إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( قراءة في كتاب )ج1علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( قراءة في كتاب )ج1علي حسين الخباز


    العنوان/ الإسلام ومحنة افتراق الطرق
    الكاتب الأستاذ صالح الطائي
    الدعوة الى تغيير أنماط التفكير التقليدية شغلت بال الكثير من المفكرين والفلاسفة ولاسيما بعد ازدهار علم النفس وتطور البحوث التي تحث على التماهي مع الجانب المعرفي ، ومحاولة أدراك ماهية الفكر ومفهوم اختلاف الآراء في تحديد وظيفته. من هنا يرى الدكتور صالح الطائي أن النجاح بالخروج من مأزق المتاهات الفكرية يحتاج إلى عقول ناضجة، ويرى إن هذه المتاهات قد لا تكون حقيقية.
    عليه أرى أن استحكامات الوعي تقود الإنسان إلى بلورة السلوك الفكري والمقدرة الروحية على استيعاب معنى المتاهة التي تغري الأذكياء، وتثير رغبة في تحدي الصعاب وعدم الرضوخ إلى البساطة وتسطيح المعلومة. وتأتي فكرة العلاقة الإدراكية بين ما يكتبه الباحث وإعراض المتلقي الكسول عن القراءة أحيانا بسبب ضعف ارتباط معظم الشباب اليوم بالقراءة المتعمقة، وليس العيب في المؤلفات الكبيرة التي حملت توقيع علم من أعلام الثقافة (صالح الطائي). من هنا أرى أن العزوف عن القراءة ناتج عن محدودية الرغبة الجادة في فهم الأمور الفكرية، وهو موقف من مواقف النكوص النفسي والسبب الرئيس هو العجز عن التأمل والمتابعة ، وعدم امتلاك الشباب لرؤية تهديهم إلى الموقف السليم، ولاستسهالهم التخبط في المواطئ الرخوة والمفتعلة، ومن ثم الرضوخ عند المحرف والموضوع من الأفكار الصفراء التي تردهم من وسائط التواصل الاجتماعي، والمعروف أن التلقين الأعمى لا يقدر على بناء الموقف السليم الذي يحتاج إلى فهم إدراكي ووعي يبصر ذاته، بخلافه تكون لامتلاك القدرة قوة على صنع المعنى وفهم الأفكار التي يتحول الإنسان من خلالها إلى مصدر للحياة، يبحث عن الفكر التحرري التنويري ولا يتأثر بالفكر المنفلت؛ الذي يجعل هؤلاء الشباب يطالبون بحركات تصحيح شامل بلا قيود أو أثر للمناهج الدينية، ظنا منهم أن عصر الدين قد أنتهي وعصر التدين صار من الماضي ، يمكن النظر إلى كل التجارب العلمية والنظرية التي تناولت الفكر الديني ، على أنها انطلقت من البحث عن حقيقة الدين والوجود الرابط بين هذه الرؤى على اختلاف جوانبها، وأنها قد تباينت من حيث الإنصاف، والإنصاف بحد ذاته هو قضية وعي أيضا، وإلا فان زمن الحرية المزعومة يجعلنا أمام محنة حقيقية توجب على الدين إما أن ينسحب من الساحة وينزوي في مساجد مهملة، مقفلة الأبواب، أو أن يقوم بحركة تصحيح كبرى وشاملة لكل مفردة من مفردات منهجيه العبادي والقيادي التي بزعم الشباب أنها لا توائم العصر، عصرهم هم وليس العصر الإنساني القويم. وأنا قضيتي في هذه القراءة الوقوف عند ثراء مقدمة الكتاب والنظر للمقومات الفكرية المبدعة كأثر تدويني يبحث في معنى الدين وأثره الفكري في المجتمعات، وأثر التمسك بهذه القيم الإنسانية وفي اشد أيام الحلكة وأقسى المراحل الدموية، وفي أشرق أنوارها تثقيفا وتطويرا لم تفكر مجرد تفكير بسيط بأن تتخلى عن الدين وتكتفي بما سنته القوانين الوضعية، وإنما حاولت التماهي مع الدين لتكتسب من نقائه ما يزيل درن وجودها. احترمته ولم تعمل على اجتثاثه، وهذا يدل على أن الشباب يعيشون جمودا فكريا عاجزا عن استخلاص الفائدة من تجارب الآخرين، وأنهم عجزوا عن استثمار الفكر البناء لسائر مجالات الحياة، وتسخيره لخدمة الإنسان.

