 57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرون ولادته التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ عشرات السنين.
    أمة الماجدة فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقيل ام عبد الله، فأصبح عليه السلام ابن الخيرتين وعلوياً بين العلويين.
    روي في دعوات الراوندي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقى معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها ابي عليه السلام بمائة دينار.

    ألقابه عليه السلام:
    إسمه الشريف محمد، وكنيته أبو جعفر، والقابه الشريفة الباقر والشاكر والهادي، وأشهر القابه الباقر، وقد لقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به كما ورد في رواية سفينة عن جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين عليه السلام يقال له محمد، يبقر علم الدين بقراً فاذا لقيته فاقرأه مني السلام.
    وروى الشيخ الصدوق عن عمروبن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سمي الباقر باقراً؟ قال: لانه بقر العلم بقراً أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً.
    وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة مع كثرة عناده ونصبه: (أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكانها فلذلك هو أظهر من مخبئآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام واللطائف مالا يخفى الا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ).

    إمامته:
    ومن مزايا هذا الوليد الطاهر أنه ملتقى ورابط بين أسرة الإمام الحسين وأسرة الإمام الحسن، فهو أول هاشمي علوي يولد من جهة الحسن والحسين عليهما السلام، لأن أباه علي بن الحسين وأمه فاطمة بنت الحسن عليهم السلام، فكان الباقر ملتقى الكرامات وآصرة علوية أثلج بولادته قلوب أهل البيت عليهم السلام فما أكرمه وما أعظمه.
    وروي أن الإمام السجاد عليه السلام قال لابنه الباقر عليه السلام: بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعى فيما بيني و بينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقاً من نار.
    وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا فارق الحسين الدنيا، فالقائم بالامر بعده علي ابنه وهو الحجة والامام وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس إلي وهو الامام والحجة بعد أبيه.

    مناظراته:
    لقد عرف عهد الإمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة لان دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الكاسدة فجلس الإمام الباقر بكل جهاد إمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم.

    عبادته:
    العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكلف يراد الخلاص منه بل كانوا يأنسون بالعبادة لله تعالى.
    حكى (افلح) وهو خادم الإمام الباقر عليه السلام قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى فقلت بابي أنت وأمي إن الناس ينظرون أليك فلو خفضت صوتك قليلاً.
    قال: (ويحك يا افلح ولم لا ارفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فالفوز بها غداً).

    من معاجز الامام الباقر عليه السلام:
    روى القطب الراوندي بسنده عن ابي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أنا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير إضمن لي الجنة، قال: أولا أعطيك علامة الائمة؟ قلت: وما عليك ان تجمعها لي؟ قال: وتحب ذلك؟ قلت: كيف لا أحب فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالساً (وفي رواية مختصر البصائر: فأبصرت جميع الأئمة عليهم السلام عنده) قال:يا أبا محمد مد بصرك فأنظر ماذا ترى بعينك.
    قال: فوالله ما أبصرت الا كلباً وخنزيراً وقرداً، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال: هذا الذي ترى هذا السواد الأعظم، لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه الصور، ثم قال: يا ابا محمد إن أحببت تركتك على حالك هكذا وحسابك على الله وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالتك الأولى؟
    قلت: لا حاجة لي إلى هذا الخلق المنكوس، ردني فما للجنة عوض، فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت.

    كرمه:
    تقول سلمى خادمة أبي جعفر الباقر: انه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم في بعض الأحيان ويعطيهم الدراهم قالت: فكنت اكلمه في ذلك لكثرة عياله وتوسط حاله فيقول: (يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الأخوان والمعارف) فكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة ألف درهم.

    من شهد كلامه عليه السلام:
    الأولى/ قال عليه السلام: ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم.
    الثانية/ قال عليه السلام: الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة.
    الثالثة/ قال عليه السلام: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك.
    الرابعة/ سلاح اللئام قبيح الكلم.
    الخامسة/ إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق.
    السادسة/ قال عليه السلام عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.
    السابعة/ عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.

