لقد انبثقت تحت وطأة الواقع الإنساني الذي نعيشه أسئلة فكرية كثيرة توجهت إلى القضايا التي تخص المستقبل وتشغل الإنسان فيه في مسألة التأريخ ومناطق صيرورته محاولة تبين واقع المجتمع وتاريخية كل فعل من الأفعال التي سحبت تأثيراتها على الواقع التاريخي ولكي نكون صادقين مع مستقبلنا علينا أن نكون صادقين مع الإرث الماضوي لنكشف كل تفاعلاته بوضوح تام وأن أي لغمطة فيه تعني تشويش الحاضر بمعناه العام وتعني أيضاً أن ثمة مرتكزات في الباطل ما زالت تتنفس تلك التحريفات الباطلة وإلا ما معنى أن يركز الكثير من الكتاب وفي معظم مواقع الانترنت ساعين إلى الحث إلى ترك التأريخ بما فيه بحجة أن التأريخ فتنة فإذا أردنا حسب منطقهم أن نعيش اليوم علينا أن نلغي التأريخ كله فهل يعقل أن تلك الأحداث الجسام التي مرت في التأريخ كانت فتنة وهل يعرف أولائك الأذكياء ما هي الفتنة أولاً؟ الفتنة حين لا يعرف وجه الخطأ من الصواب والفتنة حين لا يعرف الباطل من الحق والفتنة تعني انعدام القدرة على التمييز والفتنة أن ثمة تقيمات معينة على ظروف معينة ملتبسة بالأحداث كأن تكون أحداثاً ومعارك لا تعرف الهوية الحقيقية لأبطالها ولا تأريخ شخصي أو تأريخهم العام أين الفتنة إذاً ؟والكوارث التي افتعلها العتاة واضحة المعالم كيف لنا أن نقر بما يقولون وما ذنبنا أن كان هم يمتلكون تشويشات ذهنية مسبقة وأحياناً مقصودة نابعة من نفسيات مريرة تعجز عن ملاحقة تيار الحق الصامد بقيادة أمير المؤمنين (ع) لم تكن الكوارث التي لحقت بالأمة الإسلامية في مرحلة بدايات تاريخها سهلة فقد كانت كوارث انشقاق كوارث ضلال وإضلال مارسها أئمة الضلال من بني أمية ولم تجر تلك الكوارث في هدوء وصمت كي تصلح لها الطمطمة بل صاحبها ضجيج أدى إلى تشويش كثير من المبادئ النيرة فنتجت حالة من الارتياب أصاب الكثير من الناس ، واليوم يأتي من يحاول أن يخفف أوارها ويعتم على هويتها فيسميها فتنة وكأن ليس من صالح المسلمين قراءة تأريخهم قراءة صحيحة ، أقول لأولئك الكتبة المكتبيين لا بأس إن عاد اليوم فيكم عبد الله بن سؤدة والضحاك ودس بن أرطأة وجحيش وجماعته فلا بأس عاد فينا عمار ومالك الأشتر وأبو الهيثم والخلص من أصحاب محمد (ص)من شيعة أهل البيت يحملون الإخلاص وهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فزيدوااغوائكم بعد ذلك في فضائياتكم ومواقعكم بما يشكل للأمة الإسلامية محنة وهل هذا النفور التجاري ستسمونه يوماً فتنة