كل واحد منا سيحمل اوزاره وينبعث من نطفة القول بذرة تكبر اما الى تلف أو الى فسيح المعروف ، بعض المثقفين تعاملوا مع التأريخ كل حسب دينه ومبتغاه ، وبحجة الانفتاح على معنويات القراءة المتفرسة ، تراهم تراوحوا في عالم من التناقضات وقد داخوا ودوخوا العالم دون أن يضعوا الحروف على النقاط وسارتكز بهذا المعنى على ـ زكي الميلاد ـــ ولنعرف كيف يتجرأ الكاتب ان يحمل كل علقة الى علقتها ، وينسج من الحقيقة رؤى يتوسد بها معالم الرؤى حقيقة دون اللجوء الى فبركة تتغلغل في جسد الفراغ ، وابن خلدون الذي استدرك الطف الحسيني على بنيته بمرتكزين الاهلية والشوكة ويقصد بالاهلية الحق الشرعي في الثورة، والشوكة العصبية الاجتماعية فهو يرى ان الحسين عليه السلام يمتلك الاهلية الشرعية لكنه لايمتلك الشعبية التي تؤهله للثورة ، الامام الحسين شخصها ما بين السلة والذلة ، فهل السعي للشوكة ؟ أم لنهضة الدين وعودة الاسلام ؟،ولأن أول العارفين بخطأ ابن خلدون هو ابن خلدون نفسه عاد ليقول غلط الشوكة امر دنيوي والحسين عليه السلام له حق الثورة وشرعيتها ، بالغ ابن خلدون بان الصحابة رأوا عدم جواز الخروج على يزيد مع فسقه وجوره ، ه أقصروا عن مناصرته لم ينكروا عليه ، لم يتابعوا الحسين عليه السلام ولا انكروا عليه ولا اثموه لأنه مجتهد ، ولا هناك غلط لمن خالفوا الحسين عليه السلام ، اشياء مبهمة تختزل التمويه كمن يترحم على علي عليه السلام ومعاوية او يترحم على سيد الشهداءالحسين سيد شباب اهل الجنة بشهادة نبي معصوم ،ويترحم على قاتليه ، فهو يقول في احدى غرائبياته المتناقضة ان تصويب موقف الصحابة لايعني تصويب مقتل الحسين عليه السلام ، والحسين شهيد مثاب وهو على حق ، والقوم الذين كانوا مع يزيد على حق ايضا واجتهاد ، كما اشاع ابن العربي اشنع واقبح موقف له ( ان الحسين قتل بشرع جده ) وغلطّه ابن خلدون بتصرف اسوء ، وهو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط الامام العادل ، ومن يا ترى هو اعدل من الحسين عليه السلام ؟، سيأتي يوم يهرب الظل فيه وتسقط العروش ، وكل عرش يخلع جلده ويهجر مرتقاه ، وتنبذه البطن التي تجشمت بحمله وتحملت عبثه ، شغل ابن خلدون منصب قاضي قضاة المالكية ، يرى العسقلاني لرواية شيخه أبي الحسن الذي يعتبر ابن خلدون صاحب موقف سلبي مع الحسين عليه السلام ، وانحراف كامل عن آل علي عليهم السلام ، يرى الدكتور علي الوردي ان ابن خلدون اسهب في الدفاع عن الحسين في مقدمته بخلاف الانطباع العام عند الشيعة الذين صنفوه في عداد اصحاب المواقف التي خطأت الامام الحسين عليه السلام وغلطت حركته ، والدكتور علي الوردي في كتابه منطق ابن خلدون والحسين عليه السلام يقول :ـ( خلاصة القول ان أبن خلدون لم يكن علميا ولا موضوعيا ولا عادلا في موقفه تجاه حركة الحسين ونهضته ، يتشدق المثقفون بأنهم يلفحون الهجير ويحشدون الظلمات وتزدحم على افكارهم العواصف كي يطلع الرأي من آتون ساخن يشوي الف حقيقة ، يقول ابن خلدون ان الصحابة كانوا مع يزيد، طيب وحبيب بن مظاهر الاسدي وانس بن الحارث ومسلم بن عوسجة الاسدي وجابر بن عبد الله الانصاري وسليمان بن صرد الخزاعي وعبد الله بن عفيف الازدي وغيرهم وتقويم موقف الصحابة لم يكن سليما لامن الناحية العلمية ولا من الناحية الموضوعية ولا حتى من الناحية الاخلاقية ، ويبدو ان ابن خلدون لم يقرأ ولا جملة من خطاب الحسين عليه السلام يوم الطف الا لعنة الله على الباطل
.