لوحة يعجز أمهر الرسامين عن رسمها ،مأساة لا تستوعبها العقول ولا تتحملها النفوس،وهل يوجد ابشع من قتل طفل بريء في حضن أبيه ؟ من ابشع الصور المأسوية لانتهاك الطفولة في يوم عاشوراء ،براءة مذبوحة بسهم الغدر المريع ،تلك الطفولة التي قدمت قربانا للحق والعدالة .
لذلك استحقت هذه الحادثة الفجيعة ان يخصص لها يوما عالميا يشهده جميع العالم لبيان بشاعة هذه الجريمة النكراء ،يوم اغتيال البراءة ،فجعل يوم مقتل عبد الله الرضيع ،يوم الطفولة العالمي ؛لاظهار وبيان المظلومية التي تعرض لها سليل النبوة وسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)،وكيف ذبح طفله الرضيع بين يديه ،ذلك المنظر الذي يدمي القلوب ويقرح الجفون ،لايتحمله اي انسان عادي ؛وليعلم العالم مقام الطفل الرضيع عند الله تعالى ،وكذلك لبيان مدى حقد وظلم بني أمية وعدائهم للاسلام ولاهل البيت عليهم السلام الذين لم يسلم من ظلمهم وحقدهم حتى الطفل الصغير ،فأي قلوب قاسية يحملون؟
أنبثق هذا اليوم (اليوم العالمي للطفولة )ليكون صرخة بوجه الظالمين الذين ذبحوا هذه الطفولة البريئة ،وهي ايضا صرخة استنكار لما يجري اليوم من ظلم لكثير من الاطفال الذين يتعرضون للظلم في ظل حروب عبثية في شتى أنحاء العالم ،فهولاء الاطفال هم اول الضحايا لبشاعة هذه الحروب ،اما بالقتل او باليتم حيث يقتل المعيل لهم ،اضافة الى التعذيب النفسي الذي يعيشه هؤلاء الاطفال جراء هذه الحروب الطاحنة بما يسمعونه من دوي المدافع وما يرونه من جثث القتلى المتناثره أمام أنظارهم .
فأحياء هذه الذكرى السنوية لمظلومية عبد الله الرضيع هو إحياء لكل اطفال العالم المظلومين ؛كي يكون رضيع الحسين عليه السلام شهيد على هذه الجريمة النكراء ،وهي ذكرى تتجدد امامنا في كل طفل يسقط ظلما وجورا .
في هذا اليوم يجتمع مئات من الموالين والمعزين برفقة اطفالهم الرضع وهم يرتدون اللباس الاخضر الرمزي لرضيع الحسين عليه السلام ،ويضعون الاشرطة على رؤوسهم مكتوب عليها اسم عبد الله الرضيع او عبارات تعبر عن حبهم وولائهم لاهل البيت عليهم السلام ،لوحة فنية قل نظيرها ،ومنظر تهتز له الجبال الرواسي،يجتمع الاطفال الرضع مع أمهاتهم من جميع أنحاء العالم ،ليعلنوا استنكارهم لابشع جريمة في العالم ؛وليعلم العالم اجمع بأن الامام المنتظر عليه السلام عندما يظهر باذنه تعالى سيثأر لجده الحسين ،وسيخرج ذلك الجسد الطاهر للرضيع وينادي جميع العالم بصوت ملئه اللوعة والاسى :ايها العالم ماكان ذنب هذا الرضيع اذ قتلوه على صدر ابيه.؟لأنتاج السلوك الايثاري ، وقدم البحث دلالات الثقافة الاربعينية المؤثرة في الثقافة الجماهيرية للعقل الشبابي، فهو يقدم تلك الدلالات بتأني وشرح مفصل عن خدمة زوار الحسين وهم يفارقون الاهل والاصدقاء ويأجلون اعمالهم ومنافعهم الخاصة دون المنفعة الشخصية سوى الدوافع الايمانية ،وركز البحث على مساعي الثقافة الجمعية وخلق عوامل التأثير الوجداني في روحية الزائرين ومشاهدة سلوكيات الايثار في الزيارة الاربعينية وصيانتها ،والصيانة هنا تترتب عليها عدة امور تبعد الترهل عن سوء استخدام ،لأجل ان لا تفقد قيمتها ويبقى تأثيرها حيا في الوجدان ، والتمسك بأخلاقيات الزيارة ، قال الامام الصادق عليه السلام ( زر قبر الحسين وانت كئيب حزين فهو عليه السلام مات عطشانا )، وقيل للامام الصادق عليه السلام ان قوما يزورن قبر الحسين يتطيبون للسفر ، اجاب ( اما انهم لو زاروا قبور امهاتهم وابائهم ما فعلوا ، )دراسة مساعي المواكب الحسينية والزيارات خاصة في الاربعينية واستخلاص التجربة الوظنية التي أهل لنا شباب لبوا نداء المرجعية الشريفة بفتوى السيد السيستاني ادام الله عزه الوارف ، بعدما شكلت داعش خطرا كبيرا واحتلت أجزاء من ارض العراق وهددت بتهديم المراقد المقدسة ، فكان الإرث الحسيني ثقافة عاشوراء وثقافة الزيارة الأربعينية بكل رموزها وشعاراتها وطقوسها ومعانيها التي ترسخت بوجدان الجمهور روح كربلاء توقدت فيهم اغلب المتطوعين في الجبهات كانوا من أبناء المواكب الحسينية ، وساهمت المواكب الحسينية باحتضان النازحين ، وفتحت لهم الحسينيات والمضايف المعدة لخدمة زوار الحسين ، وطالب البحث الحكومات بسن قوانين خاصة لحماية هذه الثقافة لهذا يرى الباحث ان الحشد الشعبي هو حسيني الدوافع والمنطلقات حاول الإعلام الغربي والسياسي المباع أساسا تفريغ الحشد الشعبي من مضامينه تارة يصفونهم مليشيات وتارة ثانية بالطائفية نتيجة رفعهم شعارات كربلاء الثورية ، والعجب ان يصنف سيد الشهداء على مذهب ، ورفضوا شعار لبيك يا حسين ، والتسلح بعقيدة وثقافة كربلاء لها حوبتها ، ويطالب الباحث المعنيين عدم التخلي عن شعارات كربلاء تحت ضغط الاعلام والسياسة