إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((قافلة الأحزان))(سهى البهادلي)​

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((قافلة الأحزان))(سهى البهادلي)​



    انقضّى العاشرُ مِنَ المُحرم،
    ولم يبقى سوى النساء والأطفال، رماد الخيام وصُراخ الأيّتام، وحرائر المُصطفى بلا حامً ولامُعين،

    يَتَصفحُ وجوههُن الأعداء وليسَ مَعهُن سوى عَليل اجهدهُ المّرض، وها هو ليل الحادي عشر قد جن، وبدأت الوحشة تُخيم على عيال أبي عبدالله،

    قامت أم المصائب زينب بمجمع الأيتام من حولِها، وأخذت توصيهُن بأن لا تتُركُ إحداهن الأخرىّ إذا أسرهُنَ الأعداء، وما هي إلا سويعات قصيرة حتى بزغت شمسَ الحادي عَشر من المحرم،

    يومٌ جديدٌ مِن المآسي والألم يُقبل على نساء بني هاشم، هذه النوق الهُزل قد جُهزت وينتظرون نَظم الرَكب كي ينتقلوا إلى الكوفة،

    وأخيراً اكتمل موكبُ الحُزن، وحان وقت الرحيل، نياق هُزل وعليلٌ مُقيد وأطفالٌ تصرُخ مِن لظى العَطشّ، ونساء دونْ هَوادج وخِمار، هكذا كان حالُ نِساء الإمام الحُسين عليه السلام حينَ السَبيّ؛

    وزينب سلام الله عليها تنظُر اليهم بقلب دامً لكن ليس باليدِ حيلة، سار الركب بقيادة رؤوس بني هاشم أسود آل عبد المطلب، وها هو رأس الحُسين كالشمسِ في كبد السماء، يتقدم الرؤس كعادته كأنه يتفقد حال اُخته الحوراء عليها السلام، ومعه ثلة من كواكب الطالبيين، بدورٌ تَعتلي اسنة الرماح، يحرسون نجوماً تمتطي الهُزل مُقيدين بحبال الغي،

    وبين تلكَ البدور أضاء نور قمرّ بني هاشم، ها هو رأس الكافل الذي وفى بِدينهِ، يدور حول القافلة، رأسٌ مميزٌ فوق الرماح لأن النَبلَّ لا زال نابتً في أم عينه،

    استمر المسير حتى وصلوا الكوفة، فوجدوا الناس قد انقسموا سماطين، فريق مع الحسين وآخر مع يزيد، اقتربت القافلة من قصر الامارة وبدأت الذكريات تُزاحم خَلَد أم المصائب،

    بالأمس دَخَلت الكوفة أميرة في خبى والدها أمير المؤمنين، واليوم سبية بيد العداء، فكيف لتلك الأميرة أن تتحمل ارزاء الاسيرة؟ وإذا بها تقف بين يدي ابن زياد وهو يسألها بِكُل وقاحة هل أنتي زينب بنت علي؟

    يسألها ذلك السفيه و كأنه يجهل مقامها!؟

    لكنها افرغت عن لسان أبيها أمير المؤمنين عليه السلام بكلام أخزاه،

    و ما لبثوا في الكوفة إلا يومين حتى قام أبن زياد إرسالهم إلى الشام خوفا من انقلاب الكوفيين عليه، ها هي زينب تبدأ مسيرة جديدة، محملة بالغصص والرزايا وهي تتحمل اعباء عائلة كان اخيها الحسين قد اوصاها بهم وهي الآن تلعب دور الكافل المحامي والأم الحنون على عيال اخوتها وبنوا عمومتها،

    وصلت قافلة الحُزنِ إلى الشام من بعد مسير طويل، ابقوهم في باب الساعات حتى اغماهم التعب وشدة السفر، ولكن الرزية العظمى والطامة الكبرى هو وقوف الفاطميات في مجلس يزيد بدون خمار، وهو ينكُثُ ثنايا الحسين أمام النسوة محاول إحباط عزيمة جبل الصبر زينب وما كان منها إلا أن تَخطُب بتلكَ الخطبة العظيمة التي زلزلت عرشَ الطغاة، ومازالت كلماتها تُدوي حتى يومنا هذا {والله لا تمحو ذكرنا}

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X