بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سائل يسأل عن رواية قد إحتار في معناها على الرغم من ضعف سندها:
هنالك رواية عن المهدي (عجّل الله فرجه) اَلشَّيْخُ اَلطُّوسِيُّ فِي اَلْغَيْبَةِ ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي حَدِيثٍ لَهُ اِخْتَصَرْنَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: (إِذَا قَامَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ اَلْكُوفَةَ وَأَمَرَ بِهَدْمِ اَلْمَسَاجِدِ اَلْأَرْبَعَةِ حَتَّى يَبْلُغَ أَسَاسَهَا وَيُصَيِّرَهَا عَرِيشاً كَعَرِيشِ مُوسَى وَتَكُونَ اَلْمَسَاجِدُ كُلُّهَا جُمّاً لاَ شُرَفَ لَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَيُوَسِّعُ اَلطَّرِيقَ اَلْأَعْظَمَ فَيُصَيِّرُ سِتِّينَ ذِرَاعاً وَيَهْدِمُ كُلَّ مَسْجِدٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ وَكُلَّ جَنَاحٍ وَكَنِيفٍ وَمِيزَابٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلْخَبَرَ)[1]، يا ترى ما هذه المساجد التي لها من الأهمية بحيث تذكرها الروايات والكوفة هي منطقة الفرات الأوسط كما نعرف؟
الجواب:
في إرشاد المفيد رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ: (إِذَا قَامَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَارَ إِلَى اَلْكُوفَةِ فَهَدَمَ بِهَا أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ فَلَمْ يَبْقَ مَسْجِدٌ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ لَهُ شُرَفٌ إِلاَّ هَدَمَهَا وَجَعَلَهَا جَمَّاءَ وَوَسَّعَ اَلطَّرِيقَ اَلْأَعْظَمَ وَكَسَرَ كُلَّ جَنَاحٍ خَارِجٍ فِي اَلطَّرِيقِ وَأَبْطَلَ اَلْكُنُفَ وَاَلْمَآزِيبَ إِلَى اَلطُّرُقَاتِ وَلاَ يَتْرُكُ بِدْعَةً إِلاَّ أَزَالَهَا وَلاَ سُنَّةً إِلاَّ أَقَامَهَا وَيَفْتَحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَاَلصِّينَ وَجِبَالَ اَلدَّيْلَمِ فَيَمْكُثُ عَلَى ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ مِقْدَارُ كُلِّ سَنَةٍ عَشْرُ سِنِينَ مِنْ سِنِيكُمْ هَذِهِ ثُمَّ يَفْعَلُ اَللّٰهُ ما يَشاءُ...) . [2]
ولم تعين الرواية الشريفة هذه المساجد كما هو واضح.
ثم أنه لا ريب في أن هدم الإمام (عجّل الله فرجه) لمساجد معينة له أساساته الشرعية التي يرتكز عليها الإمام (عجّل الله فرجه) في ذلك، فإن المساجد إنما تكون لبثِّ كلمة الإيمان، أمّا إذا كان بؤرة للنفاق والفساد فلا مناص من هدمها ومحو أثرها كما فعل النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما هدم مسجد ضرار، لأَن الذين بنوه أرادوا به إضرار المسلمين وجعله مركزاً للمنافقين.
قال الطبرسي قدس الله روحه: في قوله تعالى: ﴿وَاَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مَسْجِداً﴾[3] فقد قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء، وبعثوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أن يأتيهم، فأتاهم وصلّى فيه، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف، فقالوا: نبني مسجداً، فنصلي فيه، ولا نحضر جماعة محمد، وكانوا اثني عشر رجلاً، وقيل: خمسة عشر رجلاً، منهم ثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، ونبتل بن الحرث. فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه، أتوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة، والحاجة، والليلة المطيرة، والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (صلّى الله عليه وآله): إني على جناح سفر، ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله، فصلينا لكم فيه. فلما انصرف رسول الله من تبوك، نزلت عليه الآية في شأن المسجد. [4]
هذا كله مع غض النظر عن سند الرواية.
-----------------------------------------------
1)مستدرك الوسائل، ج17، ص121.
2) الإرشاد للشيخ المفيد، ج2، ص385.
3) سورة التوبة، الآية: 107.
4) بحار الأنوار، ج21، ص252 .