    استشهاده:
    ورد في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي أن الإمام محمد الباقر قد استشهد مسموما في عهد مُلك هشام بن عبد الملك وتشير المصادر أن هشام بن عبد الملك كان وراء سم الإمام عليه السلام.
    وقال الصادق عليه السلام: ان ابي عليه السلام قال لي ذات يوم في مرضه: يابني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناساً منهم، فقال: ياجعفر إذا انا مت فغسلني وكفني وارفع قبري اربع اصابع ورشه بالماء.
    فلما خرجوا قلت: يا ابت لو أمرتني بهذا لصنعته ولم ترد ان أدخل عليك قوماً تشهدهم؟ فقال: يابني اردت أن لا تنازع.
    وفي رواية أن عليه السلام قال: يابني أما سمعت علي بن الحسين عليه السلام ناداني من وراء الجدران يا محمد تعال عجل.
    وروي أيضاً في بصائر الدرجات عن الإمام الصادق عليه السلام انه أتى أبا جعفر عليه السلام ليلة قبض وهو يناجي، فأومأ إليه بيده أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة ثم أتاه فقال: يابني أن هذه الليلة التي أقبض فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    قال وحدثني أن أباه علي بن الحسين عليه السلام أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، وقال اشرب هذا فقال: يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن تقبض فيها، فقبض فيها.
    وروى القطب الراوندي بسند معتبر عن الصادق عليه السلام قال: لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر، قال يا بني هذه الليلة التي وعدتها، وقد كان وضوءه قريباً، فقال: أريقوه أريقوه، فظننا أنه يقول من الحمى فقال: يابني أرقه، فأرقناه فاذا فيه فأرة.
    وروى الكليني بسند معتبر صحيح عنه عليه السلام قال: ان رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له: انطلق فصل على أبي جعفر عليه السلام فان الملائكة تغسله في البقيع.
    وروي أيضاً أن ابا جعفر عليه السلام أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه.
    وروي أيضاً عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبي: ياجعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى.
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.
    موقع الشيرزاي نت

  • #2
    دوافع اغتيال الإمام الباقر (عليه السلام):

    أما الأسباب التي أدت بالاُمويين الى اغتيال الإمام (عليه السلام) فهي:

    1 ـ سمو شخصية الإمام الباقر (عليه السلام): لقد كان الإمام أبو جعفر (عليه السلام) أسمى شخصية في العالم الإسلامي فقد أجمع المسلمون على تعظيمه، والاعتراف له بالفضل، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية.

    لقد ملك الإمام (عليه السلام) عواطف الناس واستأثر بإكبارهم وتقديرهم لأنه العلم البارز في الاسرة النبوية ، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الاُمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه.

    2 ـ أحداث دمشق:

    لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث دمشق سبباً من الأسباب التي دعت الاُمويين الى اغتياله (عليه السلام) وذلك لما يلي:

    أ ـ تفوق الإمام في الرمي على بني اُمية وغيرهم حينما دعاه هشام الى الرمي ظاناً بأنه سوف يفشل في رميه فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام. ولمّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم، ذهل الطاغية هشام، وأخذ يتميز غيظاً ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصمم منذ ذاك الوقت على اغتياله.

    ب ـ مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عليه العجز ممّا أدّى ذلك الى حقده عليه.

    ج ـ مناظرته مع عالم النصارى، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم معترفاً بفضل الإمام وتفوّقه العلمي في أمّة محمد(صلى الله عليه وآله)، وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام. ويكفي هذا الصيت العلمي أيضاً أن يكون من عوامل الحقد على الإمام(عليه السلام) والتخطيط للتخلّص من وجوده.



    إعداد: قيس العامري

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

    المصادر:

    -أعلام الهداية الامام محمد الباقي (عليه السلام)

    -المناقب ج 3 ص 334 .

    -حياة الإمام محمد الباقر لفضيلة الشيخ باقر شريف القرشي.

