لصباحات عاشوراء لون الجراح ـ أصداف حزن تتفتح عند كل استغاثة جرح ... (وا حسيناه) نهج شاهد يقاوم احلام الطاغين ـ يشق رجل الصبر بعصمته دروبا من الوجع تحمله الخطوات سارية جهاد ـ هي هجرة الرسول الكريم باقدام الحسين .. هي خطى تطلع من رحم العصمة نورا يعيد اليهم صرخة النبي (ص) يوم افجعته الرؤيا ـ ملوك السوء سيرتقون من بعدي خشبات هذا المنبر المزدهي القا ً ..هي خطوات تعيد اليهم مطر الصحوة واصابع نبي تشير احذروا ابناء الشجرة الملعونة ـ رواد الفتنة ـ الخارجون على الامة .. عن سهل بن سعد رأى رسول الله (ص) بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك حتى مات ـ وفي الدر المنثور يقول (ص) رايت ولد الحكم بني ابي العاص على المنابر كأنهم القردة ..
ثم يجلس الرسول الكريم ليوزع الافق شهادات مباركة عليكم بنصرة كبدي الحسين ... عينا رسول الله تهطل نبوءات عز ذبيح يا رسول الله , بابي انت وامي مالك؟
فيجيء الجواب طفوفا ومصائب جراح لا تنام .. .. يقول البخاري عن انس بن الحارث ـ سمعت رسول الله ( ص) يقول إن أبني هذا .. يقتل بارض يقال لها كربلاء ’ فمن شهد ذلك منكم فلينصره .. ولذلك كان انس في الطف شاهداً وشهيد .. وشاهد الضمير يدرك ان الطفوف بدأت قبل أوآنها يوم استلبت فدكا وكسر ضلع الزهراء عليها السلام ويوم اشعلوا الفتنة في الجمل ..وشاهد التاريخ مازال يحتفظ بخطبة ابن آكلة الاكباد .. ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ... وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وشاهد النتانة يصرخ ( لا صلاة الا بلعن ابي تراب ) بينما شاهد القرآن العظيم يشهد بقوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله ) كيف تكون لله ؟ والناس مجبرون على الخضوع للظلم هربا من الجوع والقتل .. كيف ؟ والحاكم الجائر يمتلك ازهاق الارواح بدون شرع او قانون كيف السلطة صارت هدفا مقدسا وصنما يعبد .. والكتاب الذي ارسله الحسين عليه السلام الى أخيه محمد بن الحنفية يشهد بالموقف ( ان الدنيا لم تكن والآخرة لم تزل والسلام ) وبالمقابل تطلع شهادة الزيف جرحا لايندمل في قلوبنا اذ يقول احدهم للحسين(ع) اتق الله ولا تفرق جماعة المسلمين ، وهل بعد ذلك من عبودية لبني امية وانحياز واضح للقتل والذبح والعبودية والدمار فيجي الجواب شهادة حق من الحسين عليه السلام اتق الله يا ابا عبد الرحمن ولا تدع نصرتي .. فمهما تردى الحال لايمكن لاحد ان يلبس الخذلان ثوب القداسة ..
شهادة التاريخ تقول هناك من ورث اسماء ولم يرث فاعلية فحمل فخارا يبتعد عن منطقة الصراع لكونه وريث نهج ليس بنهج آل البيت ولا هو على اساس بالنهج الاموي فهو وريث مرحلة طويت فانطوت ..
وشهادة تاريخ تشير الى نموذج آخر اخلط الدين بالاهواء فاجج نار الفتنة في الجمل فكانت صلاته وصيامه توابلا لزاد مرير .. وهناك شهادة راية برقت املا بالخلاص امام شهادة دونتها كتب الخيبة والنفاق من بعض اهل كوفان لترف راية الرفض حنينا يرى مستقبلا بعين العقل كي لايقال ان الحسين بن الرسول بايع يزيد القرود وقدم الطاعة ولتخرس شهادة العابثين الذين يظنون خروج الحسين طلبا للامارة والحق اعلى من الامرة والحسين لايحتاج الى كرسي سلطنة ليعرف الناس مقامه ولا مبالغة ان قلنا ان الحسين لم يكن محتاجا لحركة الامة بل الامة هي المحتاجة اليه ولم يكن خروجه متوقفا على ارادة الجماهير ومطالبها بل كان ناشئا عن الامر الالهي وبعهد الله كانت الثورة ومن كان يسعى لنشر سلام الله في العالمين له سلام الله وملائكته الصالحين ليبقى على مر الدهور صرحا تقيا يؤذن لكل صلاة.