    الغرض من تأليف الكتاب كما توضح المقدمة هو توضيح إشكالات بعض الجزئيات التي منحت هؤلاء فرصة رفع الصوت فوق صوت الآذان، لنتأمل معه الحجج التي يهاجمون بها الإسلام بأنه لا يفسح مجالا للحريات الفكرية، وانه دين قمعي يسوق الناس بالعصي، عزز هذا الاتهام ما يمارسه الطغاة باسم الدين. السؤال الذي يجعلنا ندخل للواقع الفكري لمقدمة كتاب (الإسلام ومحنة افتراق الطريق): هل الإسلام يعيق قيام مجتمع حر؟ وهل الإسلام يقتل روح المبادرة؟ حيث أن التحدي قوي ومنتشر ومؤثر في روحية الشباب من أصحاب التجارب القليلة والخبرات الأقل. ليعيش الفكر التقليدي بثوب التقدمية، هل يكفي أن نبين لهم أن النظم الفكرية التي تأثروا بها هي أفكار مستوردة من أنظمة الكفر؟ برأيي أن هذا الأسلوب سيبعدهم عنا وسيضخم عندهم روح العناد ، ويقوي عزيمتهم في الممانعة لأننا عجزنا عن إيراد ما يقنع أو له قدرة الإقناع. ولذا علينا أن نتبنى بث مشروع فكري يظهر للعالم أن نظام الإسلام له قدرة بناء حرية أرقى من تلك الحرية التي تقيمها الأنظمة الأخرى وعلى رأسها النظام الديمقراطي، المشكلة أننا نخاطب الآخرين بما نقتنع به ، وهم أيضا لديهم القناعة بما يفكرون، لهذا لابد أن نحمل قناعاتنا إلى العالم، إلى أولئك الذين تأثروا بنظم الغرب بلغتهم، لكي نكون مقنعين، القضية غير معنية بتمسكنا بديننا دون أن نؤثر بفكر المنحرف عن الدين أو الآخر، علينا اظهار الواقع الفكري ليكون مواجها للقضايا السلبية التي يزخر بها الواقع المعاش، والاعتراف أن الكثير من ممارسات المسلمين المعاصرين بعيدة عن الإسلام، ومن ينهل من هذه السلبيات ويعتبرها مرتكز بناء الدين يكون قد تاه وشذ عن المعنى السليم. من هنا أرى أنه لابد من الحديث عن الإسلام كفكر، مثلما هم يستوردون الرؤى الغربية كفكر ويتركون ولا يلتفتون إلى الواقع الغربي المتردي إنسانيا واجتماعيا،
    نعود إلى المسعى الفكري للأستاذ صالح الطائي في هذه المقدمة القصيرة والثرية بروح الانتماء الفكري للإسلام، فهو من خلالها يريد أن يجعلهم يعرفون حجمهم الحقيقي من خلال إبطال الحجج التي يتعكزون عليها، وهو بالتأكيد عمل فيه الكثير من الجرأة ويحتاج إلى الكثير من الشجاعة والحياد، ومع الجرأة والشجاعة أرى أننا نقف أمام محنتين:
    ( المحنة الاولى) ...
    مساحات واسعة في النشاطات الاعلامية والثقافية وعلى مستوى الندوات والمحاضرات واللقاءات في الفضائيات أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف والمجلات جعلت للفكرة بريقا قويا ولاسيما لواقع متردٍ يعيش القهر والاستبداد، وقد حولها هذا البريق من بعد فكري إلى ممارسات تتعلق بحريات أساسية مثل حرية التعبير والتنظيم.
    (المحنة الثانية )...
