خضعت المرأة العراقية بصورة عامة والكربلائية بصورة خاصة الى مجموعة من المؤثرات، التي أثرت تأثيراً كبيراً في تحديد مكانتها في المجتمع على الرغم من القيود المفروضة عليها التي كان لها الأثر في شل حركتها. وكادت أن تأخر مساهمتها في بناء مجتمعها لطبيعة مجتمع المحافظ بصفاته الدينية جعلها تقبع في بيتها وتلبي كل متطلبات البيت ادارة شؤونه التي تتوزع عادة بين الطبخ والغسل والتنظيف وتربية الأطفال وما إلى ذلك من امور وبقيت جزءاًً من بيتها، لا تختلط بغير أهلها، إلا في المناسبات الدينية والمآتم الحسينية في عاشورا وفي زيارة العشرين من صفر والمعروفة لدى المسلمين بأربعينية الامام الحسين بن علي عليهما السلام. وبما إن الخدمة الحسينية لا تقتصر على الرجال فقط، فللنساء دور في هذه الخدمات، وقد يكون كبيرا جدا، فالتي تتبع مسيرة زينب الحوراء (ع) تعي أن المرأة لها دورها المهم في جميع جوانب الحياة، ويجدر الإشارة إلى أن هذه الخدمة قد تكون أمرا غير ملموس أو مادي (أموال)، فقد تأتي في صيغة إعلامية مناصرة للطف ولمبادئ الحسين (ع)، وذلك عبر نشر مقطع فيديو للخدام، أو قد تكون خدمة توصيل لزائر كريم، فالخدمة الحسينية لا تقتصر على المواكب وحدها أو ما يقدَّم فيها للزوار، وإنما أشكال كثيرة من الخدمة تصب في نصرة القضية الحسينية ومبادئها التي تروم السعادة والحياة الكريمة للإنسان.ولهذا نرى ان دور المرأة لا يمكن أن يغفل إذ يقع عليها واجب التبليغ ونشر العقيدة الحسينية والعمل على نوعية وتربية النشء الجديد لغرض إقامة قاعدة شعبية قادرة على استيعاب الأطروحة الحسينية وفهم فلسفة الثورة العالمية وأهدافها من هنا نرى النساء يمارسن دور لا يقل عن نساء الطف مع الفارق بين الدورين
ان المرأه هي نواة المجتمع، بل هي نصفه وهي جسورة مقتدرة عارفه بما تقدمه من خدمات ، بما في ذلك دورها في خدمات الزائرين في مواسم الزيارات المليونية وخاصة في زيارة الاربعينوما تقدمه من مأكل ومشرب والخدمات الطبية كالوقاية الصحية والإرشادية للزائرين الوافدين إلى زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).وهي تشعر بأمان تام وكأنها محاطة بين أهلها وأخوتها وناسها. إنَّ المرأة تواكب وتساند الرجل بشتى الظروف والمحن.ولهذا واستكمالا لعملهن في الخدمة الحسينية تنصحهن بأن يلتزمن الهدوء والوقار والسكينة وخفض الصوت وأن يبدين حزنهن على المصاب.وعندما تتمتع برؤية قبة أبي عبد الله وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) تشعر وكأنها قد بادرت بالمؤاساة لقلب مولاتنا الزهراء والعقيلة زينب وتدعو بدعاء أن يظهر حق كلّ مظلوم بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان لكي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وتوصي المرأة خواتها الزينبيات بالالتزام الحجاب الشرعي والوقاية الصحية ؛ لأنها تمثل في هذا المسير السيدة زينب في مسيرها إلى كربلاء حفاظا عليها .
عندما أرى قبة الإمام نجهر بالبكاء والعويل ونذكر أمامنا الحسين الشهيد الذي ضحى من أجلنا بدمه فرحم من نادى واماماه واحسيناه.
ونوجه كلمة لكل امرأة زينبية بالاقتداء بصبر وعنفوان السيدة زينب وأخواتها وبنات الرسالة التي لو لم يكن في واقعة كربلاء لما كان لهذه الفاجعة من صدى فزينب هي اول إعلامية نطقت بالحق أمام جور سلطان عصرها لعنه الله. مع اختلاف الثقافات وعادات الشعوب والفروق الفردية بينهما لكن نجد هناك نساء قد كانت لهن بصمة واثر كبير ونماذج كهذه نجدها قد أخذت منهجهما من بنات آل محمد التي هن خير قدوة يحتذها بها.
ابواب الله التي لا ترد سائلها ولا تذلل طالبها هم أوتاد الأرض فلولاهم لما كنا نسأل من الله بحقهم عنده ان يكونوا لنا ذخراً في حياتنا وشفعاء لنا في مماتنا.
وكأن الجميع اجتمع في بؤرة واحدة هي كربلاء المقدسة.. حيث يتسلم الزوار واستقبالهم وحمايتهم وتقديم العون لهم ونصب مفارز طبية لهم ومساندتهم ومساعدتهم حتى إكمال الزيارة الأربعينية وتوديعهم .