حين ينطلق
الاستفهام ..عنوانا من عناوين البحث ـ سيضعنا امام مشاركة وجدانية لمواجهة الحقيقة
والبحث عنها بوعي تاملي لنواجه شواهد من نظريات مزيفة ومحاور فكرية بائسة تحفل بالكثيرمن الدس والتقنين المحرف الذي تعرضه الافكار المادية
الممصلحة بهواجس لاتقدر ان تتجاوز الذات
ومصالحها … فعندما ينطلق هذا الاستفهام
شاملا غير محدد سيقود اوجه الادراك الى شمولية
المعنى ليشمل من هم في داخل هذا العنوان او خارجه .. يجمعهم الانحراف
الدنيوي الخاضع لسمات واضحة المعالم تفتقر
الى معرفة اليقين ولاتمتلك سوى هذا الوعي
الخادع الفارغ من حيثيات التأمل الجاد فتتشعب حينها المقاصد بين محارب وعارض
ومحاجج يستدل بمنطق موهوم لا يوصله الا
لعدم الايمان بالله واليوم الاخر تحرضه
خلفيات مؤثثة بسفسطة جذابة تحاول ان تبعد
عنها نظرة الجهل و مثل هذه الانحرافات قد
شخصت من قبل الكثير من اهل العلم والدين وبما ان العرض القراني هو عرض شامل ينفتح
على مصالح العام البشري سيشعر امامه الاغنياء بالخوف على ثرائهم والدنيويون على
شهواتهم والحكام على عروشهم فيبقى الصراع قائما بينهم وبين القران الذي سطع
بالكثير من المفاهيم الانسانية ومنها تلك المفاهيم العشرة التي حاورها آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
في كتابه لماذا يحاربون القرآن ؟ بعدما سلط الضوء على تماثلات تنظيرية تعبر عن معنى
وجود القرآن الكريم ومثل هذه المفاهيم
تقرب لنا في محاولة جادة مفهوم الواقع القرآني الامثل
المفهوم الاول …
الشورى
يمكن للمرء ان
يحقق عددا من الاوجه مستندا على خبرة التحليل المنطقي فالرسول (ص)
كان معصوما ومسددا الخطى من الله سبحانه وتعالى ولو اردنا الان ان نبتعد عن
التحليلات التقليدية واستندنا لدلائل علمية
واضحة البرهان فهل يحتاج اليقين
الرسالي الى مشورة ولذلك نجد ان المفهوم
القرآني في محتوى ( وشاورهم في الامر ) ما هو الامظهر من مظاهر بناء الجوهر أي
ارساء دعائم لبناء مستقبلي يعمم حالة المشورة
ومشاركة الناس في الرأي النابع من وجود الخبرة او الاحساس بالوجود
ثانيا .. الاخوة
وأستمد المفهوم
من مرجعية قوله تعالى ( انما المؤمنون اخوة )
وقد نفذها الرسول الكريم(ص) وقد
عمل بها الرسول بشكل جماعي مرتين في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة فصار العربي والفارسي والرومي والحبشي اخوة لاتميز بينهم جنسية او لغة او لون
بينما رسم الاستعمار الحدود الجغرافية كخطوة تدفعهم للاستبداد والسيطرة
والاسلام لايعترف بهذه الخصوصيات
فيوم اسلمت صفية تزوجها الرسول (ص) صارت ام المؤمنين و في العربية اناس
تعيش لقرون وهي بدون ان تمنحها الحكومات
اعترافها بمواطنتهم ..
ثالثا ...
اكد الاسلام على حرية الانسان فيعتبرالسيد الشيرازي قدس
سره ان القوانين الوضعية والاعراف الاجتماعية
بموازنيها غير الصحيحة هما اغلالا
ـ فللانسان في الاسلام حرية الزراعة والتجارةوالسفر والاقامة والعمارة والبناء والكتابة والزواج
والمعاشرة والف حرية وحرية وجاءت معظم
القوانين الوضعية لتحدد من نشاط الانسان
ففي بعض البلاد الغرب ممنوع على الناس
اقتناء الدجاج في بيوتهم فالزراعة
والتجارة بضريبة والسفر بتأشيرة والاقامة
برخصة ومعظم القوانين كما يراها السيد الشيرازي
تقودها الاستبداد والديكتاتورية
رابعا وحدة
الامة
القران اعطى
لهذا المفهوم عنايته حيث قال الله تعالى ( ان هذه امتكم امة واحدة ) فالحدود
الجغرافية حسب رؤية السيد الشيرازي قدس
تعتبر مخالفة للاسلام والقرآن ـ وانما
اراد ها للعبة (فرق تسد) فقد استطاع
الاستعمار ان يفرق بين المسلمين ووصلوا الى ما ارادوا ففرقونا ووحدوا دولهم
خامسا .. رؤوس الاموال
جعل الله
سبحانه تعالى للانسان رأس ماله لكونه
نتيجة سعيه او ما اشبه كالارث وقد حاول
التركيز على الافات الاجتماعية المادية لابعاد شبح الحرام عن اموال المسلمين فقال تعالى (لاتأكلوا الربا اضعافا
مضاعفة) وقد شاع الربا في العالم لجشع
الانسان