    الشباب لا يكترثون بالأسس الفلسفية التي ينطلق منها الفكر بقدر اهتمامهم ببعض المظاهر التي يرتاحون لها ، ويودون أن يكون هذا الفكر جزءً من واقعهم ، علهم ينعمون بإقامة نظم سياسية ديمقراطية، وهذا ما يتوكؤون عليه، بينما يرى الأستاذ الطائي أن إسقاط العصا من أيديهم سيجعلهم ضعفاء مثل حقيقتهم، وحينها سيشعرون بان الحيطان التي كانوا يتحصنون وراءها انهارت ولم يعد لهم من ملجأ إلا الاعتراف بالحقيقة.
    قبل الدخول إلى جوهر المقدمة، أرى بأننا كلنا بحاجة فعلية لاستعادة فهم الفكر الإسلامي، فالكثير من الشباب إن لم يكن أغلبهم يجهلون الفكر على حقيقته، الصفاء المحمدي وفكر أهل البيت عليهم السلام ، ولذا صار العالم ينظر إلى الفكرة المزيفة باعتبارها تعبر عن رموز فكرية صاغت لنا مفاهيم الدين، درب الفضيلة البعيد عن الغطرسة درب وعر، لكن حركة البحث تجعل الإنسان يقظا. وقد قدمت لنا المقدمة عدة سبل فكرية مهمة صاغت لنا الوعي
    ( السبيل الأول )
    اثأر الأستاذ الطائي مسألة مهمة ...ان الدين لن يعاملهم بالمثل وإنما سيوفر لهم حماية الحرية والمعتقد بحدود المعقول
    *
    ( السبيل الثاني )
    لا يرفض فكرة تجديد الفكر الديني بل يراه واجبا وذلك هو التماهي مع الطور الإنساني
    *
    ( السبيل الثالث )
    الدين مثل أي منظومة حياتية قابلة للتطوير والتخلي عن منهجية القدسنة اللا معقولة ، ولم ينكر وجود منهجية قدسنة معقولة يجب احترامها، المقدس معروف، والمزيف معروف، ومن البساطة التميز بينهما.
    *
    ( السبيل الرابع )
    النجاح في التميز الذي يفرق بين المقدس الحقيقي والمقدس المزيف سوف يشد من عضد الدين بنفس الدرجة التي سيشد فيها من عضد الإنسانية وكل طلاب الحقيقة.
    ( السبيل الخامس )
    نحتاج اليوم إلى الخروج من محطة التفكير النمطي التقليدي لنبحث عن منهجية جديدة تقدم الدين على انه العلاج الأنجع لجميع مشاكل الإنسانية.
    *
    ( السبيل السادس )

    الشعور بنعمة الدين يجعلنا نفخر بتفوقنا الفكري الجوهري ، ويميزنا الإيمان بفضائل هذا الفكر ـــ الالهي ــــ وان وعينا بوجودنا والإحساس بأننا نحمل الفكر النير لابد ان يدفعنا الى الالتزام ، وهذا الالتزام يراعي حقوق الآخرين، وإنما من خلال كشف صفحاته البيضاء التي اخفاها الكهنة عن الناس خوفا من خسارتهم لمراكزهم القيادية.
    *
    ( السبيل السابع)
    وجهة النظر الواعية قد لا تلقى قبولا، والوعي السائد لا يمتلك إمكانية استيعاب اليقظة الفكرية، لكن مع الثابت والدعم ستجد القبول ليس من الوعي السائد بل من صناع الغفلة أيضا.
    **
    ( السبيل الثامن )
    يرى الأستاذ صالح الطائي أن الأديان كل الأديان نقية في أصلها وجوهرها، لكن المتدينين هم الذين أزالوا عن وجهها البسمة والبسوها وجه الصرامة والقوة والتشدد والتضييق ، وأخذوا يبتعدون عنها طلبا للحرية.
    &&
    ( السبيل التاسع )
    محور النقد في هذا الكتاب موجه إلى فكر المتشددين أنفسهم الذين سببوا كل أنواع التشدد الذي قاد البشرية إلى الهلاك وليس موجها إلى الفكر الديني.
    من هنا أعتقد أن الوقوف بهذا التأمل عند المقدمة سيجعلنا ندخل الكتاب بشغف، فالمقدمة حين تكون بهذه القوة تعني أننا أمام كتاب كبير للكاتب كل التوفيق.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X