    تعليق


    • #3
      من معالم عصر الإمام الباقر (عليه السلام)

      الحياة السياسية




      عاش الإمام الباقر عليه السلام فترة حكم بني أمية بمرحلتي بني سفيان وبني مروان، هذه الفترة التي تميزت بتعبئة العالم الإسلامي في مواجهة أهل البيت عليه السلام، بكل أساليب الدعاية والإغراء المادي والمعنوي، فإن أعلن عداءه لنهج أهل البيت عليه السلام وإلا لم يكن له إلا الاضطهاد والظلم والقمع وفي كثير من الأحيان حد السيف.

      في هذه الأجواء وبعد أحداث عاشوراء ومفاعيلها، قام الإمام الباقر عليه السلام وسط كل تلك الضغوط النفسية والمادية ليقوم بدوره ضمن مرحلته.

      ولكن رغم كل الأجواء الضاغطة كان هناك فسحة من الراحة نتيجة انشغال الأمويين الأمويين بنزاعاتهم الخاصة للاستيلاء على الحكم بالإضافة إلى الكثير من الثورات التي انطلقت تباعاً بعد واقعة كربلاء والتي أضعفت الحكم الأموي...

      وقد استفاد الإمام عليه السلام من هذه الفسحة في مواجهة الانحرافات، فما هي مشاكل عصره عليه السلام وكيف واجهها؟

      الأجواء العامة الحاكمة
      وقد مر معنا أن مراحل حياة الأئمة عليه السلام يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، وقد جمع بعض المراحل جهود الأئمة السجاد، والباقر، وقسم من حياة الصادق عليهم السلام والعوامل التي ميزت هذه المرحلة هي:

      أ- انتشار الخوف في كافة المناطق الإسلامية خصوصاً بعد واقعة الحرة.

      ب- الانحطاط الفكري الذي كان يعمّ أكثر الناس في العالم الإسلامي وهذا كان نتيجة للابتعاد عن التعاليم الدينية خلال سنوات طويلة.

      ج- الفساد السياسي المتفشي بين الحكام سواء في المستوى النظري أو العملي.

      في ظل هذه العوامل بدء الإمام السجاد عليه السلام بالعمل المتواصل والدؤوب كما مر معنا، وأكمل ابنه الإمام الباقرعليه السلام، ولكن في زمنه كان الوضع قد تحسن عما كان عليه وذلك بفضل جهود الإمام زين العابدين عليه السلام ولكن ما كان يميز عصر الإمام هو أن الناس لم يعودوا متصفين بعدم الاكتراث وعدم الولاء لأهل البيت عليهم السلام كما كانوا عليه.


      مشاكل العصر
      لقد وصل الانحراف في عصر الإمام الباقر عليه السلام إلى ذروته، سواء على مستوى الحكم والسلطة أو على المستوى العقائدي والديني والثقافي، فالحكم صار كتلة ظلم وجور، والعقائد والمفاهيم صارت تتضاربها الأهواء فكثرت المدارس وتعددت المناهج وتعمّقت الخلافات.

      ويمكن أن نشير في هذا الإطار إلى بعض التيارات التي واجهها الإمام عليه السلام:


      1- الغلاة:
      وقد نشطوا بقيادة المغيرة بن سعيد الذي قال في حقه الإمام الصادق عليه السلام: "لعن الله المغيرة إنه كان يكذب على أبي".

      2- المفوضة والمجبرة:
      يقول الإمام الباقر عليه السلام: "إياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوض الأمر إلى خلقه وهناً وضعفاً ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً".

      3- المرجئة:
      وهم الذي حكموا بمشروعية أعمال الخلفاء وتركت الحكم فيما اقترفوه من الأحداث الجسام إلى الله يوم القيامة.

      وقد قال عليه السلام محذراً منهم: "اللهم العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا والاخرة".

      * محطات من سيرة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
      2024-06-06



      تعليق


      • #4
        احسنتم وبارك الله بكم....وجعله في ميزان حسناتكم.

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وال محمد
          شكرا لكم كثيرا
          مأجورين
          ​​​​​​

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X