اللهم صل على محمد وآل محمد
سائل يسأل عن رواية قد إحتار في معناها على الرغم من ضعف سندها:
هنالك رواية عن المهدي (عجّل الله فرجه) اَلشَّيْخُ اَلطُّوسِيُّ فِي اَلْغَيْبَةِ ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي حَدِيثٍ لَهُ اِخْتَصَرْنَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: (إِذَا قَامَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ اَلْكُوفَةَ وَأَمَرَ بِهَدْمِ اَلْمَسَاجِدِ اَلْأَرْبَعَةِ حَتَّى يَبْلُغَ أَسَاسَهَا وَيُصَيِّرَهَا عَرِيشاً كَعَرِيشِ مُوسَى وَتَكُونَ اَلْمَسَاجِدُ كُلُّهَا جُمّاً لاَ شُرَفَ لَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَيُوَسِّعُ اَلطَّرِيقَ اَلْأَعْظَمَ فَيُصَيِّرُ سِتِّينَ ذِرَاعاً وَيَهْدِمُ كُلَّ مَسْجِدٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ وَكُلَّ جَنَاحٍ وَكَنِيفٍ وَمِيزَابٍ عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلْخَبَرَ)[1]، يا ترى ما هذه المساجد التي لها من الأهمية بحيث تذكرها الروايات والكوفة هي منطقة الفرات الأوسط كما نعرف؟
الجواب:
في إرشاد المفيد رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ: (إِذَا قَامَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَارَ إِلَى اَلْكُوفَةِ فَهَدَمَ بِهَا أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ فَلَمْ يَبْقَ مَسْجِدٌ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ لَهُ شُرَفٌ إِلاَّ هَدَمَهَا وَجَعَلَهَا جَمَّاءَ وَوَسَّعَ اَلطَّرِيقَ اَلْأَعْظَمَ وَكَسَرَ كُلَّ جَنَاحٍ خَارِجٍ فِي اَلطَّرِيقِ وَأَبْطَلَ اَلْكُنُفَ وَاَلْمَآزِيبَ إِلَى اَلطُّرُقَاتِ وَلاَ يَتْرُكُ بِدْعَةً إِلاَّ أَزَالَهَا وَلاَ سُنَّةً إِلاَّ أَقَامَهَا وَيَفْتَحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَاَلصِّينَ وَجِبَالَ اَلدَّيْلَمِ فَيَمْكُثُ عَلَى ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ مِقْدَارُ كُلِّ سَنَةٍ عَشْرُ سِنِينَ مِنْ سِنِيكُمْ هَذِهِ ثُمَّ يَفْعَلُ اَللّٰهُ ما يَشاءُ...) . [2]
ولم تعين الرواية الشريفة هذه المساجد كما هو واضح.
ثم أنه لا ريب في أن هدم الإمام (عجّل الله فرجه) لمساجد معينة له أساساته الشرعية التي يرتكز عليها الإمام (عجّل الله فرجه) في ذلك، فإن المساجد إنما تكون لبثِّ كلمة الإيمان، أمّا إذا كان بؤرة للنفاق والفساد فلا مناص من هدمها ومحو أثرها كما فعل النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما هدم مسجد ضرار، لأَن الذين بنوه أرادوا به إضرار المسلمين وجعله مركزاً للمنافقين.
قال الطبرسي قدس الله روحه: في قوله تعالى: ﴿وَاَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مَسْجِداً﴾[3] فقد قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء، وبعثوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أن يأتيهم، فأتاهم وصلّى فيه، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف، فقالوا: نبني مسجداً، فنصلي فيه، ولا نحضر جماعة محمد، وكانوا اثني عشر رجلاً، وقيل: خمسة عشر رجلاً، منهم ثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، ونبتل بن الحرث. فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه، أتوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة، والحاجة، والليلة المطيرة، والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (صلّى الله عليه وآله): إني على جناح سفر، ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله، فصلينا لكم فيه. فلما انصرف رسول الله من تبوك، نزلت عليه الآية في شأن المسجد. [4]
هذا كله مع غض النظر عن سند الرواية.
-----------------------------------------------
1)مستدرك الوسائل، ج17، ص121.
2) الإرشاد للشيخ المفيد، ج2، ص385.
3) سورة التوبة، الآية: 107.
4) بحار الأنوار، ج21، ص252 .